2020/08/06

المسيح فى سفر المزامير



المزمور 109(110 فى البيروتية ) 
ومعك الرسالة فى يوم قوتك فى بهاء القديسين من البطن قبل كوكب الصبح ولدنك (مز3:109)
نفس المزمور من الواضح أنه يتكلم عن السيد المسيح لأن الاب يتحدث عن ميلاده منه قبل كل الدهور (كوكب الصبح )
ونحن نتسائل ما هو يوم قوة السيد المسيح ؟ هل هو فى يوم صلبه حينما وفى العدل الإلهى حقه إذ ملك على خشبة ؟ أم هو فى يوم قيامته المجيدة من الأموات إذ أبطل الموت وأنار الحياة والخلود ( 2تى 10:1) ؟ أم فى يوم صعوده إلى السموات بعد القيامة ودخوله إلى القدس السماوى ؟ أم فى يوم مجيئه الثانى للدينونة فى وسط ربوات من الملائكة القديسين مثلما قال هو بنفسه إن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله ( مت 27:16) وكذلك متى جاء إبن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ( مت 31:25)

فى يوم الجمعة العظيمة تتغنى الكنيسة بلحن أومونوجينيس أى أيها الوحيد الجنس بالولادة وتمجد السيد المسيح فى هذا اللحن قائلة قدوس الله الذى أظهر بالضعف ماهو أقوى من القوة أى أنه بقبوله الالام والموت على الصليب فى ضعف الجسد هذا إلا أنه بموته قد أبطل عز الموت وإنطلق بروحه الإنسانى المتحد باللاهوت وذهب فكرز للأرواح التى فى السجن (1بط 19:3) ... أى أنه قد إقتحم الجحيم وحرر المسبيين الذين رقدوا على رجاء الخلاص من أسر إبليس إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه ( أى فى الصليب ) (كو 15:2) كان الصليب مثل منصة إطلاق الصواريخ العابرة للقارات فمن هذه المنصة إنطلق السيد المسيح لكى يدمر الجحيم ويعتق المسبيين : مماتا فى الجسد ولكن محييا فى الروح الذين فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن (1بط 3"18"19) وبعد ذلك فتح الفردوس وأدخل أرواح القديسين 
وفى يوم عيد القيامة تتغنى الكنيسة بلحن خريستوس انستى أى المسيح قام من الأموات بالموت داس الموت ويقول معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل روميه وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات (رو 4:1) مثلما قال السيد المسيح نفسه لليهود متى رفعتم ابن الإنسان حينئذ تفهمون إنى أنا هو (يو 28:8)
أى متىصلبتمونى فسوف تفهمون قوتى الإلهية بالقيامة من الأموات وتفهمون إنى أهيه لأن أنا هو باللغة العبرية هى أهية ( خر 14:3)
وهو اسم الله الخصوصى الذى قال لموسى عندما ظهر له فى نار العليقة عند جبل سيناء وهو نفسه فى صيغة الغائب يهوه أى الكائن لذلك قال السيد المسيح لليهود قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ( يو 58:8) وينبى ملاحظة أن عبارة تفهمون إنى أنا هو تعتبر عبارة ناقصة لغويا إن لم يكن تعبير أنا هو هو لفب وليس فقط إشارة بلاشك أن أعظم معجزة صنعها السيد المسيح فى خدمته على الأرض هى قيامته المجيدة من الأموات بسلطانه الإلهى هذه هى قوة القيامة التى قال عنها بولس الرسول لأعرفه وقوة قيامته (فى 10:3)
وفى عيد الصعود تتغنى الكنيسة فى المزمور الخاص بإنجيل القداس الإلهى وتقول أرفعوا إيها الملوك أبوابكم وارتفعى أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد من هو ملك المجد ؟الرب العزيز القدير القاهر فى الحروب هذا هو ملك المجد ويقول معلمنا بولس الرسول وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد تبرر فى الروح ترائ لملائكتة كرز به بين الأمم أومن به فى العالم رفع فى المجد (1تى 16:3) 

لقد دخل السيد المسيح فى موكب إنتصارى إلى مجده السماوى الذى كان له عند الاب قبل كون العالم (يو 5:17) واحتفلت السماوات بجلوس الابن الوحيد الجنس عن يمين أبيه الذى وهو بهاء مجده ورسم أقنومه وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطيانا جلس فى يمين العظمة فى الأعالى (عب 3:1)

وفى كل قداس إلهى نقيم تذكار موت السيد المسيح والامه وقيامته وصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمين الاب وأيضا تذكار مجيئه الثانى المخوف المملوء مجدا إذ يصلى الكاهن قائلا فيما نحن نصنع ذكرى الامه المقدسة وقيامته من الأموات وصعوده إلى السماوات وجلوسه عن يمينك أيها الاب وظهوره الثانى الاتى من السماوات المخوف المملوء مجدا وعن هذا تنبأ أخنوخ السابع من ادم قائلا هوذا قد جاء الرب فى ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع ( يه 15"14) وقال أيضا ملاخى النبى فهوذا يأتى اليوم المتقد كالتنور وكل المستكبرين وكل فاعلى الشر يكونون قشا ويحرقهم اليوم الاتى قال رب الجنود ... هأنذا أرسل إليكم إيليا النبى قبل مجئ يوم الرب اليوم العظيم والمخوف ( ملا 1:4"5) ومن المعروف طبعا أن الاب سوف يرسل أخنوخ وإيليا قبل مجئ السيد المسيح الثانى ليدين العالم 
إن عبارة معك الرئاسة فى يوم قوتك تدل على سلطان السيد المسيح فى كل المناسبات التى ذكرناها والتى لم نذكرها 

ففى سفر الرؤيا مثلا وردت العبارة التالية عن قرون الوحش العشرة الذين هم عشرة ملوك هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك الذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون (رو14:17)

والجميل أن رئاسة السيد المسيح تقترون فى هذا المزمور بعبارة فى بهاء القديسين فالسيد المسيح هو رئيس الرئاسات كلها من الملائكة والبشر وينعكس مجده على هؤلاء القديسين هو رئيس الحياة ورئيس السلام ورئيس الكهنة الأعظم ورئيس الخلاص مثلما قال معلمنا بولس الرسول لأنه لاق بذاك الذى من أجله الكل وبه الكل وهو ات بأبناء كثيرين إلى المجد أن يكمل رئيس خلاصهم بالالام (عب 10:2) وفى يأتى السيد المسيح بأبناء كثيرين إلى المجد فى ملكوته السماوى وتكون مع الرئاسة فى يوم قوته فى بهاء القديسين وحينئذ يضئ الأبرار كالشمس فى ملكوت أبيهم (مت 43:13)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3