2020/07/06

عناصر الحوار الناجح


الحوار الناجح هو الذى يصل فيه المتحاورون إلى الحقيقة معآ كنتاج مشترك لحوارهم ،فالحقيقة أكبر من أن يسعها عقل، وأعظم من أن تكون ملكا لواحد بمفرده مهما كان علمه ومعرفته وخبرته.. 
الحوار الناجح هو حوار قائم على :
١_الحب :
فالحب هو نقطة البداية لأى حوار فعال،والحب الحقيقى هو انطلاق من الأنا المنعزلة للالتقاء بالآخر كما هو وحيث هو،والحوار هنا رغبة فى إذكاء هذا الحب الذى يحترم وجود الآخر ،ويحمى فرادة كل شخص، ويضمن تميزه بل ويؤكد عليه ويصونه ،وفى نفس الوقت يوظف هذا التمايز لصالح الوحدة ولخدمة المحبة،كما أن الحوار بما فيه من انفتاح ومشاركة يضمن استمرار الحب ونموه. 

٢_التفاهم :
هدف الحوار ليس هو كسب الموقعة وإثبات الرأى وتحقيق الذات، بل البلوغ إلى تفهم الآخر وقبوله،ثم التفاهم معه للوصول إلى رأى صائب، ولكن لا تتطلب من محدثك أن يصل فى جلسة واحدة معك إلى ما وصلت إليه فى مدى طويل من حياتك ،ولا تفترض أنه لابد أن يخرج مقتنعآ بكل آرائك، وإنما من حقه عليك أن تعطيه فرصة لاستيعاب ما وصل إليه من أفكار.. فرصة للتفكير والتروى والتأمل والفحص والتشبع بالفكرة واختبارها فى ضوء الحياة العملية. ولا تحزن إذا بذلت فى حوارك جهدا كبيرا، ولم تحصل على النتيجة المرجوة، بل اعتبر إنك مجرد زارع حكيم ألقى بذرة حية وعلية أن ينتظر حتى تنمو وتثمر. 

٣_الصراحة :
الصراحة هى وقود الحوار الناجح، والصراحة التى نقصدها ليست الصراحة الجارحة التى تعتدى على مشاعر الآخر وتهينها، وإنما صراحة الرأى والمشاعر والانفعالات والآلام والمعاناة ،صراحة التعبير عن النفس
بلغة راقية واضحة. وإن حدث أثناء الحوار وصدر عنا تعبيرات مؤلمة عفوآ أو قصدآ ،فهنا يكون الاعتذار القلبى والمصالحة الفورية واجبآ حتميآ.. الحوار يحتاج إلى إنسان صادق مع نفسه، أمين مع غيره ،يعنى ما يقول، ويقول ما يعنى. 

٤_اللإصغاء :
هناك فرق بين الاستماع (من الفعل يسمع TO here) 
والإصغاء (من الفعل يصغى To listen) ،فالاستماع سلبى، أما الإصغاء فإيجابى ويحتاج إلى جهد، ويشمل إعطاء كل الحواس للآخر ،ومحاولة فهمه واستيعابة ،والإصغاء يحمل معنى وضع الإنسان نفسه مكان الآخر. ولنحذر أن نصم آذاننا تجاه الأشخاص الذين لا نؤيدهم ،فيحدث لنا ما يطلق عليه (الصم العاطفي) وهو مرض عام وشائع لا يسمح برسائل معينة أن تصل إلينا، لكننا لو فتحنا آذاننا لهؤلاء الأشخاص بإخلاص، فسوف نسمع منهم أشياء مفيدة لم نلتفت إليها من قبل. 


٥_الاتفاق على المصطلحات :
سر من أسرار فشل الحوار هو عدم الاتفاق على المصطلحات، فلكل إنسان مفاهيمه الخاصة للمصطلحات ،والتى تمثل ذخيرة خبرته الإنسانية التى ادخرها فى ذهنه منذ الطفولة وإلى اليوم، لذا فمن أهداف الحوار بناء لغة مشتركة يفهمها كل الأطراف بوضوح وتحديد.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3