2020/10/20

الخادم انجيل مُعاش


 

فى مناسبة عيد النيروز تعودنا فى الكنيسة أن نبدأ موسم جديد من خدمة مدارس الأحد بتوزيع جديد للخدام وربما بمنهج جديد. وبهذه المناسبة أود أن اذكر نفسى وإخوتى الخدام أن الكتاب المقدس أوصانا قائلا "فقط عيشوا كما يحق لانجيل المسيح" (في 27:1)


فالمسيحية تلمذة، والسيد المسيح لم يسلم تلاميذه كتاباً، ولكنهم تتلمذوا عليه وتلامسوا معه "الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة" (1يو 1:1) وبعد أن تلمذهم أرسلهم ليتلمذوا الآخرين بدورهم "فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 19:28).


فكان سلوك السيد المسيح بينهم هو أقوى تعليم عن الفضيلة، ولذلك فإن سلوك الخادم سيكون له التأثير الأول على من يخدمهم اكثر من الكلام وحلاوة التعبير والذى يمكن أن يتحول عند شخص ما إلى ما يقرب من المهنة أو الصناعة (حسن الكلام أو مهنة الكلام).


الخادم يجب أن يكون إنجيلي من جهة القلب والقالب، فهو مطلع بشكل جيد على الكتاب المقدس، ويحفظ منه الكثير ويعضّد تعليمه وإرشاده بالآيات، وُيحسن استخدام الآيات فى تقنين الأفكار والمبادئ التى يسلمها لمخدوميه، وفى الوقت ذاته يتحول فيه الإنجيل إلى حياة، فتأتى حياته وسلوكه كثمرة تفاعله مع الوصية، أو كما قال المتنيح البابا شنودة (على الخادم أن يكون وسيلة إيضاح للفضائل، وكذلك إنجيلا مشروحاً للمخدومين) . فالخادم ليس شخصاً عارضاً لبضاعة وليس خزانة معلومات وليس بياع كلام ولكنه شخص تحول بالوصية من الخبر إلى الخبرة ومن التعليم إلى التسليم.


وفى انشودة المحبة التى كتبها القديس بولس يقول أن المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ .. الخ . (1كو 13: 4) ولعله كان من المنطقى أن يقول أن المُحبّ يتأنى ويرفق .. الخ ولكنه تكلم عن المحب باعتباره محبة !!. أليس حسنا أن يدعى الله نفسه محبة "الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه" (1يو16:4 ) محبة تجسدت فى تجسده وفداءه. هكذا الخادم إذا تكلم عن الاتضاع فهو متضع وإذا تكلم عن المحبة فهو مُحبّ إنه ليس واعظاً بقدر ماهو عظة وليس صاحب رسالة بقدر ماهو رسالة مقرؤة من الآخرين، وهو أيضا إنجيل معاش وبشارة مفرحة.


هناك شخصيات في حياتنا ُتمثل لنا المسيحية المفرحة والعبادة المبهجة، والمسيح المعزيّ، ويكفى أن ترى شخصاً من هذا النوع. ويكفى أن يقول أى شئ. ولاسيما إذا تكلم من الكتاب المقدس وكل كلمة مشروحة فيه هو. لذلك فإن "من عمل وعلم فهذا يدعى عظيماً" (مت 19:5).


إن الخادم هو شخص معلم صادق لكلمة الله وقوتها وفاعليتها من خلال حياته بكلمة الله، وكلامه وسلوكه يؤكدان أن الوصية حق وحيّة ويمكن الحياة بها فى كل الظروف. 


إن الخادم هو انجيل مسموع بل وانجيل معاش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3