بعدما تجلى السيد المسيح يذكر البشيرون فرفعوا أعينهم ولم يروا أحد إلا يسوع وحده (مت 8:17) أى لم يروا موسى وإيليا فبعدما ارتفعت السحابة توارى موسى وإيليا عن أعينهم .
عبارة يسوع وحده لها مدلولات لاهوتية وروحية عميقة نذكر منها :
1_ يسوع وحده هو غاية الناموس والأنبياء :
كان موسى قد تسلم الناموس وإيليا يمثل الأنبياء فإن تجلى السيد المسيح بينهما إنما يشير إلى أنه هو غاية الناموس ومركز النبوات لذلك يقول المسيح لليهود : لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونى لأنه هو كتب عنى (يو 46:5) وكذلك المسيح هو غاية الأنبياء فهناك نبوات كثيرة فى العهد القديم تشير إلى أحداث تتصل بحياة السيد المسيح منذ ولادته حتى صعوده .
2_ يسوع وحده هو مشرع شريعة الكمال :
موسى أعطاء الناموس لكنه لم يسلمه من ذاته بل تسلمه من الله بينما السيد المسيح هو واضع الناموس ومشرعه فقد قال قد سمعتم أنه قيل للقدماء ... أما أنا فأقول ... (مت 5) فهو كما يقول القديس أغناطيوس الأنطاكى : معلم الأنبياء بالروح يقول القديس كيرلس السكندرى : حتى لا يغتصب أحد الحق ويقول أن الاب قد أمرهم أن يسمعوا لموسى وليس للمسيح مخلصنا كلنا لذلك كان من الضرورى أن يذكر الإنجيلى بوضوح : ولما كان الصوت وجد يسوع وحده (لو 36:9) لذلك عندما أوصى الله الاب من السحابة فى الأعالى قائلا : له اسمعوا كان موسى و إيليا قد مضيا وصار يسوع هناك وحده لذلك أمرهم الاب وأوصاهم أن يسمعوا له وحده .
3_ يسوع وحده لكونه رأس الجسد الواحد :
فى المسيح يحيا كل مؤمن وفيه نتحد كأعضاء فى جسد واحد يقول القديس أمبروسيوس : كانوا ثلاثة السيد المسيح ومعه موسى و إيليا وصار واحدا رأينا فى البدء ثلاثة وفى النهاية واحد فقط لأنه بالإيمان الكامل يصير الكل واحدا كما طلب السيد المسيح من الاب ليكون الجميع واحدا كما أنك أيها الاب فى وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا (يو 21:7) وليس موسى و إيليا وحدهما واحدا فى المسيح بل نحن أيضا (تفسير إنجيل لوقا 9) لقد طلب بطرس أن يصنع ثلاث مظال لكن سحابة ظللتهم سحابة واحدة مظلة واحدة لأن الكنيسة التى تظللنا كنيسة واحدة والعريس واحد وهو الابن الوحيد .
4_يسوع وحده لانه ليس بأحد غيره الخلاص :
اختفاء موسى و إيليا وبقاء السيد المسيح وحده يحمل معنى أهمية أن تتركز الأنظار على المسيح وحده كمخلص فلا الناموس ولا الأنبياء يستطيعان أن يخلصا ولكنهما يقودان فقط للمسيح المخلص .
5_ يسوع وحده لأن الحاجة إلى الواحد :
فالسيد المسيح وحده الذي يبقى معنا يسوع المسيح هو هو أمسا واليوم إلى الأبد (عب 8:13) فقد غادر موسى وإيليا لأنه : اباؤكم أين هم ؟ والأنبياء هل أبدا يحيون ؟ (زك 5:1) بينما السيد المسيح ليس عنده تغيير ولا ظل دوران (يع 17:1)
لنجاهد يا إخواتى لكى تكون عيوننا متجهة دائما نحو الهدف الأسمى والأوحد يسوع المسيح إنه ملئ كل شئ لكى نستطيع أن نقول مع القديس بولس الرسول : لأن لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح (فى 21:1) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك