ما أجمل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية التى تستطيع بغنى الروح العامل فيها، وبمهارة آبائها ومعلميها، أن تحول المناسبات الكنسية ليس مجرد تذكارات ولكن أحداث فعلية ،فتنقل العابدين فيها إلى قلب وجوهر الحدث. فمن يحضر إلى الكنيسة ⛪ فى أى عيد لا يخرج منها إلا ويشعر أنه أتى إلى بيت 🏡 لحم أو حضر إلى الجلجثة أو عاين القيامة
نتعجب يا أحبائى من عمق كلمات الألحان ونغماتها، وما أختاره الروح على يد معلمى الكنيسة من قراءات تنقل مشاعرنا وأرواحنا إلى السماء، حيث نشارك الملائكة والقديسين فى تسبحة البهجة والخلاص الذى لنا
ومن الخطورة أن نحضر دون إدراك أو تفاعل، هذا يحول العبادة إلى روتين ثقيل، خصوصآ على المخدومين وهذا ما يجب تدراكه ومعالجته ،لأننا نرى أن الفجوة تتسع بين العيد والمرجو منه. فليست المناسبات فى الكنيسة مجرد تذكارات ماضية أو إحتفالات شكلية، ولكن أحداث فعلية حاملة لبركات كثيرة
والخادم مدعو بالأكثر لهذا التفاعل الكنسى، الذى يرفع بركات المسيح لكنيسته، من أحداث زمنية إلى بركات فوق زمنية
والخادم مؤتمن على مذاقة الروح الكنسية لينقلها إلى مخدميه، ليصل بهم إلى فعل وتأثير المناسبة
وحين ينصرف الخادم عن حضور المناسبات الكنسية ولا يتفاعل معها لينال مفاعيلها، وبالتالى لا ينقل لمخدوميه أهميتها وتأثيرها، ولا يشوق مخدوميه للحضور إلى الكنيسة لنوال بركات المناسبة.. هذا يؤدى بالمخدومين إلى هشاشة روحية
فنجد من يركز على حفلة العيد أكثر من قداس العيد... ومن يركز على شكل العيد أكثر من جوهر 💎 فعل العيد...
وفى جيلنا الحالى يستخدم الخدام وسائل الميديا ومواقع التواصل الاجتماعى للإعلان عن الاجتماعات والندوات والحفلات والرحلات ،ونكتب post وندعو ب event ،فهل لنا هذا الحماس والإيمان للمناسبات الكنسية لنحمس المخدومين ونشرح لهم تفاصيل طقس اليوم وبركاته؟
كل مناسبة نحن فيها، ومن أجلنا... فالتجسد لنا، والختان لنا، ومعمودية السيد المسيح لنا، والصليب لنا، والقيامة لنا، والصعود لنا. وفى كل مناسبة لنا نصيب فيها، نتقدس بها ونفرح بها ونرتفع بها
حين نتفاعل مع الكلمات وأنغام الألحان، وحين ندرك أعماق طقس المناسبة، نجد أننا قد نلنا أفعال الحدث واشتركنا فى بركاته
ليتك عزيزى الخادم أن تحيا المناسبة وتتفاعل مع أحداثها ،فتدعو مخدوميك بكل شغف وحماس للحضور إلى الكنيسة، وتفرح بوجودك فى وسطهم ،وتراهم وقد اشتركوا فى الذبيحة الإلهية، وخرجوا محملين ببركات المناسبة، فتطمئن على ثباتهم وسلامتهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك