الأنبا شنودة رئيس المتوحدين ( 347_465م) هو عميد الأدب القبطى وأشهر من كتب باللغة القبطية فى لهجتها الصعيدية على الإطلاق تولى الأنبا شنودة رئاسة الدير الأبيض بسوهاج حوالى عام 385م بالإضافة إلى رئاسته لديرين اخرين : واحد للرهبان واخر للراهبات واستمر رئيسا لها حتى نياحته عام 465م
تلقى الأنبا شنوده تعليما ممتازا قبل التحاقه بالدير وكان يتميز بالتعمق الشديد فى أسفار الكتاب المقدس ومعرفة مؤلفات اباء الكنيسة وإجادة اللغة اليونانية وادابها كان الأنبا شنوده كاتبا غزير الإنتاج وعلى الرغم من أن ما وصلنا من مؤلفاته هو النذر اليسير إلا أن هذا القليل يفوق ما وصلنا من مؤلفات أى كاتب اخر كتب باللغة القبطية بدأ اهتمام علماء الغرب بكتابات أنبا شنوده منذ مطلع القرن التاسع عشر وتزايد الاهتمام به فى العقود القليلة الماضية حتى صارت كتاباته تمثل فرعا هاما فى الدراسات القبطية تخصص لها الندوات والمؤتمرات العلمية
تتقسم كتابات الأنبا شنوده إلى تسع مجموعات من القوانين وثمانى مجموعات من العظات وعدد من الرسائل ويبدو أن هذا التقسيم من وضع الأنبا شنوده نفسه وعناوين القوانين والعظات مأخوذة من العبارات الأولى لهذه العظات وحتى الان تم التعرف على حوالى 150 عملا للأنبا شنوده بعضها " بدون عنوان "
ويوجد حاليا مشروع دولى يشترك فيه خمسة عشر متخصصا من دول مختلفة بقيادة البروفيسور Stephen Emmel بجامعة Munster بألمانيا ويهدف المشروع إلى إصدار طبعة نقدية لكل ما كتبه الأنبا شنوده اعتمادا على كل المخطوطات التى وصلتنا لكتاباته مع ترجمتها للغات الحديثة والتحدى الأكبر الذى يواجه هذا المشروع العملاق هو تبعثر أوراق هذه المخطوطات فى العديد من متاحف ومكتبات العالم بالإضافة للحالة السيئة لعدد كبير من هذه المخطوطات إن اكتمال هذا المشروع سيكون بمثابة أكبر حدث علمى فى مجال الأدب القبطى وسيفتح الباب أمام عشرات الدارسين لمزيد من البحث فى تراث الأدب القبطى ويجتذب مزيدا من الدارسين من مجالات أخرى مختلفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك