2020/07/31

القداس الإلهى مستحق وعادل



التوبة فى القداس 
مستحق وعادل 
فى بداية الليتورجيا ينبه الأب الكاهن شعبه أن يشكروا الرب "اشكروا الرب" فيجب الشعب : "مستحق وعادل "... وللحق فإن السر كله هو " سر الشكر " ..فنحن مجتمعون فى الكنيسة المقدسة لنقدم الشكر لإلهنا القدوس الذى يستحق كل شكر من أجل عطاياه غير الموصوفة وغير المحدودة .. كقول الكتاب : "شكرا لله على عطيته التى لا يعبر عنها ( 2كو 15:9) 

والعلاقة بين الله والإنسان تتخلص فى فعلين ..الأول من جهة الله .. وهو العطاء غير المنقطع والثانى ينبغى أن يكون من جهة الإنسان ..وهو الشكر الذى لا ينقطع ..وهذا ما يعبر عنه الكتاب المقدس بقوله : 

"شاكرين كل حين على مل شئ فى اسم ربنا يسوع المسيح الله والاب " (أف 20:5)
"شاكرين الاب الذى أهلنا لشركة ميراث القديسين فى النور "(كو 1 :12) 
"وكونوا شاكرين " ( كو 15:3) 
" وكل ما عملتم يقول أو فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله والاب به " (كو 17:3)
"لا تهتموا بشئ بل فى كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكملدى الله "( فى 6:4)

فبقدرأن الله لا يكف عن العطاء .. ينبغى على الإنسان ألا يكف عن الشكر .

وفى سر الإفخارستيا (الشكر ) .. نجتمع معا ككنيسة مقدسة لتقديم هذا الشكر وتكون وسيلتنا فى هذا الشكر تقديم الخبز والخمر على المذبح المقدس ووسيلة الله فى العطاء أن يعطينا جسده ودمه الحقيقيين لنتحد به ونتطهر وننال الحياة الأبدية .

ووسيلتنا أيضا فى الشكر أن نسبح الله ونمجده على صفاته الجميلة وأعماله العظيمة فى الخلق والفداء والرعاية وكل ما يعمله معنا ... ويعبر الشعب عن كل هذه المعانى بعبارة  " مستحق وعادل " 
أنت يارب مستحق الشكر والتمجيد والبركة والكرامة مشتركين فى هذا التمجيد مع الملائكة الأطهار إذ يسبحون الله قائلين : "أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنك خلقت كل الأشياء وهى بإرادتك كائنة وخلقت " (رؤ 11:4) .
" خرجت الأربعة الحيوانات والأربعه والعشرون شيخا أمام الخروف ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوءة بخورا هى صلوات القديسين . وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين : " مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة (رؤ 8:5_9) ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف قائلين بصوت عظيم : " مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة ! ( رؤ 11:5_12)

أنت يا سيدى القدوس مستحق كل مجد وكل شكر وأنت عادل فى جميع أحكامك وتدابيرك الإلهية فإلهنا " هو الصخر الكامل صنيعه إن جميع سبله عدل .إله أمانة لا جور فيه . صديق وعادل هو " ( تث 4:32) .
ولذلك سبحه طوبيا القديس وقال : " عادل أنت أيها الرب وجميع أحكامك مستقيمة وطرقك كلها رحمة وحق وحكم " (طوبيا 2:3) .
واعترفت الملكة أستير بخطية شعبها قائلة : " لأنا عبدنا الهتهم وأنت عادل أيها الرب " ( تتمة أستير 7:5).
فأنت ياسيدى القدوس مستحق كل مجد وكرامة وشكر وعادل فى كل أحكامك وطرقك ... 
" أيها الكائن السيد الرب الإله الحق " 
حقا أنت وحدك كائن وغير زائل ... " الكائن والذى كان والذى يأتى "( رؤ 4:1) . 
وأنت وحدك "الألف والياء والبداية والنهاية " يقول الرب الكائن والذى كان والذى يأتى القادر على كل شئ "( رؤ 8:1) .
لذلك تسبحك الكائنات السمائية " والأربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة أجنحة حولها ومن داخل مملوة عيونا ولا تزال نهارا وليلا قائلة :" قدوس قدوس قدوس الرب الإله القادر على كل شئ الذى كان والكائن والذى يأتى "( رؤ 8:4) وكل الطغمات الملائكية قائلين : نشكرك أيها الرب الإله القادر على كل شئ الكائن والذى كان والذى يأتى لأنك أخذت قرتك العظيمة وملكت ( رؤ 17:11) .
"وسمعت ملاك المياة يقول : " عادل أنت أيها الكائن والذى كان والذى يكون لأنك حكمت هكذا " ( رؤ 5:16) 
عندما كلف الله موسى أن يخرج الشعب من أرض مصر من تحت نير فرعون سأل موسى الله عن اسمه فقال الله لموسى : " أهيه الذى أهيه . وقال : " هكذا تقول لبنى إسرائيل :أهيه أرسلنى إليكم "( خر 14:3). 
وأهيه تعنى الكائن وكأن الله يطمئن موسى أن تهديدات فرعون التى سيقابلها لن تؤذيه ولا الشعب أيضا لأن فرعون زائل أما أنت يا موسى فسوف تخدم إلها لا يزول ولا يموت ولا ينتهى بل هو "الكائن _يهوه " 
إنه الإله الحق فى مقابل الهة الأمم التى هى باطل الكلمة التى تكلم بها يثرون حمو موسى ... " الأن علمت أن الرب أعظم من جميع الالهة لأنه فى الشئ الذى بغوا به كان عليهم " ( خر 11:18) " لأن الرب عظيم ومفتخر جدا . وهو مرهوب فوق جميع الالهة لأن كل الهة الأمم أصنام و أما الرب فقد صنع السماوات "( 25:16-26) " لا مثل لك بين الالهة يارب ولا مثل أعمالك " (مز 8:86) الرب إله عظيم ملك كبير على كل الالهة (مز 3:95) يخزى كل عابدى تمثال منحوت المفتخرين بالأصنام .اسجدوا له يا جميع الالهة (مز 7:97) لأنك أنت يارب على على كل الأرض .علوات جدا على كل الالهة (مز 9:97) 

حقا " هل يصنع الإنسان لنفسه الهة وهى ليست الهة ؟ ( إر 20:16) .
فإلهنا هو الإله الحق الذى لا يتغير ولا يتبدل ولا يزول بل هو الكائن إلى الأبد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3