بمناسبة عيد اعلان صعود جسد السيدة العذراء محمولا بين الملائكة إلى السماء تكريما واجلالا لكرامتها وما نالت من مجد لأنها عاشت لأجل السيد المسيح ابن الله الكلمة المتجسد .. وهذه فرصة للحديث عن هذا المبدأ الروحى الهام (التبعية) لأن البعض يعتبر أن التدين قاصر على الأخلاقيات ومعيارها بينما هى مجرد نقطة الصفر ( Zero level ) وليس إلا ولكن علينا ألا ننسى قول الرب "أنا هو الطريق والحق والحياة .ليس أحد يأتى إلى الاب إلا بى " (يو 6:14)
إذا بدون الإيمان الحى بالرب المتجسد وتنفيذ وصاياه لا يمكن خلاص النفس ولا الحياة بالسلوكيات المسيحية والفضائل الروحية الضرورية ومسيحنا القدوس يدعو إلى ناموس المحبة الذى هو تنفيذلأول وصية إلهية ضرورية " تحب الرب إلهك من كل قلبك ... وقريبك كنفسك " وكذلك يدعو بكلمته الحية القادرة على تغيير النفس كما حدث مع أوغسطينوس حينما قرأ فى ( رو 1:12_3) ..لأن الرب يدعو خطاة إلى التوبة ولأن الأصحاء لا يحتاجون إلى طبيب بل المرضى .. لذلك وجدنا الرب يدعو لاوى العشار وزكا العشار والسامرية وشاول الطرسوسى فى ظهور الرب له وفى تاريخ الكنيسة موسى الأسود ومريم المصرية وغيرهما كثيرون وكل هؤلاء تبعوا الرب وكنيسته
شروط التبعية
الترك " إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك ..... وتعال اتبعنى " بمعنى المحبة الصادقة بإيمان يقينى قوى ينتج عنه بذل وتضحية وحب للكمال بالعطاء والسلوك بالفضيلة وباستمرارية المسيرة إلى نهاية الطريق . ويقول القديس جيروم : "هذه هى سمة الكمال فى الفضيلة بالتحرر من ملكية المال لنا لنعبر إلى المملكة السماوية "
حقا نحتاج إلى ترجمة الإيمان إلى عمل لأن " حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا "(مت 21:6) ... ومن المبادئ الهامة فى ( 1تى 17:6_19) : " أوص الأغنياء فى الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يلقوا رجائهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحى الذى يمنحنا كل شئ بغنى للتمتع وأن يصنعوا صلاحا وأن يكونوا أغنياء فى أعمال صالحة وأن يكونوا أسخياء فى العطاء كرماء فى التوزيع مدخرين لأنفسهم أساسا حسنا للمستقبل لكى يمسكوا بالحياة الأبدية "
المحبة من خلال محبة السيد المسيح : " إن كان أحد يأتى إلى ولا يبغض أباه وأمه وامراته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لى تلميذا " ( لو 26:14) والقصد من البغضة هنا عدم الحب خارج المسيح كما حدث مع الأم دولاجى إذ قدمت أولادها شهداء وهى أيضا لم تضح بحب المسيح لتنجى أولادها من الموت وهذه علاقة تبعية حقيقية للمسيح بقناعة حقيقية ... إن هذا هو أقصر الطرق للقضاء على حب الذات
حمل الصليب : "ومن لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذا " ( لو 27:14) ويفسرها ذهبى الفم بقوله : الرب لا يطالبنا أن نحمل صليبا من خشب ولكن أن نتحمل تبعات تبعية الرب فالزهد فى المتعة وطهارة الجسد ورفض الأباطيل واحتمال الضيقات صور لحمل الصليب وتبعية السيد المسيح له كل المجد "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك