2020/10/20

الوقت ⏲️



 (نعمة و وزنة)


فى نهاية السنة القبطية نتذكر نهاية حياتنا على الأرض !! ولقد منحنا الله الوقت لهدف، هو هدف الحياة ذاتها. لذلك فالذي يبعثر وقته، بدون أي هدف بناء، تكون حياته رخيصة عنده، وعند الناس. 


من المهم التوازن في توزيع الوقت. لأن البعض يركزون وقتهم في أمر معين يهتمون به، بينما يهملون أمورا أخري لا يمنحونها نفس الأهمية، أما الإنسان الحكيم فإنه يوزع وقته بعدل. فيعطي وقتا لمسئولياته، ووقتا لأسرته، ووقتا لتثقيف نفسه وتنمية معلوماته، ووقتا لبعض الخدمات الاجتماعية، ووقتا للرفاهية المقبولة. 


ولابد وقبل كل شئ من وقت يخصص للعبادة يقضيه الإنسان في الصلاة والخشوع، وفي القراءة الروحية والتأمل، وفي التسبيح والترتيل، لأن حياته الروحية هي أيضا جزء من مسئوليته تجاه نفسه، وهي لازمة لعلاقته بالله. 


وفي توزيع الوقت ينبغي الاحتفاظ بالنسب سليمة !! فمثلا لا يكون الوقت الذي تقضيه مع الله قليلا في مدته وسطحيا في اهتمامه، وبلا عمق. فأنت محتاج بالضرورة إلي وقت من الهدوء والسكون لأجل روحياتك، تحاسب فيه نفسك علي ما فعلته من أخطاء، وتقدم فيه توبة لله. كذلك عليك أن تراعي النسبة بين الوقت الذي تمنحه لنفسك، والوقت الذي تبذله لأجل لخدمة الآخرين وثق انه محفوظ لك عند الله والناس. 


ما أجمل قول سليمان الحكيم "لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ" (جا 3: 1).طبعا، كل أمر ينبغي عمله في الوقت المناسب له.فللحزن وقت، وللضحك وقت. للجد وقت، وللهو وقت. كما انه للكلام وقت، وللسكوت وقت. 

فهناك مقاييس طبيعية للوقت يحددها الليل والنهار، وتوالي الفصول والسنين. علي أن هناك مقاييس أخري منها الألم والملل والفرح والمتعة. فالإحساس بالوقت تدخل فيه عوامل كثيرة جدا، بعضها نفسية أو مرضية. فدقيقة مؤلمة تمر كأنها ساعات، كذلك الملل يجعل الوقت يمر طويلا ومتثاقلا وكأنه لا يتحرك بينما أوقات الفرح والمتعة وأيام السعادة تمر بسرعة دون أن يدري بها صاحبها ودون أن يحس. 


 أما الوقت الذي ليس له مقياس، فهو الأبدية والتى تعني ما لانهاية له، وستكون في العالم الآخر بعد القيامة العامة. وعلي هذا فإن 

حياتنا إذا ما قيست بالأبدية تصبح لاشيء. لذلك علي الإنسان أن يهتم بأبديته فلا تغره سنوات قليلة أو كثيرة يقضيها علي هذه الأرض. ثم تواجهه بعد ذلك الأبدية، حيث لا يقف معه فيها سوي عمل الخير الذي عمله أثناء حياته علي الأرض. الخير من جهة نقاوة قلبه وفكره وتصرفاته، والخير من جهة ما عمله نحو غيره. 


أحبائى، الوقت نعمة و وزنة من الله فعلي كل إنسان أن يستفيد من وقته ليكون فرصة للتوبة والأعمال الصالحة، وتمهيدا لمصيرنا في الأبدية، حتي يقف الوقت شاهدا يدافع عنا أمام الله حينما يسألنا قائلا إعط حساب وكالتك !!

الله يعطينا أن نكون مقبولين عنده فى هذه الحياة الوقتية وايضا فى الأبدية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3