2020/07/06

حول مشكلة الشر



كثيرا ما تقف مشكلة الشر عائقا فى طريق الإيمان بل وهناك بحث دائم وسؤال مستمر حول أصل الشر وجاءت إجابات عديدة على هذا التساؤل معظمها إجابات خاطئة فهناك من نسب الشر إلى قوة أخرى غير الله وهناك من نسب الشر إلى الله دعونا فى هذا المقال نتعرف على ماهية الشر : 

1_الخير والشر قضية نسبية وليست مطلقة :
فى حين أن قضية الشر تمثل قضية ومشكلة تأخذ حيزا كبيرا من تفكير الشر إلا أنه فى الواقع يختلف البشر على ماهية الشر هذا الأمر يؤكده بعض الفلاسفة مثل هراقليطس الذى يرى أن الخير والشر أمران نسبيان لايوجد أحدهما إلا بوجود الاخر ولا يفهم إلا بالنسبة إليه 

يوجد مايسمى بالشر لكن لو بحثنا فى الكون لما وجدنا شيئا واضحا أمامنا يسمى الشر لايوجد كيان محدد وجودى يسمى شر 


2_لاوجود للشر فى ذاته:
عندما خلق الله العالم قيل عنه ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدا ( تكوين 31:1) إذا الشر لم يخلق مع الصلاح فى ان واحد وهكذا عندما ضرب السيد المسيح مثل الحنطة والزوان (متى 24:14"30) الشر شئ سلبى ليس له  وجود إيجابى لذلك لا يمكن أن يأتى من الله كشئ مخلوق وليس له كيان أو جوهر مستقل فالشر هو غياب الصلاح فوجود الشر لا يتفق مع صلاح الله وقداسته وعدله وإذا كان للشر كيان مستقل لأصبح هناك مصدر أخر مع الله الخالق فالشر حالة من غياب القداسة والبر 

فالشر ليس له جوهر وليس له مادة إنما النفس بانحرافها عن الفضيلة تصير شهوانية وتلد الخطية فتتألم حيث لا تجد لها راحة طبيعية فى ذاتها هكذا تنتج النفس الشر بذاتها وتعود تتألم منه يقول غريغوريوس اللاهوتى تتولد النار عن مادة وهى تحرق المادة هكذا يفسد الشر الإنسان الشرير يقول إفاجريوس الشر ليس جوهرا بل هو غياب الخير مثلما أن الظلمة هى غياب النور 

3_ الشر الحقيقى يمكن فى الخطيئة التى تفصلنا عن الله :
الخطيئة هى الشر الحقيقى وارتكابها يتوقف على إرادتنا كما أنه بإرادتنا حقا نستطيع أن نبتعد عنها يرجع القديس أثناسيوس الرسولى الشر إلى محاولة الإنسان إنكار الإله الحقيقى حيث يقول : لعدم قبول الروح الإنسانية حياة الشر (وابتكاره) بدأت بالتدرج تخترع ماهو أسوا وفرحت بملذات الجسد التى وضعتها كهدف لها لم تعد تفكر أنه يوجد شئ غير منظور أو أنه يوجد خير فهى لا ترى سوى الأمور الجسدية الوقتية وتناست أنها مخلوقة على صورة الله الصالح وإذ ابتعدت عنه بدأت تتوهم وتتخيل ما ليس له وجود .... فالشر هو الذى يجر العبادة الوثنية فى أذياله لأن البشر إذ تعلموا أن يخترعوا الشر الذى ليس له أصل فى ذاته فإنهم بنفس الطريقة تخيلوا لأنفسهم الهة من الكائنات التى ليس لها وجود حقيقى ضد الو ثنيين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3