2020/06/09

مريض بركة بيت حسدا والإقرار بالخطية



ربط الفكر اليهودى بين المرض والخطيئة ،فاعتبر أن المرض تأديب من الله على الخطيئة، كما يؤدب أب ابنه على خطأ ارتكبه بطرق مختلفة، هكذا يكون سماح الله لنا بالمرض تأديبآ عن أخطائنا  "لأن الذى يحبه الرب يؤدبه وكأب بابن يسر به" (أم١٢:٣).يقول القديس أكليمنضس السكندرى :الفقر والمرض ،ومثل هذه التجارب، غالبا ما ترسل ( يسمح بها)  للموعظة، لتصحيح أخطاء الماضى  (بالتوبة) ولنتوخى الحذر فى المستقبل. وهذا ما يدفع الإنسان للصلاة للاستغاثة منها،وذلك بدافع معرفة (الله)  حق المعرفة، وليس بدافع المجد الباطل

وبالتأكيد يعرف مريض البركة أن من حوله ينظرون إليه على أنه خاطئ، وهذا سيجعل هناك مرضى كثيرون يرفضون أن يكشفوا عن ضعفاتهم، فيمكثون فى بيوتهم فى سرية. لأنه بدخولهم الأروقة الخمسة صار مرضهم (وبالأحرى خطيئتهم) معروفة فى أعين الناس ونستطيع أن نعد ذلك إعترافآ من هذا المريض بخطيئته، وأنه جاء يطلب الغفران. ويؤكد ذلك سؤال السيد المسيح له :"أتريد أن تبرأ؟" إذ ليس من الممكن أن يرفض مريض جسدى نعمة الشفاء، لكنه كان يحمل معنى أعمق وهو طلب التوبة والشفاء الروحى. لذلك يحذره السيد المسيح من السقوط ،ويحثه على طريق التوبة قائلآ :ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضا لئلا يكون لك أشر (يو ١٤:٥)

ما اشبه إعلان مريض بيت 🏡 حسدا لمرضه وحاجته للشفاء، من السحرة الذين تابوا وحرقوا كتبهم أمام الجميع وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع. وحسبوا أثمانها فوجدوها خمسين ألفا من الفضة (أع ١٩:١٩) فكما أنهم كانوا يمارسون السحر علانية ،هكذا حرقوا كتب 📚 السحر علانية أمام الجميع، معلنين توبتهم ومعترفين بخطأهم. إن الأقرار بالخطايا أمام الكاهن فى جلسة سر التوبة والاعتراف هو فى الحقيقة قدام الله وليس قدام إنسان ،لأن الكاهن موكل من قبل الله ،والعمل الرئيسى فى السر هو عمل الروح القدس الذى يمنح الغفران من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده (لو ٢١:٥)

الإقرار والإعتراف بالخطأ طريق الشفاء 
يقول سليمان الحكيم :من يكتم خطاياه لا ينجح ،ومن يقر بها ويتركها يرحم  (أم ١٣:٢٨).ويقول القديس يوحنا الرسول :"إن اعترافنا بخطايانا فهو أمين وعادل ،حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرشنا من إثم (١يو ٩:١)

يقول القديس جيروم :" الخاطئ الذى يعترف بخطاياه ويقول :"جراحاتى أنتنت وفسدت من جهة حماقتى" (مز٥:٣٨)،تنزع عنه جراحاته الكريهة، ويصير طاهرآ فى صحة. أما من يكتم خطاياه فلا ينجح

الإقرار والاعتراف بالخطا سمة البار والحكيم 
يقول القديس أمبرسيوس :" بالحقيقة يتحرك الإنسان الحكيم نحو التوبة عن أخطائه، أما الغبى فيجد مسرة فيها. "البار يتهم نفسه" (أم ١٧:١٨)،أما الشرير فمدافع عن نفسه. البار يود أن يسبق متهمه فى ذكر خطاياه. أما الشرير فيود أن يخفيها. واحد يندفع فى بدء حديثه ليكشف عن خطيته ،والآخر يحاول أن يستبعد الاتهام عنه بثرثرة حديثه كمن لا يكشف عن خطيته ". (صلاة أيوب وداود ٢٠:٦:١)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3