2020/04/29

المسيح فى سفر المزامير

المسيح فى سفر المزامير

المزمور الرابع والأربعون
"اسمعى يابنت وانظرى وأميلى أذنك وانسى شعبك وبيت أبيك. لأن الملك قد اشتهى حسنك لأنه هو ربك وله تسجدين"
       (مز٤٤(٤٥):١٠_١١).

الملك قد اشتهى حسنك 

هذا الكلام موجه إلى السيدة العذراء القديسة مريم والدة الإله لأننا نقول فى التسبحة "الآب اطلع من السماء فلم يجد من يشبهك أرسل وحيده أتى وتجسد منك"(ثيئوطوكية الأربعاء)٠وقال لها الملاك جبرائيل" السلام لك أيتها الممتلئة نعمة! الرب معك. مباركة أنت فى النساء... لأنك قد وجدت نعمة عند الله" (لو٢٨:١-٣٠)٠
من الواضح أنه ليس للعذراء مريم نظير بين نساء العالم 🌏 فى كل جموع البشرية ٠لذلك يقول قداسة البابا شنودة الثالث أنه لو لم يكن هناك سبب آخر لانتظار الرب مرور ألاف السنين فى حياة البشر ،حتى يرسل ابنه لاتمام الفداء٠لكان انتظاره مولد السيدة العذراء مريم سببآ كافيآ لينتظر هذه الآلاف من السنين بعد خروج آدم وحواء من الفردوس٠
لذلك ليس عجيبآ أن يقول المزمور عنها "لأن الملك قد اشتهى حسنك" ٠وطبعآ فإن اشتهاء حسن السيدة العذراء لم يكن قطعيآ لأسباب أو أهداف جسدية ،بل حسنها وجمالها الروحى٠والدليل على ذلك أنه يقول عنها فى باقى المزمور"كل مجد ابنة الملك من داخل" (مز٤٤(٤٥):١٣)٠أى انها جمالها فى مجدها الروحى الداخلى خاصة الإتضاع والطهارة الإيمان٠
دليل آخر أن اشتهاء الرب الملك لحسنها هو إعجاب بروحياتها وطاعتها هو قوله أن "الملك قد اشتهى حسنك لأنه هو ربك وله تسجدين" ٠أى أن الملك الذى أعجبه جمالها الروحى هو نفسه ربها الذى تسجد له٠
وقد سأل السيد المسيح مرة اليهود قائلآ"ماذا تظنون فى المسيح؟
ابن من هو؟ قالوا له:ابن داود٠قال لهم:فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلآ:قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك موطئا لقدميك؟ فإن كان داود يدعوه ربآ فكيف يكون ابنه؟فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة" (مت٤٢:٢٢-٤٦)٠وقد حيرهم السيد المسيح بهذا السؤال لأنه يحمل سر التجسد الإلهى أى أن المسيح ابن داود بحسب الجسد أى أنه من نسله من خلال العذراء مريم٠وهو نفسه أيضآ ربه بحسب لاهوته بولادته الأزلية من الآب٠فالمولود من الآب قبل كل الدهور بحسب لاهوته:هو  هو نفسه المولود من العذراء فى ملء الزمان بحسب ناسوته٠إذن هو ابن داود وهو ربه فى نفس الوقت عندما تجسد٠
كذلك فالعذراء مريم هى عروس المسيح روحيآ وهى أمه بحسب ولادته منها إنسانيآ وهو ربها من حيث لاهوته فتقول عنه "إبنى والهى" ٠وأكثر من ذلك أيضآ هى ابنته من الناحية اللآهوتية لأن المسيح الكلمة هو"أصل خليقة الله" (رر١٤:٣)٠وهو أيضا له أبوة كهنوتية فى تجسدة إذ هو رئيس الكهنة الأعظم (انظر عب ١٤:٤)٠
وقال عنه إشعياء النبى "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنآ وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبآ مشيرآ إلها قديرآ أبا أبديا رئيس السلام" (اش٦:٩)٠فهو أب أبدى حتى فى تجسده لأنه مارس ويمارس عمله الكهنوتى إذ يشفع فينا عند الآب كفارة لخطايانا بذبيحة نفسه(انظر ١يو ١:٢، ٢)٠
فما أعجب العذراء مريم فى أن المسيح هو ربها وهو عريسها وهو أبوها وهو إبنها٠لأن المسيح له جوانب إلهية وجوانب إنسانية٠ولا عجب فى كل ذلك ألم يدعى اسمه "عجيبآ" (إش٦:٩)؟وعندما سأله منوح والد شمشون عندما ظهر له فى العهد القديم عن اسمه أجابه قائلآ"لماذا تسأل عن اسمى وهو عجيب؟ (قض١٨:١٣)٠
اسم السيد المسيح أيضا كانت تدور حوله التساؤلات فى القديم كما ورد فى سفر الأمثال عن الآب والابن" من صعد إلى السماوات ونزل؟
من جمع الريح فى حفنتيه؟ من صر المياه فى ثوب؟ من ثبت جميع أطراف الأرض؟ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت؟" (أم٤:٣٠)٠
لم يستطع أحد أن يجب على هذا السؤال العجيب حتى أعلن الملاك جبرائيل للسيدة العذراء أن اسم ابنها هو "يسوع" وبالعبرية "يهوشوع"أى" يهوه خلص"بمعنى أن الله خلص٠ولم يعلن هذا الاسم إلا عند البشارة بولادة المخلص٠أما اسم ابيه فهو" الآب"وهذا ما أعلنه السيد المسيح فى تعليمه ومناجاته مع أبيه إذ قال له"أيها الآب البار إن العالم لم يعرفك أما أنا فعرفتك وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتنى٠وعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم" (يو٢٥:١٧_٢٦)٠
لم يعرف الله باسم "الآب"بصورة رسمية محددة إلا عندما تجسد "الابن الوحيد الجنس بالولادة" (المونوجينيس إنشيرى) ٠ومن خلال تأكيد بنوته لله أعلن أبوة الله الآب وأن اسمه الرسمى الأقنومى هو" الآب"أما إسمه الذى يشير إلى جوهره مع الابن والروح والقدس فهو "يهوه" وهذا الاسم أعلنه الله "إلوهيم" إله إبراهيم لموسى عندما ظهر له فى نار 🔥 فى عليقة عند جبل سيناء٠وكان الذى ظهر وتكلم معه هو الابن فى إحدى ظهوراته فى العهد القديم السابقة للتجسد، والتى ترمز إلى تجسده بمنتهى القوة٠
ولكن لماذا يقول المزمور للعذراء "انسى شعبك وبيت أبيك" (مز٤٤(٤٥):١٠)؟
السبب طبعآ هو أنها ينبغى أن تتجه ببصرها إلى الدعوة الإلهية لتنال البنوة لله بالخلاص بدلآ من بنوتها لداود وبالتالى لآدم لأن"المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" (يو٦:٣)كما قال السيد المسيح لنيقوديموس عندما تكلم معه عن الميلاد الفوقانى٠
هى لن تنسى شعبها بمعنى أن تهمل رسالتها نحوهم ٠ولكن تنساهم بمعنى ان تتقبل البنوة لله الذى صنع له شعبآ جديدآ مبررآ بالخلاص الذى صنعه بابنه الوحيد فى ميلاده العجيب من العذراء مريم٠فما أعجب اسمك يارب؟ وما أعجب عملك؟وما أعجب قولك فى المزمور؟! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3