2020/08/23

الحياة الروحية

 



الحياة الروحية  مثل الحياة الجسدية تمر بها كل مراحل حياة الإنسان .. وتسمى فترة  الصوم الحالية بأسماء عديدة فنقول : الصوم المقدس لأن أيامه كلها غالية أو الصوم الكبير نظرا لأنه أطول أصوام السنة إذ يتمد إلى 55 يوما أو الصوم الأربعينى حيث صام السيد المسيح فى البرية أربعين يوما وأربعين ليلة وقد أضافت الكنيسة له أسبوعين فى بدايته أسبوع الاستعداد وفى نهايته أسبوع الالام ليكمل 55 يوما . وإذ كان الإنسان الروحى فى مسيرته الروحية الجادة يعانى من الفتور أو البرود أو أحيانا الجفاف الروحى فإن علاجه الأكيد هو فى أيام الربيع الروحى أقصد أيام الصوم الكبير حيث نجد أن فصل الإنجيل المقدس فى أحد الرفاع وقبل بدء الصوم يلفت نظرنا إلى أسباب هذا البرود الروحى وهى فى مجملها : 

+
فقدان حساسية الإنسان تجاه الاخرين .. بمعنى تزايد مقدار الأنانية والذاتية والنفسانية وقوقعة الإنسان حول نفسه دون الإحساس بالاخر سواء كان جائعا أو مكتفيا أو .......إلخ 

والإنجيل المقدس يعبر عن ذلك بموضوع (الصدقة ) (متى 1:6"4) وطبعا لا يقصد فقط الشق المادى فى الموضوع بل يقصد العطاء والإحساس باحتياج الخر سواء أكان هذا الاحتياج ماديا أو معنويا أو نفسيا أو حتى إنسانيا 

إنسان اليوم يعانى من جفاف مشاعره الإنسانية تجاه من حوله ... إنسان اليوم صار جائعا ليس للطعام بل لإنسان اخر أو كما عبر مريض بركة بيت حسد (وتعنى بيت الرحمة ) " ليس لى إنسان " ( يوحنا 7:5) ردا على سؤال السيد المسيح له " أتريد أن تبرأ "( يو6:5) 


أيها الحبيب فى الرب : أدخل قلبك و أفحص ضميرك وراجع نفسك وابحث عن الاخر ... واعتبر نفسك خاسرا إن مر عليك يوم دون أن تقدم حبا وإحساسا نحو أى إنسان 

+

قلة فرص الحوار والحديث القلبى مع الله من خلال الصلوات والتسابيح وصار الإنسان باردا فى قلبه من كثرة اهتمامه الشديد بالتكنولوجيا والأجهزة الحديثة والتواصل الاجتماعى الجاف عبر كل الوسائل دون النظر إلى "التواصل الإلهى " الذى يرفع حرارة الإيمان ويضع الصلاة موضع الصدارة فى يومه وفى حياته " فإنسان بلا صلاة ليس بإنسان "! وتقوم الصلاة فى الأساس على الكتاب المقدس الذى يهب معرفة الحق وينير طريق الإنسان ويجدد فكره وكلامه ومشاعرة ورؤياه والجهل بالكتاب المقدس هو علة جميع الشرور كما يقول القديس يوحنا ذهبى الفم : " إن الابتعاد عن الوصية الإلهية يصيب الإنسان بالعمى الداخلى " وليس من اللائق أن يكون مبرر إهمال الكتاب المقدس هو قلة الوقت .. إن الوقت الذى تقضيه فى قراءة الكتاب وممارسة الصلاة هو الذى يقدس ساعات اليوم كله ويجعل البركة فى جانبك 

+

النظرة السطحية للأصوام دون الدخول إلى عمقها .... فالصوم عمل روحى بالأساس قبل أن يكون عملا خارجيا ... هو ضبط للجسد والأهواء والرغبات والشهوات ... هو تقوية الإرادة التى بها نواجه أية خطية ... هو جهادنا الروحى بهدف الوصول إلى تنقية القلب ومكتوب " طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله " ( متى 8:5) ولا نقصد الصوم مجردا بل مجرد وسيلة مع سائر الوسائط الروحية الأخرى والتى تساعد الإنسان فى مسيرته الروحية ومعظم الأسرار الكنسية السبعة نمارسها ونحن صائمون للاستعداد الجسدى والتهيئة النفسية لأن فى الصوم إصلاح وصيانة لإنسانيتك والأسرار الإلهية تعطى القوة والثبات فى المسيح 

خلاصة القول هى فى الاية : "ادخل إلى مخدعك (قلبك ) و أغلق بابك (فمك ) " ( متى 6:6) فيجب أن تكون أيام الصوم مختلفة تماما عن سائر الأيام الأخرى ففيها نرى مسيحنا كنزنا ( الأحد الأول ) ونصرتنا ( الأحد الثانى ) وتوبتنا ( الأحد الثالث ) ومعرفتنا ( الأحد الرابع ) وشفاءنا (الأحد الخامس ) ونورنا ( الأحد السادس ) وملكنا (الأحد السابع _ أحد السعف ) وفرحتنا
( الأحد الثامن _عيد القيامة ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3