قم القديس مارمرقس الرسول بتأسيس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ( الكلية الإكليريكية ) لتكون أول معهد لاهوتى فى تاريخ المسيحية لشرح الإيمان ومجابهة الافكار الغريبة وكذلك تزويد الكنيسة بقيادات روحية وفكرية وكان الكثير من الاباء البطاركة من مديرى وتلاميذ هذه المدرسة اللاهوتية العظيمة وقد ساهمت المدرسة فى صياغة الفكر اللاهوتى السليم وفى حفظ الإيمان المستقيم وأيضا فى تأكيد وتأصيل التعليم الكنسى ولذلك أجمع العلماء أن هذه المدرسة هى " عقل المسيحية " وأعتبروها أقدم مركزا للعلوم القدسية فى تاريخ المسيحية
اختفاء المدرسة : ولكن للأسف الشديد لم تستمر المدرسة وخاصة بعد أن نقلها مديرها الأخير العلامة "رودون " من مدينة الإسكندرية إلى بلدة جعيدا فى إقليم بامفيليا (صيدا بلبنان ) ولا نعرف ماهى الأسباب التى جعلته يفعل ذلك ولا شك أن هذا النقل للمدرسة من الإسكندرية قد أضر بها إضرارا بليغا وكان سببا مباشرا لقلة الإقبال عليها وظلت اخذة فى الضعف إلى أن حدث الإنشقاق عام 451 م فاسدل من بعده الستار على أسمى وأعظم مدرسة لاهوتية وعلمية وثقافية فى التاريخ
فى برية شيهيت كانت الرهبنة فى أوج شهرتها فى العالم كله فقد كان لاباء البرية الدور الكبير والرائد فى حفظ تعليم الكنيسة وإيمانها وفى تكوين وجدانها روحيا ونسكيا ولاهوتيا فكان التلاميذ يتسلمون من الأب اختباراته العميقة ويقتدون بحياته الإنجيلية المعاشة مثل القديس مقاريوس الكبير وتلميذه بفنوتيوس القديس بموا وتلميذيه بيشوى ويحنس القصير والقديس باخوميوس وتادرس تلميذه والقديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين وتلميذه ويصا هذه التلمذه وهذا التسليم هو ذات المنهج فى مدرسة الإسكندرية اللاهوتية
وهكذا وجد الكثيرين فى هذا الدير البديل إذ أصبح هو خليفة المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية ولعدة قرون تالية فإليه إنتقل كل الدور الذى كانت تقوم به المدرسة فى حفظ التعاليم الكنيسية واعداد القادة فإن أغلب الاباء البطاركة فى العصور الوسطى قد أختيروا من بين رهبان الدير فمن القرن الخامس وحتى القرن التاسع عشر أختير 24 بطريركا كان أولهم البابا كيرلس الكبير 24 وأخرهم البابا ديمتروس الثانى 111 ونذكر أيضا موقف الاباء الرهبان بدير أبو مقار مع البابا غبريال بن تريك الثانى 70 الذى كان من علماء الكنيسة وموقفهم فى التمسك بنصوص لاهوتية بالقداس فكان الأب البطريرك يقول فى الإعتراف :" وجعله واحدا مع لاهوته " فقط !!! ولكن الرهبان إعترضوا عليه لنقص الإعتراف وطالبوه والزموه أن يضيف على النص : " بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير " ... فخضع البابا لمشورتهم وهكذا جرى النص كما قال الاباء الرهبان إلى يومنا هذا
ونذكر أيضا أن بعض البابوات قد إتخذوا من دير أبو مقرا لهم أثناء بطريركيتيهم مثل : لبابا غبريال الأول (57) والبابا زخارياس (64) والبابا ميخائيل الثانى ( 68)
واليوم تتجه الاديره الى تشجيع الرهبان للدراسة وتقديم محاضرات فى شتى علوم الكنيسة كما تحوى الاديرة عشرات الالاف من المخطوطات فى كافة المجالات بل انشئ فى الاديرة الاكليريكيات ومعاهد الالحان وفيها تعقد المؤتمرات المحلية والعالمية وكان اخرها مؤتمر الرهبنة بدير القديس الأنبا بيشوى برعاية وتشريف قداسة البابا تاوضروس الثانى وحوالى العشرين من احبار الكنيسة وعدد كبير من اباء الاديرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك