2020/07/14

غذاء البطون وغذاء العقل



نظمت عدة إيبارشيات معرضا للكتاب القبطى وأقيمت المسابقات والأمسيات الثقافية وغيرها من الفعاليات على هامش هذه المعارض وكم هو جميل أن تكون هذه المعارض فرصة لنتعلم ونزداد ثقافة واهتماما بالقراءة فالإنسان روح ونفس وجسد وكما يحتاج الجسد يوميا إلى الطعام المادى تحتاج الروح أيضا إلى غذاء وغذاء الروح فى الصلوات والأصوام والتعبدات ومطالعة كلمة الله وفى هذا قال السيد المسيح ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله (مت 4:4) وتحتاج النفس إلى الغذاء أيضا وغذاء النفس عن طريق العقل والوجدان بالثقافة والمعرفة وأهم وسيلة للثقافة والمعرفة القراءة ومطالعة الكتب . 


ترى ماذا يحدث لو أن أحدا لم يتعاط غذاءه فى حينه ؟ لا شك أنه يضعف تدريجيا حتى يموت وعلى هذا النحو العقل إن لم يتعاط غذاءه بانتظام فأنه يصاب بالجفاف والجمود وكما أن  عدم تناول كميات كافية من الطعام يسبب ضعف الجسم وهزاله فإن هناك أيضا الكثيرون ضعاف التفكير هزال العقول لأنهم جائعون عقليا وفكريا وكما أن الجسم قد يجوع ويتعب لا لنقص كميات الغذاء ولكن لفقر الغذاء وعدم تنوع مكوناته وهكذل  العقل أيضا وكما إنك لا تقبل أن يدخل فمك طعام قذر فكذلك لا تسمح إطلاقا للنجاسات أن تصيب عقلك فابتعد عن قراءة غير النافع واللا أخلاقى وكن قارئا ذا وعى فالقراءة كفن تقتضى ممن يمارسونها قدرة زائدة على أن يقرأوا بتمييز وبعقل مدرك واع وكما أنه لكيفية الهضم أهمية كبيرة للاستفادة من الغذاء فهكذا القراءة أيضا وتماما كما نحفظ بعض الطعام فى ثلاجة البيت لتناوله فى أى وقت هكذا نحتاج أيضا إلى وجود مكتبة للكتب فى البيت يمكن الرجوع إليها فى أى وقت ولا شك أن وجود مكتبة على مقربة من الفرد من أهم الوسائل التى تعاون على تنمية حب القراءة لديه .


قد يحتاج البعض قائلا : أن ثمن الكتب الان مرتفع جدا وأن الضروريات كالطعام والشراب أهم من الكتب وهنا يرد علماء الاجتماع قائلين : أن الكتب والثقافة والمعرفة لا تقل فى أهميتها عن طعام الجسد لأن الإنسان المتعلم والمثقف ينتج أكثر من الإنسان الجاهل ويبدع ويبتكر فى عمله بما يفيده شخصيا ويفيد مجتمعه كله على أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة ومكتبة البيت تبدأ بشراء كتاب واحد أو حتى كتيب صغير وهناك كتب قديمة مستعملة أى مقروءة من قبل ومع ذلك نظيفة فماذا يمنع أن نشتريها ونبدأ فى تكوين مكتبة البيت ؟ كما إننا شعب مجامل نحب أن نهدى بعضنا هدايا كثيرة فى الأعياد والمناسبات المختلفة فلماذا لا تكون الكتب هدية من هدايانا التى نهديها لأحبائنا ؟ أما الذين يحتجون بضيق المكان وعدم اتساع لمكتبة أيضا فمكتبة البيت لا تحتاج إلى مكان كبير بل مجرد رف بسيط فى أحد الأركان يكفى . ومع أهمية وجود مكتبة فى البيت إلا أن الأهم هو القراءة نفسها فما فائدة وجود مكتبة كبيرة فى البيت ولا أحد من أفراد الأسرة يقترب منها أو يتصفح كتبها ؟! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3