لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجييبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام (إش 6:9) "أبا أبديا"
هو لقب هام من ألقاب السيد المسيح
وفى مناسبة ذكرى أبينا الطوباى قداسة البابا كيرلس السادس وذكرى أبينا الطوباى قداسة البابا شنودة الثالث يحلو لنا أن نتكلم عن أبوة السيد المسيح وعن الأبوة بصفة عامة
من المعروف طبعا أن الأبوة فى الثالوث القدوس تخص الله الاب وحده ولكن الاب له أبوة أيضا بالنسبة للخليقة العاقلة ولذلك ندعوه فى الصلاة بقولنا "أبانا الذى فى السماوات " (مت 9:6) أما الابن فليس له أبوة فى العلاقات الثالوثية بين الأقاليم ولكن له أبوة بالنسبة للخليقة العاقلة .له أبوة كخالق مع الاب والروح القدس وله أبوة رعوية وروحية وكهنوتية كمخلص ورئيس كهنة إلى الأبد فى علاقته بالمؤمنين من البشر لذلك قال لتلاميذه " يا أولادى أنا معكم زمانا قليلا بعد ستطلبوننى وكما قلت لليهود : حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا (يو 33:13) وقال للمرأة نازفة الدم التى لمست هدب ثوبه " ثقى يا إبنة إيمانك قد شفاك اذهبى بسلام (لو 488:8) وقيل عنه فى إنجيل يوحنا " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه " (يو 12:1) والمقصود الولادة من الله فى المعمودية من الماء والروح
وقد أعطى الله لأبرام اسم "إبراهيم " أى "أب لجمهور " لأنه سيكون أبا للمؤمنين بالمسيح كقول معلمنا بولس الرسول عنه : "ليكون الوعد وطيدا لجميع النسل ليس لمن هو من الناموس فقط بل أيضا لمن هو من الناموس فقط بل أيضا لمن هو من إيمان إبراهيم الذى هو أب لجميعنا " (رو 16:4) وأيضا " اعلموا إذا أن الذين هم من الإيمان أولئك هم بنو إبراهيم ( غل 7:3) وأيضا "ليس أولاد الجسد هم أولاد الله بل أولاد الموعد يحسبون نسلا (رو 8:9)
وعن الأبوة ف الإيمان الرسولى قال أيضا عن نفسه " لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين فى المسيح لكن ليس اباء كثيرون لأنى أنا ولدتكم فى المسيح يسوع بالإنجيل " (1كو 15:4) وعن الأبوة الرعوية الروحية قال : يا أولادى الذين اتمخض بكم أيضا إلى أن يتصور المسيح فيكم "( غل 19:4)
والقديس يوحنا الرسول كتب للمؤمنين فى رسالته الأولى بروح الأبوة الرسولية فى أسرار الكنيسة " يا أولادى أكتب إليكم هذا لكى لا تخطئوا وإن أخطا أحد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار " ( 1يو 1:2)
وقد دعى أبونا إبراهيم بلقب "رئيس الاباء " أى "بطريارشيس "باليونانية أى "بطريرك" فكتب معلمنا بولس الرسول عن ملكى صادق الذى كان فى كهنوته رمزا للسيد المسيح " ثم انظروا ما أعظم هذا الذى أعطاه إبراهيم رئيس الاباء عشرا أيضا من رأس الغنائم " ( عب 4:7) فملكى صادق أعظم من إبراهيم وهكذا طبعا السيد المسيح فى رئاسة كهنوته وأبوته
وحتى بين الأنبياء كانت هناك أبوة روحية مثلما حدث بين أليشع النبى وإيليا النبى عندما أصعد الرب إيليا فى مركبة نارية إلى السماء " وكان أليشع يرى وهو يصرخ : يا أبى يا أبى مركبة إسرائيل وفرسانها " ( 2مل 12:2)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك