2020/07/15

الذى ينكر نفسه ..

أول  شرط وضعه السيد المسيح لمن يريد أن يتبعه هو أن ينكر الإنسان ذاته ...

وقد ظهر إنكار الذات فى حياة الكنيسة الأولى عندما ترك المؤمنون كل شئ وتبعوا الرب يسوع . 

لقد فهموا أنه لن يكون لهم نصيب مع المسيح فى مجده دون أن يحملوا الصليب وراءه وأنهم لن يستطيعوا حمل الصليب وتبعية السيد دون أن ينكروا ذواتهم تماما ...! 

فما هى صفات الذى ينكر نفسه ؟

1_ لا يطلب أهواءه الخاضة ولا يصر على طريقته المفضلة ولديه استعداد دائم لغسل الأقدام .
2_يضع الاخرين قبل نفسه عاملا بقول الإنجيل : مقدمين بعضكم بعضا فى الكرامة (رو 10:12).
3_ ليس لديه ما يدين به الاخرين . . فهو يرى أنه ليس من حقه أن يحكم على الناس أو يضع نفسه فوقهم .
4_ لا ينافس أحدا بل قد يأخذ الأعمال المتبقية من الاخرين ويجمع الكسر بفرح .
5_ يصير للضعفاء كضعيف وينزل لمستوى كل أحد لكى يربحه للمسيح.. وهو بوجه عام مستعد دائما أن يسير الميل الثانى ويتنازل من أجل المسيح .
6_ يستطيع بسهولة أن يشارك وسط فريق عمل Team work , ولا يرفض التعاون مع أحد بحجة عدم التوافق .
7_يقبل المراجعة والنقد والتصحيح ولا يعتد برأيه أو يتعالى على الرأى الاخر بل يرحب دائما بمن يوجهه ويسمع لمن يقدم له المشورة .. إذ يرى فى اراء الاخرين منفعه له مطورا أفكاره باستمرار فى ضوء ما يسمعه ويتعلمه.. 
8_يشجع الأفكار الجيدة أينما كان مصدرها ولا مانع عنده أن يتبنى رأيا مفيدا لشخص أخر غيره فليس مهما أن يكون الرأى نابعا  منه هو ...
9_ مع كل نجاح ينسب الفضل لله قائللا : أنا ما أنا .. لا أنا بل نعمة الله التى معى (1 كو 10:15). 
10_ يستطيع تحمل مسئوليات كبيرة أن تتوتر أعصابه إذ أنه يضع المسئوليات على نعمة الله وليس على ذاته كما أن اتصاله الدائم بالمسيح يمتص منه الأحمال أولا بأول.


يشجعنا القديس بولس الرسول على إنكار ذواتنا مقدما نفسه مثالا بقوله : فإننا لسنا نكرر بأنفسنا بل بالمسيح يسوع ربا ولكن بأنفسنا عبيدا لكم من أجل يسوع ( 2كو 5:4) ويقول أيضا فى إحدى عظاته : ليست أحتسب لشئ ولا نفسى ثمينة عندى حتى أتمم بفرح سعيى والخدمة التى أخذتها من الرب يسوع ( أع 24:20). 
ويقول أبونا المتنيح القمص بيشوى كامل إن الإنسان الذى يتقدم لخدمة المسيح دون أن يكون قد أنكر نفسه أولا تصير ذاته بمثابة _لغم _ خطير  لا يراه الناس ولكنه قد ينفجرفى أى وقت عندما يلمسه أو يضغط عليه أحد .. وأحيانا يتسبب هذا الانفجار فى ترك الإنسان للخدمة أو إذا استمر فى الخدمة يكون دائما مصدرا للمشاكل والاضطرابات فى الكنيسة .


    وأخيرا من المهم أن نفهم أن إنكار الذات ليس هو عملا يتم لمرة واحدة فى بداية الحياة الروحية بل هو عمل يومى نجاهد فيه بأستمرار وفد نحتاج أن نقوم به مرات عديدة فى اليوم الواحد ...!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3