2020/07/17

النظام




إن الله _ تبارك اسمه _ يحب النظام وهو الذى أوجده . نرى ذلك فى أيام الخليقة كل ما حدث فيها كان بترتيب عجيب نظم الله كل شئ قبل خلق الإنسان ثم خلقه ليجد كل الأمور معدة للحياة بتنسيق تام بين السماء والأرض . 

    + ما أعجب النظام الذى وضعه الله فى الفلك والعلاقة بين الشمس والقمر وسائر الأجرام السماوية من الكواكب والنجوم ودوران بعضها حول البعض بطريقة ثابتة لا تتغير حتى قال عنها المرتل فى المزمور السماوات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه ...( مز 1:19) 


  + بل ما أعجب النظام الذى وضعه الله فى جسم الإنسان من حيث وظيفة كل عضو فيه والعلاقة القائمة بين كل الأعضاء وتعاونها وما يقوم به المخ والفلب والدم والأعصاب وأجهزة الإنذار إذا حدث أى خلل فى مكان ما من الجسم ... يضاف إلى ذلك إنسانا كاملا. مع عجب أخر فى نظام الوراثة ! 


نرى محبة الله للنظام واضحة فى أسفار العهدين القديم والجديد .


   + نظام عجيب فى رتب الملائكة وعملها . فهناك ملائكة للتسبيح مثل السارافيم (إش6) وملائكة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص (عب 14:1) وهناك القوات والعروش والربوبيات وأيضا رؤساء الملائكة والرئيس الأكبر لهم ميخائيل ... وفى سفر الرؤيا نجد أعمالا معينة لطوائف وأفراد من الملائكة .


+ونرى النظام العجيب أيضا فى ترتيب خيمة الاجتماع حسبما أمر الرب موسى كما ورد فى سفر الخروج : الخيمة بمذابحها والمائدة والمنارة الكل رتبه الرب بحكمته حتى ملابس هارون رئيس الكهنة وصفها الرب بدقة لكى تصنع حسب مشيئته .وكذلك وضع نظاما لعنل دهن المسحة والبخور العطر (خر 30).



  +ووضع الرب نظاما ثابتا لجميع الذبائح : المحرقة , وذبيحة الخطية , وذبيحة الإثم , وذبيحة السلام (فى سفر اللاويين ) . وقبل ذلك الفصح فى سفر الخروج (خر 12) ونظم لهم كل تفاصيل هذه الذبائح , وأيضا مما يفعلونه فى يوم الكفارة العظيم (لا 16) كما نظم لهم جميع الأعياد والمحافل المقدسة , وما يعملونه فيها ( لا 23) لم يترك الرب أى أمر من شئون العبادة إلا ورتبه لهم . 


   + ورتب لموسى النبى أمور الإدارة , وكيف يكون مساعدوه رؤساء ألوف ,ورؤساء مئات ,ورؤساء خماسين ...كما نظم له أمور الجيش وشروط المحاربين .كل التفاصيل رتبها الرب .


   + وفى العهد الجديد نجد محبة الله للنظام فى معجزة الخمس خبزات والسمكتين : إذ قال الرب لتلاميذه عن الشعب قبل توزيع الطعام : أن يتكئوهم فرقا فرقا ,صفوفا , مئة مئة وخمسين  خمسين (مر 39:6 "40) . وبهذا أمكن إطعام الألوف من الشعب فى نظام وهدوء .


   + وما أجمل ما قبل فى الكتاب عن النظام والترتيب : وليكن كل شئ بلياقة وبحسب ترتيب (1 كو 40:14) وقيل عن القيامة والسماء كل واحد فى رتبته ( 1 كو 23:15) .


   النظام أيضا وضعته الكنيسة فى كل أمور العبادة : 


   +ففى الصلوات وضعت نظام الصلوات السبع النهارية والليلية (فى الأجبية ) حتى يصلى الجميع بروح واحدة .



   + كذلك وضعت نظاما لكل الصلوات الطقسية فى كل أسرار الكنيسة : ماذا تكون الصلوات فى سر المعمودية ,وسر المسحة المقدسة (الميرون ) وفى سر الإفخارستيا (القداس الالهى ) وفى سر الكهنوت (بكل درجة من درجاته ) وفى سر الزواج وسر مسحة المرضى كل لشئ بترتيب خاص لا يترك لأى أب كاهن أن يقول ما يشاء بل يلتزم الجميع بنظام واحد .



   +وترتب الكنيسة أيضا اختصاص كل رتبة من رتب الكهنوت , وكل العاملين فى الإكليروس .فلا يتجاوز أحد حدود رتبته .ووضعت القوانين التى تنظم عمل كل واحد .



   +والكنيسة نظمت أيضا التناول من الأسرار المقدسة, وشروط الأستعداد لذلك, حتى يكون باستحقاق حسب وصية الكتاب (1 كو 29:11) .ونظمت أيضا الأصوام والأعياد ومواعيدها . وما أجمل قول القديس بولس الرسول لتلميذه تيطس أسقف كريت تركتك فى كريت لكى  تكمل ترتيب الأمور الناقصة وتقيم فى كل مدينة قسوسا (نى 5:1) 



   +واهتمت الكنيسة بالنظام كما قال الرسول نوصيكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب (2تس 6:3) وأيضا قوله أنذروا الذين لا ترتيب .


   من أجل هذا نقول إن الإنسان المثالى يجب أن يكون منظما .


   +يكون منظما فى تفكيره : يفكر بطريقة منظمة ومرتبة ومنسقة تتابع أفكاره بطريقة منطقية بتسلسل وبغير تشويش .وإذا تكلم أو كتب ,يعرض أفكاره بوضوح ونظام .وهو فى ذلك ,إنما يحترم عقلية القارئ أو السامع ,وإذا قام بالتدريس ,يستطيع أن يوضح لتلاميذه ما يلقيه من دروس بأسلوب منظم يسهل عليهم استيعاب ما يقول ,بواسطة ترتيب المعلومات وتوضيحها.


  +الإنسان المثالى أيضا يهتم بتنظيم وقته , وبحيث يشمل مسئولياته دون ارتباك شئ منها ,كما يقاوم أيضا الوقت الضائع ,الذى يضيع هباء دون أية فائدة . وفى هذا المنطق أيضا ينظم مواعيده.ويحرص فى نفس الوقت على مواعيده غيره , فلا يزور أحدا بدون موعد مسبق , ولا يطيل وقت الزيارة بدون داع .


   + كذلك يكون منظما فى غذائه , من جهة ما يلزم صحته , ومن جهة مواعيد تناول الطعام ,وبقدر إمكانه يبتعد عن تناول الطعام بين الوجبات . 


   + والإنسان المنظم يكون منظما أيضا فى ملابسه. وفد يعبر البعض عن هذا الأمر بكلمة (الاناقة ) بحيث لا يكون ذلك مبالغا فيها, أو ملفتا للنظر .وكما يكون منظما فى ملابسه. يكون منظما أيضا فى أثاث بيته ,وفى أوراق مكتبه .. 



   +  ونحن ننصح أولادنا أن يكونوا منظمين فى كل شئ. وأن يكونوا منظمين ,بالاكثر فى الكنيسة والاديرة .


    بالبعد عن مظاهر الزحام غير اللائق ,وبخاصة أثناء التناول من الأسرار المقدسة , وفى كل الاستقبالات ونوال البركة .


   + وننبه أيضا إلى الفوضى التى يقوم بها كثير من المصورين فى تزاحمهم بطريقة تمنع الشعب من الرؤية .كما ننبه المنظمين أن يقوموا بعملهم فى هدوء ,فلا يعلو صوتهم , ولا ينتهروا الشعب بطريقة غير لائقة بحجة حفظ النظام . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3