التوبة فى القداس

 التوبة فى سر الإنجيل 

أثناء قراءة الإنجيل فى القداس الإلهى يقف الأب الكاهن حاملا الشورية ويبخر ناحية المنجلية تكريما للإنجيل المقدس وتعبيرا عن حضور السيد المسيح حضورا خاصا جدا وفيما يبخر الأب الكاهن يصلى سرا صلاة طويلة ورائعة تسمى ( سر الإنجيل ) يطلب فيها من أجل : المرضى والمسافرين والأهوية والمياه والزروع ومن أجل خلاص الناس ونجاة الدواب وخلاص العالم ومن أجل رئيس الجمهورية ومن أجل المسبيين وأخوتنا الراقدين وأصحاب القرابين والمتضايقين والموعوظين 

وما يعنينا فى هذه الصلاة العميقة أنها أيضا تحمل مشاعر توبة جميلة ... ففى مقدمة هذه الأواشى يقول الأب الكاهن : " أيها الطويل الأناة الكثير الرحمة الحقيقى ... اقبل ابتهالنا منا وتوبتنا واعترافنا على مذبحك المقدس الطاهر السمائى " 

إننا نبتهل بلجاجة أن يقبل المسيح إلهنا توبتنا واعترافاتنا .. فالتوبة هى النفس الذى نتنسمه فى كل لحظة فى حياتنا وجهادنا الروحى لأن معلمنا الصالح الرب يسوع نبهنا إلى ضرورة التوبة حينما قال بفمة الطاهر :   "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون " ( لو 3:13) 

ســـــــــــــــر الحجاب 

قبل دخول الأب الكاهن إلى الهيكل بعد قراءة الإنجيل ... يقف أمام حامل الأيقونات ويصلى ( سر الحجاب ) 

وهى أيضا صلاة عميقة مليئة بروح الإنسحاق والتوبة ويصليها الأب الكاهن قبل دخول الهيكل ليعبر بها عن أنه لا يستطيع الاقتراب إلى الله ومقادسه إلا بالتوبة والوقوف المنكسر أمام باب رحمته طالبا السماح بالدخول ... " أما أنا فبكثرة رحمتك ؟أدخل بيتك أسجد فى هيكل قدسك بخوفك " ( مز 7:5) 

وكمثلما قال الله لموسى رئيس الأنبياء : " لا تقترب إلى ههنا اخلع حذائك من رجليك لأن الموضع الذى أنت واقف عليه أرض مقدسة " ( خر 5:3) 

أما عبارات التوبة التى فى هذه الصلاة فهى : " نسألك يا سيدنا لا تردنا إلى خلف .. لأننا لا نتكل على برنا بل على رحمتك هذه التى بها أحييت جنسنا نسأل ونتضرع إلى صلاحك يا محب البشر أن _ هذا السر الذى دبرته لنا خلاصا _ لا يكون لنا دينونة ولا لشعبك أجمع ولكن محوا لخطايانا وغفرانا لتكاسلنا ... " 

إننا لا نرجو أن الدواء يصير داء لأن الرسول المغبوط بولس قد نبهنا إلى الاحتراس عند التقدم للتناول من الأسرار المقدسة قائلا : " إذا أى من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرما فى جسد الرب ودمه " (1 كو 27:11) " لأن الذى يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب " (1كو 29:11) .. إذا فالتوبة ضرورية جدا لكل من يتقدم للتناول من الأسرار المحيية 

وفى صلاة حجاب أخرى يقول الأب الكاهن : " أعطنى فى هذه الساعة قلبا حكيما فهيما . أعطنى غفران سيئاتى أعطنى طهارة النفس والجسد والروح لكى أستحق أن أقترب إلى مذبحك المقدس ............... " 

إن الغفران والحكمة والطهارة والاستحقاق للخدمة هى عطايا مقدسة من الله لمن ينسحق أمامه ... فالأمر لا يعتمد على الصلاح الشخصى بل على رحمة إلهنا الصالح ... " أيها الرب إله إسرائيل أنت بار لأننا بقينا ناجين كهذا اليوم ها نحن أمامك فى أثامنا لأنه ليس لنا أن نقف أمامك من أجل هذا " ( عز 15:9) " ليس لنا يارب ليس لنا لكن لاسمك أعط مجدا من أجل رحمتك من أجل أمانتك " ( مز 1:115) " والان ليس لنا أن نفتح أفواهنا فقد صرنا خزيا وعارا لعبيدك والقانتين لك " ( تتمة دانيال 33:1) 

أوشية الســــــلام الكبيرة 

وفى أوشية السلام الكبيرة والتى نطلب فيها من أجل سلام الكنيسة والدولة والجيران والكل .. نقدم أيضا طلبة من أجل التوبة " ولا يقو علينا نحن عبيدك موت الخطية ولا على كل شعبك " 

إن الخطية موت " لأن أجرة الخطية هى موت وأما هبة الله فهى حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا " ( رو 23:6) ونحن نطلب ألا يقو علينا هذا الموت بل ننال الحياة الأبدية كهبة من الله الصالح محب البشر 

أوشية الإجتمـــــــــــاعات 

أوشية الاجتماعات تلقننا " سر الطهارة " أنه الصلاة .. " بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة " ... فإذا أردت أن يمتلئ بيتك بالبركة يجب أن يكون بيتا طاهرا وهذه الطهارة لن تأتى إلا بالصلاة المليئة بالاتضاع والتوبة والإحساس بحضور الله فى حياتنا وفى منازلنا وأماكن تواجدنا 

وفى نفس الأوشية نصلى من أجل اقتلاع عبادة الأوثان بالكمال من العالم والمقصود بهذه العبادة هى الخطية فى كافة صورها وليست فقط السجود للأصنام .. فهناك أصنام أخرى فى حياتنا ... كمحبة المال أو الكرامة والذات و الشهوات المختلفة .. وغيرها من العادات الشريرة والسلبيات التى علقت بشخصياتنا ولا نريد أن نحركها بأطراف أصابعنا 

الكنيسة تصلى ممن أجل كل هذه أن يقتلعها الله بالكمال من أنفسنا وأن يسحق الشيطان سريعا تحت أقدامنا جميعا وأن يبطل الشكوك والبدع والهرطقات التى تجتذب الناس إلى الهاوية وأن يهزم أعداء الكنيسة أى الشياطين الراغبين بلا ملل فى أسقاط المؤمنين فى العطب والهلاك .. " اسحقهم و أذلهم ..أبطلهم .. حل تعاظمهم .. عرفهم ضعفهم سريعا .. أبطل  حسدهم وجنونهم وشرهم ونميمتهم التى يصنعونها فينا ... اجعلهم كلهم كلا شئ ... وبدد مشورتهم يا الله الذى بدد مشورة أخيتوفل "