الصوم الكبير
الواقع أن الصوم الكبير يشمل ثلاثة أصوام هى
+
صوم الأربعين المقدسة تذكارا للأربعين يوما التى صامها السيد المسيح له المجد وهى جوهر هذا الصيام وتنتهى يوم "جمعة ختام الصوم " وليس المقصود ختام الصوم الكبير كله وإنما ختام الأربعين المقدسة
+
أسبوع الالام (البصخة المقدسة ) وقديما كان صوما قائما بذاته ثم تم إلحاقه بالأربعين المقدسة
+
أسبوع الأول الذى يسبق ويقال فيها أمران : أ_ إما أنه تعويضى عن السبوت والأحاد التى لا يجوز فيها الانقطاع
ب_وإما أنه تمهيدى للأربعين المقدسة
+
كذلك فإن صوم نينوى هو تمهيد اخر للأربعين المقدسة حتى أن ألحان هذا الصوم تشبه ألحان الصوم الكبير
+
كل ذلك من أجل أهمية صوم الأربعين الذى صامه السيد المسيح له المجد بنسك شديد حتى أنه جاع أخيرا
+
نلاحظ فى الصوم الكبير أنه توجد قراءات من العهد القديم فى أيام الأسبوع ما عدا السبوت والاحاد وقد اختبرت هذه القراءات بالأكثر من سفر إشعياء النبى وسفر أيوب ثم من أسفار موسى الخمسة وغيرها ويلاحظ أنه توجد قراءات من يشوع بن سيراخ ومن سفر طوبيا كله تقريبا
+
والأربعين المقدسة تشمل ستة أسابيع فيها خمسة احاد
+
وغالبية القراءات تشمل تعليما عن التوبة وعن الغذاء الروحى وبعض روحيات أخرى
أحد الرفاع (مت 6)
عن بعض أمور العبادة فى الخفاء كالصوم والصلاة والصدقة حتى لا يستوفى الإنسان أجره من الناس بل أن أباه الذى يرى فى الخفاء يجازيه علانية على أن الصوم العام الذى يصوم فيه جميع الناس لا يمكن للصائم أن يخفيه ومعرفته ليست كشفا للصوم ولا فيها ينال الصائم أجره من الناس إنما المقصود بالخفاء هنا : مقدار الانقطاع عن الطعام إلى أية ساعة ؟ وأيضا نوع الطعام وماهى أنواع الأطعمة التى يمتنع عنها ؟ أى باختصار : درجة النسك أثناء الصوم
الأحد الأول من الأربعين المقدسة (مت 18:6)
ووردت فى بعض الكتب أن اسمه " أحد الكنوز " لأن أول الفصل هو " لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض ... بل اكنزوا لكم كنوزا فى السماء ...." على أن قراءة هذا الفصل من الإنجيل لا تقتصر على موضوع الكنوز إنما فيه أيضا " لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تششربون ولا لأجسادكم بما تلبسون ...." ذلك لأن البعض خلال الصوم يضع أمامه برنامجا دقيقا للتغذية ومقدار حاجة الجسد من البروتينات والمواد الدهنية والكربوهيدراتية وما يلزمه من السعرات الحرارية ... إلخ وهنا يقدم لهم الرب فى الإنجيل درسا عن الإيمان " أنظروا إلى طيور السماء : إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوى يقوتها ألستم أنتم بالحرى أفضل منها ؟" ثم ينقل الرب الإنسان الصائم إلى الاهتمام بالروحيات بقوله " اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم " لماذا ؟ " لأن أباكم السماوى يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها "
ثم بعد ذلك ينقلهم إلى مثال المسيح فى صومه
الأحد الثانى أحد التجربة (مت 4لو4)
كان صوما مثاليا " ولم يأكل شيئا فى تلك الأيام ولما تمت جاع أخيرا " نلاحظ أنه فى صوم القديس بطرس الرسول أنه قيل عنه "جاع كثيرا واشتهى أن يأكل " ( أع 10:10) أما فى صوم السيد المسيح فلم يرد عنه أنه " اشتهى أن يأكل " على أن جوعه كان فرصة للشيطان أن يجربه
قال له الشيطان "إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا " فبهذا يختبر لاهوته كما كان للشيطان اقتراح اخر وهو : إن أمكن للسيد أن يحول الحجارة إلى خبز حينئذ يستطيع أن يكون مصلحا اجتماعيا ينقذ الناس من الجوع فيتبعونه !! ولكن السيد المسيح رفض أن تصبح رسالته مجرد خدمة اجتماعية وتبعد عن هدف الفداء كما أنه رفض أن يستخدم لاهوته من أجل راحة ناسوته واستمر معه هذا المبدأ طوال فترة تجسده
وهنا نجد أن هذا الفصل يقدم لنا مبدأين أثناء الصوم
أولا أن تحتمل الجوع
ثانيا أن يكون حكماء فى مواجهة تجارب الشيطان فى فترة الصوم
الأحد الثالث أحد الابن الضال ( لو 15)
من هنا تبدأ القراءات الخاصة بالتوبة ونلاحظ أن ما ذكر فى (لو 15) خاص بثلاثة أنواع قبلهم الله من الذين ضلوا : الخروف الضال وهذا ضل عن جهل وعدم فهم والدرهم المفقود وهذا أضاع غيره وكلاهما سعى الله إليهما حتى أرجعهما أما النوع الثالث وهو الإبن الضال فقد ضل بانحراف إرادته وهذا انتظره الرب قد رجع بإراداته وقبله فرحا
وقصة الابن الضال أو الذى كان ضالا فوجد ترينا مدى فرح الله بخاطئ واحد يتوب أكثر من 99 بارا لا يحتاجون إلى توبة أو يظنون أنهم لا يحتاجون إلى توبة ومثلهم الأخ الكبير الذى لم يفرح برجوع أخيه وكلم أباه بأسلوب لا يليق
الأحد الرابع أحد السامرية (يو 4)
إنه أيضا خاص بتوبة امرأة خاطئة كانت لها صلة غير شرعية مع خمسة " أزواج " غير الذى تقيم معه وكانت أيضا من جنس مكروه... كيف أن الرب سعى إليها وقادها إلى التوبة فصارت مبشرة به لأهل مدينتها
ولم يخدش الرب شعورها فى الاعتراف بذنوبها بل أكثر من هذا حدثها عن " الماء الحى "الذى من يشرب منه يحيا إلى الابد وقال لها إن الساجدين الحقيقيين هم الذين يسجدون لله بالروح والحق
وفى هذه القصة عبارة أخرى تصلح أثناء الصوم وهى قول الرب " طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى وأتمم عمله" ليتنا نتأمل فيها فى صومنا وهى خاصة بالغذاء الروحى
الأحد الخامس أحد المخلع (يوه5)
وهذا المخلع رجل مشلول قضى فى مرضه 38 سنة لا يجد شخصا يلقيه فى البركة التى كان يحركها ملاك ليشفى والواضح أن مرضه الطويل كان سببه خطاياه بدليل أن السيد المسيح حينما تحنن عليه وشفاه قال له بعد ذلك " لا تخطئ أيضا لئلا يكون لك شرا "
ونأخذ درسا من هذه القصة أن السيد الرب يبحث عن الخطاة ويصنع معهم الرحمة حتى الذين طالت مدتهم فى الخطية .. وأنه يطلب حتى الذين لا يطلبونه
تأمل اخر فى هذه القصة فى سؤال الرب لهذا المرض " أتريد أن تبرأ " ذلك لأن الخاطئ لكى يشفى من الخطية أول خطوة يخطوها هو أنه يريد والرب يعمل
كذلك فى قول السيد له "قم احمل سريرك وامش " كان ذلك أمرا للأنسجة والأعصاب والأوعية الدموية كلها أن تعمل فاستجابت لأمره ولم ينل المريض مجرد الشفاء بل أيضا القوة لحمل سريره وهذا كله يحمل تشجيا للخطاة اليائسين من قيامهم
الأحد السادس المولود أعمى (يو9)
وهى معجزة فيها خلق البصر وليس مجرد شفاء ويزيد من قوتها أن الرب طلى عينى الأعمى بالطين ثم أمره أن يغتسل فى بركة سلوام الطين الذى يضر عين البصير فكم بالأكثر الأعمى ثم يغتسل فى البركة بالماء بدلا من أن يذيب الطين ويزيلهقد ثبته وحوله إلى قرنية وشبكية وقوة بصر وهذا كله يدل على قدرة الرب الخالق كما يدل فى نفس الوقت على إيمان ذلك الأعمى
وفى هذه القصة نال ذلم المولود أعمى بصرا وبصيرة فأمن بالمسيح وسجد له ودافع عنه وأضطهد بسبب دفاعه ويعجبنا قوله "كنت أعمى والان أبصر " إنها عبارة يمكن أن يقولها كل إنسان داخل إلى التوبة أو داخل حديثا إلى الإيمان
أما تسمية هذا الأسبوع بأحد التناصير
ليس معناه أنه الأحد المختص بالمعمودية وحده بل أن المؤمنين الجدد كانوا يقضون فترة الأربعين يوما فى دراسة الإيمان وفى الاستعداد روحيا للمعمودية ثم بعد ذلك ينالون نعمة العماد فى ذلك الأحد الذى سمى أحد التناصير أى أحد المعمودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك