١_سبى البربر للقديس:
مضى القديس يسطس كى يختفى ويهرب من المجد العالمى الباطل،وذهب إلى الوادى الجوانى، دون أن يودع ذلك الأرخن جليس الملك.
وبغتة أتى البربر وسبوه إلى أرضهم. فلما طلبه الرئيس ولم يحده حزن وتوجع قلبه جدا،لأنه كان يريد أن يأخذه معه إلى أنطاكية. وعلم بعد البحث عنه أن البربر قد سبوه إلى أرضهم. فأخذ الأرخن بعصا من آثاره كبركة منه ومضى هو والقوم الذين معه إلى إلى مدينته 🏙️.
وبغتة أتى البربر وسبوه إلى أرضهم. فلما طلبه الرئيس ولم يحده حزن وتوجع قلبه جدا،لأنه كان يريد أن يأخذه معه إلى أنطاكية. وعلم بعد البحث عنه أن البربر قد سبوه إلى أرضهم. فأخذ الأرخن بعصا من آثاره كبركة منه ومضى هو والقوم الذين معه إلى إلى مدينته 🏙️.
٢_عودة الأرخن ولقاؤه مع الأسقف:
لما عاد الأرخن التقى بالأب الأسقف وأخبره بما حدث،فحزن الأب الأسقف جدا،ثم سأله قائلا"هل علمت بموطنه وسيرته الأولى؟ (فقال الأرخن:(لا) فأخبره الأسقف بكل سيرته وكرم جنسه وأعلمه أنه ابن صديقه السابق أنودولاوس،فحزن الأرخن جدا لأن الأب الأسقف لم يخبره بذلك قبل ذهابه، فقال له الأب الأسقف(إن هذا يشبه بقطر بن رومانوس الذى ترك جميع غناه وتبع الرب يسوع) فأخذ الأرخن يقرع صدره ويبكى من أجل هذا القديس بعدما علم بسيرته الأولى.
٣_الشياطين يزعجون الأنبا صموئيل والسماء تدافع عنه:
بعدما سبى البربر الأخ يسطس، مضت الشياطين الأشرار إلى أبيه الأنبا صموئيل لكى يضايقوه. فقالوا له:(ياشيخ أين هو ابنك يسطس ليصلى 🛐 عنا لأننا سمعنا أنه رجل الله فأتينا إليه لكى تدركنا رحمته) فبكى القديس الأنبا صموئيل قائلا(لقد سباه البربر) فأجابته الشياطين قائله(انت الذى أرستله إلى الوادى الجوانى لكى يسبيه البربر،لأنك رأيته قد صار أفضل منك، فحسدته لأجل المجد الذى يناله من الناس،فلذاك أرسلته ليسبيه البربر، أو لعلك بعته بمال من أجل بغضتك له) فلما عرف القديس انها حيلة من الشياطين، قام لوقته طردهم بعكازه بقوة الله التى كانت تسنده. فصرخوا قائلين(يا لهذا الضعف الذى أصابنا اليوم، إن هذا الراهب يريد أن يقتلنا كما قتل موسى الرجل المصرى) فصاح فيهم القديس قائلا"باسم ربى يسوع المسيح وبصلوات أبى أنطونيوس وأبى مقاريوس أب هذا الجبل تربطون ههنا حتى يراكم كل أحد"
فأتى ملاك من السماء وربطهم ونهاهم عن أن يحزنوا القديس مرة أخرى لأنه عبد للمسيح، فظلت الشياطين تطلب من الملاك بإلحاح حتى أطلقهم. فلما ابتعدوا قليلا التفتوا إلى الوراء وقالوا للأنبا صموئيل:(أنظر إلينا يا صموئيل ،هل تظن أننا تركناك؟! اعلم أننا سنحاربك إلى النهاية، ولن نتركك آمنا فى هذا الجبل، لأننا سننتقم من ضربة العكاز على رأسنا فى ذلك الزمان واعلم أننا نحن الذين جلبنا عليك البربر حتى أحرقوا جسدك بالنار أنت وابنك يسطس ،وضربوكما بالسياط بوحشية ،وها هو ذا الغصن الذى كنت تفتخر به أصبح يابسا الذى هو يسطس ،فنحن جعلنا البربر يسبونه إلى بلادهم، وأما أنت فلن نتركك حتى آخر نسمة من حياتك)
كان القديس الأنبا صموئيل يحتمل كل هذا، ثم قال لشياطين:(إن كل ما قلتموه عنى وعن يسطس قد حدث حقا،ولكن من الأفضل للقديسين احتمال التعب هنا على الأرض ليكونوا مقبولين أمام الله، وذلك أفضل من أن يتنعموا مثل الملوك، فمن تعب حتى نهاية حياته فسيحيا إلى الأبد) فلما أبصر الملاك جسارتهم قال لهم"امضوا إلى الهاوية"
وبعدما انصرفوا، بكى الأنبا صموئيل أمام الملاك قائلا له "أرجوك اصنع محبة واسأل السيد المسيح أن ينقلنى من هذا العالم 🌏 لأنى كنت أظن انه قد أرسله المسيح إلى معونة وعونا فى شيخوختى وأنه سيوارى جسدى فى هذه البرية، ولكن افتخارى هذا قد فارقنى إلى المنتهى "
وكان يقول هذا وهو يبكى عند قدمى الملاك، فأقامه الملاك وقال له" إن كنت متوجع القلب لأجل يسطس الذى سيوارى جسدك،فاعلم أنك أنت الذى ستوارى جسده ولكن ليس ههنا بل فى جبل 🗻 البهنسا. ولابد لك ان ترى أولاده وهو يحملهم قبل موتك. أما الآن فقم اذهب إلى الوادى الذى بالجبب" ولما انصرف عنه الملاك،فتعجب القديس من هذا الكلام وازداد عجبه من قوله أن يسطس يحمل أولادا، ففكر:(ترى هل سيترك القديس يسطس إسكيم الرهبنة الملائكى ويتزوج وينجب أولادآ! ثم صلى وقال" لتكن إرادة الرب فينا فى كل وقت،وكما يرضيه فهكذا يكون. أمين
٤_معاناة القديس يسطس فى أرض السبى واحتماله للتجارب:
أما القديس يسطس فلما سبوه باعوه إلى أحد الحدادين وهناك احتمل أتعابا كثيرة بسبب الأعمال الشاقة،لأنه كان ضعيفا من كثرة النسك فلم يكن يقوى على الضرب بالمطرقة مع الحداد. فما كان من ذلك الحداد البربرى إلا أنه كان يمسك الحديد المحمى بالنار ويكوى به جسد القديس يسطس، لدرجة أن جسده انحل من كى النار.
ورغم كونه استمر فى هذا العذاب ثلاثة أشهر، إلا أنه كان يشكر الله قائلا:(إننى مستحق لهذه الآلام الآتيه على). وكان يبسط يديه مصليا لله فى كل حين، فلم يحتمل إبليس صلواته الصاعدة إلى الله،ولم يسترح لكثرة صبره على الآلام لأن روح الصبر قد استراح فى القديس رغم كل الآلام والاضطهادات التى شنها عليها عدو الخير ،فحنق عليه إبليس وأخذ يدبر له مكيدة أخرى.
لما رأى البربرى ضعف القديس أراد أن يطلقه، ولكن عدو الخير قسى قلبه فلم يفعل، بل وأكثر من هذا فقد ظهر للبربرى (وكان اسمه"صوصار") وكلمه هكذا(إن عبدك يسطس يصنع صلوات كثيرة لكى يهلكك أنت وأولادك وماشيتك،فإذا تركته هكذا فستهلك أنت وكل ما لك،فإنى اقترح عليك أن تكسر يديه ورجليه وإلا فستصير فقيرا فى مدة قليلة لأن ذلك العبد يكرهك ويبغض عبادتك) وكانت هذه الحيلة كى يمنعه إبليس من الصلاة.
فأجابه البربرى قائلا"إن هذا الرجل منذ دخل بيتى لم يصبنى أى مكروه ولا أولادى ولا دوابى" ،فقال له إبليس(اصبر شهرا من الزمان، وسترى ما سيحدث لك واختفى إبليس عنه.
ذهب إبليس ونفخ فى البربرى وأولاده ،فمرضوا جميعا. وكذلك دوابه ،فمات الكثير منها فى مدة وجيزة. فحنق البربرى على يسطس وصدق الشيطان وأراد تعذيب القديس. فما أصعب الأتعاب التى تأتى على الأبرار من أجل اسم المسيح، لكيما يكثر لهم الفرح والكرامة الأبدية. بل حتى فى زمان شدائدهم لا يتخلى الله عنهم.
استدعى البربرى يسطس وقال له"أيها العبد الردئ أنا أصنع معك كما تستحق" وأحضر له ناموس البرابرة مكتوبا لكى يؤمن به ويشترك فى العبادة الوثنية ،لكن القديس رفض بإصرار.
فأمر البربرى برط يدى ورجلى يسطس ،وظلوا يضربونه بالمطرقة عليها حتى تقطعت أصابع يديه وتجرحت قدماه بشدة. ولولا معونة الرب وحفظه لكان البربرى قتله، حينئذ أرسل الله أصحابا لذلك البربرى فخلصوا يسطس من يديه.
رغم كل هذه الصعاب التى أتت على القديس يسطس، إلا أنه كان يشكر الله ولم يضعف قلبه يوما واحدا ولم يتذمر على الله ولا تفكر فى المجد الأرضى الذى كان له وتركه،بل كان يقول "كما قبلنا الخيرات من الله بشكر، نقبل الأتعاب أيضا" ثم نظر القديس إلى يديه اللتين صارتا بغير أصابع ،وأخذ يبكت نفسه قائلا(أيتها اليدان العادما أصابعهما لماذا تجزناننى وتؤلماننى وتجعلاننى أبكى؟ لعل هذا جزاء لكما على ذنب اقترفتاه،فربما أخذتما شيئا ليس لكما،أو ربما أيتها اليد كتبت وشاية مادية على أحد حتى يناله ظلم، أو لطمت أحدا على وجهه متهمة إياه بالسرقة، أو لعلك ضربت أحد العبيد كمثل من يسود عليهم، أو لعلك افتخرت فى زمان صباك بالذهب والفضة والزينة. نعم لقد نلت عقابك الذى تستحقينه، لأن مخلصنا قال"إن أعثرتك يدك أو رجلك أو عينك فاقطعها وألقها عنك،فخير لك أن تدخل الملكوت هكذا ولا تطرح فى جهنم ولك يدان أو رجلان أو عينان" والآن فقد أخذت جزاء خطئك واستحقاقك وبذلك رفع عنك دنسك، فلا تعودى تخطئين فيما بعد. فاليوم قد كملت ونضجت ثمارك التى يفرح بها رب الكرم. وحتى لو لم يكن لك أخطاء أيتها اليد، فإنك ستنعمين وتستريحين وتفرحين فى ملكوت السموات حينما تشربين من كأس البركة فترتوين وهكذا كان القديس يخاطب نفسه،ثم رفع عينيه نحو السماء شاكرا الله قائلا(أشكرك يا إلهى يسوع المسيح لأنك نظرت إلى ضعفى ومسكنتى، سامحنى لأنه ليست لى يدان أرفعهما إليك،بل سأسبحك من قلبى ولسانى كل حين فاستمع صلاتى وطلبتى وتضرعى لأنك عونى فى كل حين، ولك المجد إلى الأبد آمين.
٥_هروب القديس من المكان وإبراء يديه بواسطة الملاك:
استمع الله صلوات قديسه ونظر إلى عظم اتضاعه فأعطاه قوة ليقوم ويهرب من ذلك المكان ،وجعل نسيانا فى قلب ذلك البربرى فلم يبحث عنه، فخرج القديس متكئا على جريدة (عصا) ووجد طافوسا (مقبرة) خارج المدينة، فسكن هناك وعاش متنسكا مدة أربعة أشهر، وكان يصلى شاكرا لله كل حين. وكان غذاؤه مرة واحدة كل أسبوع ،فيخرج ويطلب احتياجه من أهل 👨👩👧👧 ذلك المكان. فما نظر الله عظم صبره ومحبته له أرسل له ملاكا لمس يديه وأبرأهما باسم الرب يسوع المسيح وأنبأه بقرب اكتمال جهاده ثم انصرف عنه. وحينئذ تشجع القديس وازداد فى صلواته ونسكه،وكان يجمع الحطب ويبيعه ليفى باحتياجاته.
٦_شياطين المجد الباطل تحارب القديس والله ينقذه:
وبينما كان القديس يصلى، نصب له عدو الخير فخا ليقتله. إذ أن المحتال أتى إليه آخذا شكل أبيه الأنبا صموئيل ومعه بعض من جنوده بشكل رهبان شيوخ. وجاء إلى باب مسكنه كأنه يبكى بكاءآ مرآ. ثم قال القديس"يا إبنى لقد تعبت وأنا أطوف باحثا عنك،لأننى فتشت عنك فى كل موضع بهذه البرية ولم أجدك" فتعجب القديس من الكلام وبقى مذهولا.
فتقدم نحوه إبليس فى شكل الأنباء صموئيل، فظن القديس أنه أبوه ،لما رأى بكاءه سأله (كيف وصلت إلى هنا؟) فقال له إبليس:(إن الذى أبرا يديك هو الذى عرفنى هذا الموضع) فلما سمع القديس هذا الكلام صدقه، فأخذه إبليس من موضعه وجعله يسير معه، ثم جعل أمامه على الصخرة ما يشبه ذهبا وفضة ولباسا ثمينا.وفجأة قالت له الشياطين _المتشبهين بشكل شيوخ رهبان من شيهيت أتوا ليسألوا عن القديس_متلاهين به لبساطته:) إن الشيوخ فى زمان شيخوختهم يحتاجون إلى الصدقة لضعف قوتهم، ونحن قد تعبنا بسببك أكثر من طاقتنا ،ولاسيما أن جميع شيوخ شيهيت يشتهون رؤيتك. اما الرئيس الذى هربت منه علم أنك ابن أكابر أخبر الملك بذلك وهو أرسل عسكرا ليهدم قلالى جبل 🗻 شيهيت لأجلك لأنك لم تذهب إليه. فقمنا وأتينا إليك من أجل هذه الشدة لكى نأخذك إلى الملك، ولا تهلك كل البرية بسببك. وهو ذا العسكر آتين بعد قليل ليأخذونك إلى القصر فبكى القديس بمرارة.
وفحأة ظهرت شياطين أخرين فى شكل جنود راكبين خيلآ ومعهم سيوف. فتحدث رئيس الشياطين الذى أخذ منظر أنبا صموئيل قائلا:(ياولدى أسرع والق عنك هذا الإسكيم وهذا الثوب القديم والبس الملابس الفاخرة واركب المركبة وخذ النال قبل أن يسرقة الجنود ويقتلوك. ولكنك ينبغى أن تحيا حتى تتخلص من خطاياك بفعل البر والابتعاد عن الظلم) وحتى هذه اللحظة لم يفهم القديس أنهم شياطين لأجل طيبته، فأخذ يبكى ويقول "جيد لى أن امكث ههنا وأنا ابن لأنطونيوس ومقاريوس،خير لى أن أكون لابسا الإسكيم وأدعى أخا لمكسيموس ودوماديوس اللذين تركا عنهما كرامة القصر وأتيا إلى هنا ولبسا الإسكيم المقدس الذى للرهبنة _وأنا دونهم_من أن أمضى إلى هناك فيعطوننى كرامة لا أستحقها"
وهنا ظهر قطيع آخر من الشياطين وصرخ واحد منهم قائلا :(أسرعوا عروه من إسكيم الرهبنة ومن هذه الملابس البالية وألبسوه الفاخرة) وآخر يقول:(شدوه بمنطقة من ذهب) وثالث يقول:(ضعوا على رأسه تاج 👑 الملك). ورابع يقول:(ألبسوه خاتما فى أصبعه). وآخر يقول :(اجعلوا حذاء فى رجليه). وآخر يقول:(احملوه على المركبة) وخيالات كاذبة كثيرة صاروا يصنعونها أمامه.
فلما رأى القديس وسمع كل هذا، دون أن يسمع مطلقا اسم الرب يسوع فى أفواههم ،علم أخيرا وتأكد من أنها خيالات وحروب شياطين، لأنهم لا يحملون الصليب المقدس معهم. فصرخ للحال قائلا:(يارب قد أحاطت بى جميع الأمم وباسم الرب قهرتهم) فلما رأى الرب صبره على كل التجارب، أرسل ملاكه ليبعدهم عنه، فظهر نور عظيم وبدد الظلمة ،وللوقت اغتاظت الشياطين ورفعوا يسطس وألقوه أسفل الصخرة ليقتلوه، وهربوا بخزى عظيم لأن الملاك طردهم بقوة الله. ثم أقامه الملاك وقواه وشجعه قائلا(أيها الحبيب يسطس عبد الرب يسوع المسيح، اليوم قد تضاعفت وزنتك وصارت عشر وزنات، قم يا من صرت ابنا لأنطونيوس ومقاريوس فى صبرك، لأنك ستصبح ابنا حقيقيا لهما فى السموات، وأخا لمكسيموس ودوماديوس لأنك بصبرك أكملت إسكيمهم وحفظته بطهارة، والآن ارتفعت منزلتك جدا أيها القديس يسطس)
ففرح القديس وتعزى بكلام الله وتشجيع الملاك،ثم أعاده الملاك إلى الطافوس ،وفى الطريق سأله القديس قائلا(ترى هل عظام الأموات هذه لصديقين أم خطاة؟) فأجابه الملاك(إنها عظام قديسين معترفين من جبل 🗻 البهنسا اضطهدهم المنافقون فأتوا هاربين واختفوا ههنا إلى أن ماتوا،وهم الآن عند مسكنك الذى أعدلك فى السماء. وأعلمه الملاك "إن تجارب سوف تقابلك فى البهنسا وستأخذ أجر إتمام جهادك هناك، وسيجعل الله عجائب وقوات تظهر من جسدك" ثم اختفى عنه.
فتقدم نحوه إبليس فى شكل الأنباء صموئيل، فظن القديس أنه أبوه ،لما رأى بكاءه سأله (كيف وصلت إلى هنا؟) فقال له إبليس:(إن الذى أبرا يديك هو الذى عرفنى هذا الموضع) فلما سمع القديس هذا الكلام صدقه، فأخذه إبليس من موضعه وجعله يسير معه، ثم جعل أمامه على الصخرة ما يشبه ذهبا وفضة ولباسا ثمينا.وفجأة قالت له الشياطين _المتشبهين بشكل شيوخ رهبان من شيهيت أتوا ليسألوا عن القديس_متلاهين به لبساطته:) إن الشيوخ فى زمان شيخوختهم يحتاجون إلى الصدقة لضعف قوتهم، ونحن قد تعبنا بسببك أكثر من طاقتنا ،ولاسيما أن جميع شيوخ شيهيت يشتهون رؤيتك. اما الرئيس الذى هربت منه علم أنك ابن أكابر أخبر الملك بذلك وهو أرسل عسكرا ليهدم قلالى جبل 🗻 شيهيت لأجلك لأنك لم تذهب إليه. فقمنا وأتينا إليك من أجل هذه الشدة لكى نأخذك إلى الملك، ولا تهلك كل البرية بسببك. وهو ذا العسكر آتين بعد قليل ليأخذونك إلى القصر فبكى القديس بمرارة.
وفحأة ظهرت شياطين أخرين فى شكل جنود راكبين خيلآ ومعهم سيوف. فتحدث رئيس الشياطين الذى أخذ منظر أنبا صموئيل قائلا:(ياولدى أسرع والق عنك هذا الإسكيم وهذا الثوب القديم والبس الملابس الفاخرة واركب المركبة وخذ النال قبل أن يسرقة الجنود ويقتلوك. ولكنك ينبغى أن تحيا حتى تتخلص من خطاياك بفعل البر والابتعاد عن الظلم) وحتى هذه اللحظة لم يفهم القديس أنهم شياطين لأجل طيبته، فأخذ يبكى ويقول "جيد لى أن امكث ههنا وأنا ابن لأنطونيوس ومقاريوس،خير لى أن أكون لابسا الإسكيم وأدعى أخا لمكسيموس ودوماديوس اللذين تركا عنهما كرامة القصر وأتيا إلى هنا ولبسا الإسكيم المقدس الذى للرهبنة _وأنا دونهم_من أن أمضى إلى هناك فيعطوننى كرامة لا أستحقها"
وهنا ظهر قطيع آخر من الشياطين وصرخ واحد منهم قائلا :(أسرعوا عروه من إسكيم الرهبنة ومن هذه الملابس البالية وألبسوه الفاخرة) وآخر يقول:(شدوه بمنطقة من ذهب) وثالث يقول:(ضعوا على رأسه تاج 👑 الملك). ورابع يقول:(ألبسوه خاتما فى أصبعه). وآخر يقول :(اجعلوا حذاء فى رجليه). وآخر يقول:(احملوه على المركبة) وخيالات كاذبة كثيرة صاروا يصنعونها أمامه.
فلما رأى القديس وسمع كل هذا، دون أن يسمع مطلقا اسم الرب يسوع فى أفواههم ،علم أخيرا وتأكد من أنها خيالات وحروب شياطين، لأنهم لا يحملون الصليب المقدس معهم. فصرخ للحال قائلا:(يارب قد أحاطت بى جميع الأمم وباسم الرب قهرتهم) فلما رأى الرب صبره على كل التجارب، أرسل ملاكه ليبعدهم عنه، فظهر نور عظيم وبدد الظلمة ،وللوقت اغتاظت الشياطين ورفعوا يسطس وألقوه أسفل الصخرة ليقتلوه، وهربوا بخزى عظيم لأن الملاك طردهم بقوة الله. ثم أقامه الملاك وقواه وشجعه قائلا(أيها الحبيب يسطس عبد الرب يسوع المسيح، اليوم قد تضاعفت وزنتك وصارت عشر وزنات، قم يا من صرت ابنا لأنطونيوس ومقاريوس فى صبرك، لأنك ستصبح ابنا حقيقيا لهما فى السموات، وأخا لمكسيموس ودوماديوس لأنك بصبرك أكملت إسكيمهم وحفظته بطهارة، والآن ارتفعت منزلتك جدا أيها القديس يسطس)
ففرح القديس وتعزى بكلام الله وتشجيع الملاك،ثم أعاده الملاك إلى الطافوس ،وفى الطريق سأله القديس قائلا(ترى هل عظام الأموات هذه لصديقين أم خطاة؟) فأجابه الملاك(إنها عظام قديسين معترفين من جبل 🗻 البهنسا اضطهدهم المنافقون فأتوا هاربين واختفوا ههنا إلى أن ماتوا،وهم الآن عند مسكنك الذى أعدلك فى السماء. وأعلمه الملاك "إن تجارب سوف تقابلك فى البهنسا وستأخذ أجر إتمام جهادك هناك، وسيجعل الله عجائب وقوات تظهر من جسدك" ثم اختفى عنه.
٧_أعجوبة تمجد القديس:
وبينما هو سائر قى تلك النواحى، التقى بأولادك ذلك البربرى الذى كان قد اشتراه، فخاف القديس وبكى أمامهم،فذهبوا إليه وضربوه ضربا موجعا.
أما القديس فصلى إلى الله لينقذه ،فللحال فتحت الأرض فاها وابتعلتهم ،فصار خوف عظيم على جميع أهل 👨👩👧👧 تلك البلاد، ولم يعودوا يتعرضون للقديس أو يؤذونه. أما أبوهم فأتى وبكى أمام القديس قائلا"إغفر لى يارجل الله، لأننى منذ أسأت إليك والشرور تلاحقنى وتصيب كل بيتى وكل ممتلكاتى نظير ما ظلمتك به وما أسأت به إليك. والآن صل عنى وخلصنى يا قديس الله واطلب أن ينزع الله عنى لعنتك التى أتت على" أما القديس فقال له (المسيح يعلم أنى لم ألعنك أبدا،ولكن فلتدركنا جميعا نعمة سيدى يسوع)
٨_زيارة تجار مؤمنين له:
أراد الله أن ينقل القديس يسطس من تلك الأماكن ،ويأتى به إلى مصر. فبينما كان جماعة من التجار يسيرون ضلوا الطريق ووقفوا عند الموضع الذى يقيم فيه الأخ يسطس، فرأوه داخل ذلك المكان ولديه ماء ،فتعجبوا وطلبوا منه أن يسقيهم هم وجمالهم حتى يستريحوا من التعب والحر الشديد.
فخاف القديس لئلا يكونوا شياطين أتوا ليجربوه،فأجابهم قائلا(سيدى المسيح هو الذى يشفى كل الأمراض بعلامة صليبه) فقالوا له "نعمته تكون معنا جميعا، ولتشملنا بركة علامة صليبة المقدس" فعلم القديس أنهم مؤمنون بالسيد المسيح ،فاطمأن وسقاهم، وأبرأ منهم مرضى كثيرين، كما أبرأ كذلك ناقة انكسرت رجلاها، فمجد التجار الله وفرحوا برجل الله البار يسطس.
٩_زيارة الملاك والمعترفين له:
وعندما جاء يوم الأحد بينما كان التجار مقيمين لدى القديس،أتى ملاك الرب،ومعه جميع عظيم روحانيون. هؤلاء أتوا كل بحسب رتبته وسلموا على القديس يسطس، وأعلموه أنهم هم أصحاب العظام التى فى هذا الطافوس، وأنهم كانوا يسكنون فى دير به خمسة آلاف راهب فى البهنسا، فلما أتى زمان الأضطهاد حينما كفر دقلديانوس وترك عبادة الله وعبد الأوثان ،اضطرب الجبل كله. وقد استشهد البعض، وآخرون أكملوا جهادهم كمعترفين ،أما نحن فهربنا واختفينا ههنا إلى أن متنا. وقد أتينا الآن لنفتقدك قبل أن تمضى من ههنا إلى جبل 🗻 البهنسا لتكمل جهادك هناك.
١٠_الرحيل إلى مصر ثم إلى جبل البهنسا:
فلما رأى التجار كل ماحدث وسمعوا ما قيل للقديس،ازدادوا تعجبا ومجدوا الله وقديسه يسطس، ولما أكملوا أعمال تجارتهم ،اصطحبوا القديس معهم، وتبعه بعض من أهل 👨👩👧👧 تلك البلاد إلى أن أوصلوه إلى أرض مصر.
فوجد القديس يسطس شيخا قديسا فى ذلك المكان هو الأنبا بيشوى الراهب ،فمكث عنده مدة سنة يخدمه ويطيعه كمثل عبد مع سيده ،محاولا أن يهرب من المجد الباطل ولكن ما لبث أن ظهرت قوته وعظمته،فأتى مرضى كثيرون ليصلى لهم كى ينالوا الشفاء من أمراضهم، وبصلاته كان الجميع يبرئون من أسقامهم.
وبينما كان يتعبد ظهر له عدو الخير حانقآ عليه،فعرفه القديس يسطس للوقت ،فسأله العدو"هل عرفتنى" ؟فأجابه القديس"نعم أنت عدوى وعدو الله وعدو البشر" فقال له إبليس "سأجعل الناس ههنا يغربلونك مثل الحنطة، فهنا كل قوتى معى،ولا يوجد أنطونيوس أو مقاريوس ليؤازرانك" فابتسم القديس، ثم اختفى الشيطان. وبعد هذا قام وذهب إلى جبل 🗻 البهنسا وذاع صيته هناك،فكانوا يأتون ليتباركوا منه ويشفوا من أمراضهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك