2020/06/08

يوجد من يطلب ويدين



جاءت هذة الآية الجميلة ضمن كلام السيد المسيح، المسجل فى إنجيل يوحنا، فى حواره مع اليهود ،عندما أهانوه بقولهم ألسنا نقول حسنا :إنك سامرى وبك شيطان ؟ أجاب يسوع :"أنا ليس بى شيطان ،لكنى أكرم أبى وأنتم تهينوننى. أنا لست أطلب مجدى يوجد من يطلب ويدين.." (٤٨:٨_ ٥٠)

كثيرآ ما نتعرض فى حياتنا لإهانات، بصور متنوعة.. والإهانة بالطبع تجرح النفس من الداخل ،لذلك فإن قبولها من أصعب الأمور فى الحياة.. 

لكن السيد المسيح واجه الإهانة والشتيمة ،بهدوء وتعقل ،ولم يرد على الشر بالشر.. مع أنه كان يعرف أيضآ ليس فقط ما يقال فى وجهه ،بل أيضآ ما يقال من ورائه ، ومع ذلك لم ينتقم لنفسه بل قال : يوجد من يطلب ويدين...!

الرب يسوع يعطينا درسآ هامآ ألا ننتقم لأنفسنا، بل نترك الأمر لله الذى سيدين الناس بالعدل، إذ أن كل أمورهم الظاهرة والخفية مكشوفة أمامة.. متمسكين بوصية الإنجيل :لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء.. لأنه مكتوب ✍️ :"لى النقمة أنا أجارى. يقول الرب.. (رو١٩:١٢)

هذة الآية تشجعنا على التمسك بالوداعة وعدم مقابلة الأسلوب الخشن أو الجارح بأسلوب جارح مثله إذ يوجد من يطلب ويدين

أيضا تحثنا الآية على التخلى عن إدانة الناس فهذه ليست أبدآ وظيفتنا، كما أننا لا نعرف ظروفهم أو دواخلهم.. بل يوجد من يطلب ويدين ودينونته عادله، لأنه يعلم كل شئ... وفى هذا يقول الرسول :(لا تحكموا فى شئ قبل الوقت، حتى يأتى الرب الذى سينير خفايا الظلام ويظهر آراء القلوب. وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله)
(١كو ٥:٤)

تحقيق العدالة يريح الإنسان جدآ.. وهنا يؤكد لنا السيد المسيح أن العدالة ستتحقق، فإنه يوجد من يطلب ويدين... ولكن ليست كل العدالة ستتحقق هنا على الأرض بل ستستكمل العدالة فى السماء.. كما نرى فى مثل الغنى ولعازر، عندما قال أبونا إبراهيم للغنى وهو معذب فى الجحيم :"أذكر انك استوفيت خيراتك فى حياتك، وكذلك لعازر (استوفى) البلايا. والآن هو يتعزى وأنت تتعذب(لو ٢٥:١٦)

إذا كان يوجد من يطلب ويدين.. فيجب أن يضع الإنسان باستمرار مخافة الرب فى قلبه ويدقق فى أقواله وأفعاله الخفية والظاهرة.. لأن كل كلمة بطالة ،وكل عمل هدام، وكل تصرف غير سليم سنعطى عنه حسابا.. 

الله طويل الأناة جدا ويعطينا الكثير من الفرص للتوبة ولكن يجب أن نفهم أن الفرص مهما توالت فهى محدودة ،وإذا ضيعناها سنندم فى وقت لا ينفع فيه الندم ،عندما نقف للحساب أمام من يطلب ويدين 

الله يطلب أن نقول كلمة حق، كلمة تشجيع، كلمة للبنيان ،كلمة لصنع السلام.. أما إذا غابت هذه النوعية من الكلام عن أفواهنا ،فسوف ندان على ذلك من الله الذى يطلب ويدين...! 

من الأفضل لنا أن ندين أنفسنا، قبل أن ندان أمام الله.. أما إذا بررنا أنفسنا، والتمسنا الأعذار لأخطائنا، ولم نحاول الاعتذار وإصلاح الأخطاء ،فلنخف لإنه يوجد من يطلب ويدين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3