المزمور الرابع والأربعون (45 البيروتية )
" ويكون لك أبناء عوضا عن ابائك تقيمهم رؤساء على سائر الأرض ويذكرون اسمك جيلا بعد جيل . من أجل ذلك تعترف لك الشعوب يا الله إلى الدهر وإلى دهر الدهور . هلليلويا " ( مز 16:45" 17)
بعد أن حاطب المزمور السيدة العذراء ثم تكلم عنها توجه مرة أخرى بالكلام مثلما بدأ فى المزمور إلى السيد المسيح بهذه الكلمات الختامية فى نفس المزمور والواردة أعلاه
فمن المعروف أن السيد المسيح هو من نسل داود الملك حسب الجسد ومن سلسلة ملوك اليهود كما هو واضح فى إنجيل متى وهؤلاء الملوك قد ملكوا على مملكة إسرائيل ككل ثم على مملكة يهوذا
وقال الملاك جبرائيل للسيدة العذراء " ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه . ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكة نهاية " ( لو 32:1"33)
بيت يعقوب هو بيت إسرائيل وكانت مملكة إسرائيل قد انشقت فى عهد الملك رحبعام ابن سليمان إلى مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل
وبهذا فإن المزمور يقصد ان السيد المسيح سيكون له أبناء روحيين هم الرسل القديسين يقيمهم رؤساء روحيين على سائر الأرض ععوضا عن المملكة الأرضية . مثلما ورد فى سفر الرؤيا وجعلتنا لإلهنا ملوكا وكهنة فسنملك على الأرض ( رؤ 10:5)
هؤلاء الرؤساء _كما أسلفنا _ هم الاباء الرسل الذين أقامهم السيد المسيح وأسسوا الكراسى الرسولية فى الكنيسة فى أنحاء الأرض وصارت هذه الكراسى هى رئاسات روحية فى سائر الأرض لأن السيد المسيح قال للوالى الرومانى بيلاطس " مملكتى ليست من هذا العالم " ( يو 36:18)
فالرسل وخلفاؤهم من الاباء البطاركة هم المقصودون بأنهم عوضا عن اباء السيد المسيح وأجداده حسب الجسد أى حسب النسب الملوكى هم عوضا عن مملكة الاباء
إلى الدهر وإلى دهر الدهور
لقد صار اسم الرب " يسوع " هو الاسم الحلو المبارك فى الكنيسة على مدى الأجيال وباللغة العبرية هو " يهوشوع " أى " يهوه خلص "
وكان السيد المسيح قد قال لموسى عند ظهوره له فى العليقة بجوار جبل سيناء أن اسمه "يهوه " وقال له " هذا اسمى إلى الأبد وهذا ذكرى إلى دور فدور " ( خر 15:3)
لذلك فقول المزمور " ويذكرون اسمك جيلا بعد جيل " هو تحقيق لهذا الأمر الإلهى كما أن تسبيح الكنيسة وتغنيها بهذا الاسم هو تحقيق لنبوة المزمور
من أجل ذلك تعترف لك الشعوب يا الله إلى الدهر وإلى دهر الدهور
أى أن الشعوب ستعترف أن المسيح هو الله المخلص لأنه هو يهوه المخلص وتشكره على الخلاص العظيم بترنيمة جديدة " مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب و أمة " ( رؤ 9:5)
وأيضا "مستحق هو الحمل المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة " (رؤ 12:5)
وهذه الترنيمة الجديدة سوف تستمر إلى دهر الدهور أى إلى أبد الابدين
بدأت هنا فى الزمان الحاضر إلى الدهر وسوف تستمر فى الأبدية إلى ما لا نهاية حيث يحلو للقديسين أن يشكروا السيد المسيح على الفداء العظيم الذى صنعه
ولا يفوتنا فى هذه الفقرة من المزمور أن نلاحظ أنه يخاطب السيد المسيح بقوله " يا الله "
مثلما ورد أيضا فى نفس هذا المزمور " كرسيك يا الله إلى دهر الدهور " (مز 6:45)
وقد أكد القديس بولس هذه المخاطبة بقوله فى رساله إلى العبرانيين " وعن الملائكة يقول : الصانع ملائكته رياحا وخدامه لهيب نار
وأما عن الابن : "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك . أحببت البر و أبغضت الإثم . من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الإبتهاج أكثر من رفقائك " (عب 8:1"9)
السيد المسيح هو " الله الكلمة " أو " الله الابن " أو " ابن الله الوحيد الجنس بالولادة " أو " الله الظاهر فى الجسد " وهو أحد الثالوث الواحد المساوى فى الجوهر . وهذه الحقيقة تؤكدها شهادة الكتب المقدسة أى الاسفار الإلهية التى للعهدين القديم والجديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك