التعب المقدس ،الذى من أجل الله،له مكافأته من الله. فبقدر ما يتعب الإنسان فى هذا المجال، بقدر ما يكافأ. وقد قال الرب لراعى كنيسة ⛪ أفسس أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك (رؤيا٢:٢)
وقال فى عظته على الجبل ادخلوا من الباب الضيق. لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدى إلى الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منه، ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه (متى ١٣:٧، ١٤)ويقول الكاتب بضيقات كثيرة ينبغى ان ندخل ملكوت الله (أعمال ٢٢:١٤)
على أنه ليس كل تعب له بركته، فهناك تعب باطل
مثل تعب الشيطان وأعوانه فى إغواء الناس وإسقاطهم. ومثل كل تعب فى السعى إلى الخطيئة :كتعب السارق الذى يدخل بأساليبه إلى بيوت أبوابها مغلقة، ويسرق أموالها ويخرج دون أن يشعر به أحد. ومثل الزناة الذين يتعبون لكى يحصلوا على شهواتهم! إنه تعب باطل ،كتعب الذين يسعون إلى كرامة، وكتعب الغنى الذى قال أهدم مخازنى وأبنى أعظم منها،وأجمعةهناك جميع غلاتى وخبراتى، وأقول لنفسى : استريحى وكلى واشربى وافرحى فقال له الله ياغبى ،فى هذه الليلة تطلب نفسك منك، فهذه التى أعددتها لمن تكون!؟ (لوقا ٨:١٢ _٢٠)
ومن التعب الباطل ،التعب الذى بغير معرفة ،مثل قول بطرس الرسول تعبنا الليل 🌃 كله ولم نصطد شيئا (لوقا ٥:٥)
أما التعب المقدس فهو على أنواع ،منه التعب فى الخدمة ،والتعب فى الطريق الضيق، وفى الاحتمال ،وفى العبادة ،وفى أمور أخرى
التعب فى الخدمة
ومن أمثلته تعب بولس الرسول الذى تعب أكثر من جميع الرسل، وشرح ألوانآ من هذه الأتعاب والأخطار التى تعرض لها فى الخدمة والكرازة، فقال بأسفار مرارا كثيرة. بأخطار سيول ،بأخطار لصوص ،بأخطار من جنسى، بأخطار من الأمم ،بأخطار فى المدينة، بأخطار فى البرية، بأخطار فى البحر، بأخطار من اخوة كذبة (٢كورنثوس٢٦:١١)
وقال عن خدمته وخدمة زملائه :فى كل شئ نظهر أنفسنا كخدام الله، فى صبر شديد، فى شدائد، فى ضرورات ،فى ضيقات ،فى ضربات ،فى سجون ،فى اضطرابات ،فى أتعاب، فى أسهار فى أصوام.. (٢كورنثوس ٢٦:١١)
وإن كانت هذه أتعاب القديس بولس وزملائه فى الخدمه، فإن هناك أتعابآ أكثر هى آلام الشهداء والمعترفين، وما لاقوه من عذابات من أجل ثباتهم فى الإيمان. لذلك تجعلهم الكنيسة فى مقدمة القديسين.. ومن جهتنا ينبغى أن نتكلم أيضا عن الآباء الأساقفة والكهنة ،وما ينبغى ان يبذلوه من تعب الخدمة
وهنا أتذكر أننى فى إحدى المرات فى رسامة أسقفين، قلت لهما : أمامنا طريقان فى الخدمة لا ثالث لهما. إما أن نتعب ليستريح الناس، أو أن نستريح ويتعب الناس ،وها أنا قد دعوتكما للتعب
لايجوز إذا لرجل الكهنوت أن يكتفى بخدمة القداسات والعشيات ويستريح مهملا الشعب! بل عليه أن يتعب فى الافتقاد وفى التعليم وفى حل مشاكل الناس. هناك أسرات شكت إلى قائلة مرت علينا سنوات، لم يدخل بيتنا فيها كاهن واحد هذا أمر مؤلم ومخجل بلا شك. هل ينسى مثل هذا الكاهن قول السيد الرب لتلاميذه اخترتكم وأقمتكم، لتذهبوا وتأتوا بثمر، ويدوم ثمركم
(يوحنا ١٦:١٥) فأين هذا الثمر فى الخدمة؟!
فى تعب الخدمة، ليضع كل راع أمامه قول الدسقولية ليهتم بكل أحد ليخلصه وليضع أمامه أيضا توبيخ الرب للرعاة الذين يرعون أنفسهم ولا يرعون الغنم، كما قال الرب فى سفر حزقيال النبى إصحاح ٣٤
وهكذا فى تعب الخدمة، على الأب الكاهن أن يعرف عناوين كل شعبه ويفتقدهم
❇️❇️
تعب الخدمة هو أيضا واجب خدام مدارس الأحد، وخدام الشباب.
وقد ذكر الكتاب الذين يتعبون فى الكلمة والتعليم (١تيموثاوس ١٧:٥) سواء من الكهنة ،أو مدرسى الدين. على الأقل التعب فى تحضير الدرس. والسامعون يميزون تماما من يتعب فى تحضير الكلمة ،ومن يقول أى كلام! كذلك التعب فى إعداد وسائل الإيضاح، وفى افتقاد كل الغائبين وإحضارهم ،والحرص على نمو المخدومين فى حياتهم الروحية
❇️❇️
وأيضا تعب الخدمة يشمل الوالدين فى تربية أبنائهم تربية روحية. ليس فقط فى العناية المادية بهم، من حيث الطعام والملابس والتعليم ،كما ألاحظ عند كثيرين، بل أيضا إرشادهم روحيا
❇️❇️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك