١_اتهام القديس بالزنا ومحاكمته أمام الأسقف:
مكث القديس هناك ثلاث سنوات فى هدوء، ثم دبر له إبليس حيلة صعبة،إذ قد مرضت جارية رئيس المدينة وطال مرضها، وهذه كانت تخدم مدرونة أخت القديس يسطس التى كانت تقيم فى بيت 🏡 ذلك الأرخن.
فلما سمعوا عن الأشفية والعجائب التى يصنعها الله بواسطة القديس يسطس، تهيأت الجارية لتذهب وتطلب صلواته،من أجل شفائها. وفى الطريق اعتدى عليها رجل شرير 😈 بالفعل النجس، فذهبت دون أن تعطى اهتماما للأمر. ولما ولدت فكرت أن تلقى بالمولود فى الماء حتى لا يلحقها العار،ولكن لم يدعها الناس تهلك ولديها إذ أنها ولدت توأمين.
فلما رأى الشيطان ذلك،انتهز الفرصة وظهر للأرخن فى هيئه ملاك_بصورة خادعة_،فلما لاحظ الأرخن أنه ليست معه علامة الصليب عرفه،فاختفى إبليس. ولكنه عاد فظهر له كملاك أيضا وهو يبكى بغزارة ويقول له"ظلمى يقع عليك أنت" فقال له الأرخن (لماذا، ماهى خطيتى؟) فقال له إبليس "أنا هو الملاك الموكل برفع صلوات النساك إلى الله،والآن يسطس هذا صنع إثما رديئا، إذ أنه هو الذى أفسد جاريتك، حتى أن آباء الإسكيم غاضبون على بسببه، وها أنا قد أخبرتك قبل أن أذهب إلى الجبل،واعلم أنى سأسأل الآباء أن يصلوا من أجلك" ثم اختفى إبليس عنه.
ووضع إبليس فى قلب الجارية أن تقول نفس الكلام، فلما أحضرها الأرخن وسألها ،فإنها ألقت بالتهمة على القديس يسطس. فغضب الأرخن جدا،وأرسل ليحضر القديس كى يعاقبه.
فأمر أسقف ♝ المدينة الذى يدعى(هرياقوس) العبيد أن يحضروا القديس يسطس، وأما أولئك فكانوا غير رحومين فضربوا القديس بشدة،وصاروا يجلدونه بالسياط وكانوا يصيحون فيه قائلين(هيا معنا أيها الراهب الزانى أب الإثم إلى موضع الحكم).
فعلم القديس يسطس أنها حرب من الشيطان عليه، فصلى 🛐 بكل قلبه رافعا عينيه نحو السماء وهو يبكى قائلا:(يا سيدى يسوع المسيح يا من تسمع كل من يصرخ إليك،أمل بسمعك إلى تنهد قلبى، وقونى حتى آخر نسمة من حياتى لئلا يكون لعبدك حزن. وثبتنى بروحك القدوس حتى أحتمل التعذيب الأخير فى أيام حياتى الباقية،ولك المجد إلى الأبد آمين.
وبعد ذلك ربطه الغلمان من عنقه،وعلقوا فيه حجرا وسحبوه من الجبل إلى موضع الحكم. فأخذ الأسقف "هرياقوس" يسأله،ولكنه لم يجب ولا بكلمة واحدة إلا هكذا (ليس بلا خطية إلا الله وحده، أما أنا فرجل خاطئ)
فبدأ الجميع يسبونه ويجرونه فى الشارع ويهزئون به ويضربونه كأنه فاعل شر، ويقولون:(هذا هو الراهب الزانى الذى كان مع عبدة الرئيس ،فلا يليق أن يقبله أحد بعد فى الرهبنه) وظلوا هكذا إلى أن كلوا وهم يهينونه ويعيرونه كمثل زان.
٢_معاناة القديس فى رعاية الطفلين وتدخل السماء:
ثم أتوا به إلى بيت 🏡 الأرخن، وكانت أخته مدرونةهناك،ولكنها لم تره ولم تتعرف عليه. وهناك وضعوا فى داخل قفة وربطوها بعنقه ثم جذبوه بشدة ورموه خارج سور المدينة بين حى وميت. فلما أبصر الله صبره أرسل ملاكه إليه، فعزاه وقواه وملأه سلاما،فقام بقوة الله وحمل الطفلين وذهب إلى قلايته. وكان يطوف المدينة ليبحث عن مرضعات للطفلين 🤱،ولكن الرهبان هدموا قلايته وطردوه. فصار يمشى ويجول فى المدينة حاملا الطفلين ليرضعهم.
فلما علم الرئيس بذلك،جاء إلى الأسقف وطلب منه أن يعلن حرمانا على كل من يقبل الراهب يسطس فى بيته،فلما قرئ الخرمان فى المدينة، امتنعت النساء المرضعات بسبب الخوف عن إرضاع الطفلين.
فلما رأى القديس أنهم اضطهدوه فى المدينة، وفى الدير طرده الرهبان كزان دون أن يعلموا أنه مثل شهيد_صار يطوف على الرعاة يطلب غنما لإرضاع الطفلين. وظل هكذا سبعة أشهر، ولكن الشيطان ذهب ومنع الرعاة عن مساعدة القديس،فأخرجوه من حقولهم.
وظل القديس فى حيرة ،فإنا وجد لهما لبنا لإطعامهما يأكل هو طعامه ،وإن لم يجد لهم لبنا فلا يتناول أى طعام 🥣. وصار يقول(إن الموت أكثر ربحا لى من الحياة يارب،فانظر يارب إلى تنهدى لأن الأحزان علت فوق راسئ. وأنا أعلم أنى أغضبتك بشرورى يا إلهى ،ولكنى أسألك ألا تعاملنى كأثامى بل كرحمتك. انظر إلى لأجل صلوات آبائى الأطهار لئلا يكون لى حزن فى حضرتك يارب،فكل الآلام تهون أمام مجدك وقت مجيئك الثانى، فلا تحرمنى من شركة مجدك. أنظر إلى بكاء الطفلين واعدد لهما طعاما يا مغذى كل ذى جسد وحافظ الأطفال. لك كل المجد أمين.
فلما جلس عند الصخرة ليستريح من عناء الطريق ،كان يقول لنفسه وهو يبكى (خير لى أن أموت من ان يهان إسكيم آبائى الأطهار) وللحال أتى قطيع غنم برى وظل يسجد أمامه معلنا الخضوع وتقديم اللبن 🥛لغذاءالطفلين،ففرح جدا وشكر الله الذى أعد طعاما للطفلين ،وبقى فى ذلك الجبل (البهنسا) يصنع عبادات عظيمة.
٣_إعلان الملاك للأنبا صموئيل موضع القديس:
ظهر ملاك الله للقديس الأنبا صموئيل الأب الروحى للقديس يسطس وقال له"السلام للأنبا صموئيل العابد ذى الشيخوخة الحسنة إلى متى ينتظرك الأخ يسطس؟ إنه مشتاق لرؤيتك لكى تقبل اولاده الذين ولدهم بالصبر، ولآن امض إليه لكى تنظر آخر جهاده فى جبل البهنسا" فسأله الأنبا صموئيل قائلا (كيف أصدق ذلك؟ وأنا أعلم أنه لازال مسبيا فى أرض البربر ولست أدرى ماذا أصابه أو لعله يكون قد مات، أرجوك لا تلهو بى فى زمان شيخوختى).
فقال الملاك للأنبا صموئيل (إن ما قلته لك لاريب فيه). فقال له الأنبا صموئيل (فكيف أفهم هذا الأمر العجيب أن يسطس أنحب أولادآ؟) فأخبره الملاك بحقيقة الأمر ،ثم اختفى عنه.
٤_التقاء الأنبا صموئيل بابنه يسطس:
ولما مضى الملاك قام الأنبا صموئيل بسرعة ولم يتوان،وذهب إلى جبل 🗻 البهنسا المقدس، وظل سائرا حوالى نصف يوم حتى التقى بالأنبا يسطس ابنه. وقد قاده إلى موضع قطيع الغنم الوحشى إذ أتوا وسجدوا له وساروا أمامه حتى مكان القديس يسطس عند الصخرة.
فلما تقابلا فرح كلاهما جدا،وأعطاه ابنه يسطس الميطانية ثم تعانقا وأخذ يقبله، وبدا يتحدثان بفرح عظيم عن العجائب التى صنعها الله مع كليهما، ثم قال له ابنه يسطس (فلتكن يا أبى بركتك معى كل أيام حياتى ،وأشكر الله لأننى رأيتك مرة أخرى)
فلما رأى الأنبا صموئيل أولاد القديس يسطس نائمين،مضى إليهما وقبلهما ،ثم قال لابنه يسطس(نعمة الرب يسوع كائنة معك يا ابنى، لأنك فضحت إبليس وأبطلت كل سهامه ونزعت سلاحه الذى جرحك به، وأمسكته بيديك كعصفور، وذريته مثل الهباء، وطردته كمثل ثعلب 🦊 وهدمت عرشه بالتمام، وحاربت جيدا وغلبته. وصرت ابنا لأنطونيوس ومقاريوس، ومثل أيوب فى صبره. لقد صرت مثل الفتية الثلاثة فى آتون النار. طوباك يا إبنى يسطس لأنك صبرت على كل هذه الأوجاع) فبكى القديس يسطس،وقال لأبيه الأنبا صموئيل (اغفر لى يا أبى القديس لأن صلواتك هى التى ساعدتنى وأعانتنى على احتمال كل هذه التجارب).
وقص على أبيه تجربة أتت عليه من العدو بخصوص الطفلين، إذ انه كان ذاهبا ذات يوم ليصلى 🛐 وعندما عاد لم يجد الطفلين فظن أن الوحوش أكلتهما فحزن جدا،فأرسل له الله ملاكه وعرفه أن الشيطان أخفاهما تحت الصخرة، ولكن الله يحفظهما لأنهما سيصيران أسقفين فيما بعد،وأخرجهما الملاك.
٥_إعلان الملاك للأسقف براءة القديس:
ثم مضى الملاك وظهر للأسقف "هرياقوس" الذى حرم القديس يسطس كزان، وعرفه ببرائته طالبا منه أن يزوره ويأخذ بركته قبل انتقاله من العالم 🌏، ولكن الأسقف لم يتمكن من الذهاب إليه. ولكنه فيما بعد التقى بالقديس الأنبا صموئيل وتأكد من طهارة ونقاوة القديس يسطس، فحزن لأنت لم يأخذ بركته ثم أنه قام بكتابة سيرة العطرة.
٦_نياحة القديس يسطس:
أما القديس يسطس فإنه بعد مجئ الأنبا صموئيل إليه،وبعد أن مكث سبعة أيام ثم تنيح بسلام فى الرب فى اليوم الحادى والعشرون من شهر طوبة المبارك. بركة صلواته وطلباته فلتكن معنا. آمين.
٧_إعلان الأسقف براءة القديس:
بعدما تقابل الأسقف هرياقوس مع الأنبا صموئيل وعرف منه مدى طهارة القديس،وكذلك مما سمعه من الملاك،قام وذهب إلى قبره بنوح عظيم طالبا بركته،ثم أعلن لجميع الآباء الرهبان براءة القديس ،وأنه كان مظلوما فبكوا وطلبوا صفح وبركة القديس يسطس.
✴️جزاء المتهمين له:
أما الأرخن الذى اتهمه بالفعل القبيح مع جاريته فقد صار أخرسا😶 هو والجارية الآثمة. ولم ينفك لسانها إلا بعد ما كتبت إقرارآ 📝 بيدها أن ما ذكرته عن القديس يسطس كان افتراء.
وأظهرت اسم المعتدى عليها،وللوقت ضربها الله فماتت. أما الأرخن فشق ثيابه وبكى بشدة لأجل ما فعله بالقديس، وأخذ يطلب صفحه عنه. ولم ينفك لسانه إلا بعدما زار قبر القديس يسطس وبكى واستسمحه.
٨_أخت القديس ثرثيه:
عندما سمعت مدرونة بسيرة أخيها البار_لأنها كانت فى تلك المدينة لدى ذلك الأرخن بعينه_وعلمت كل ما حدث له وتيقنت انه هو أخوها يسطس،حزنت جدا على كل ماصار له من أتعاب ورثته أياما عديدة. ولكنها تعزت لأنه أصبح شهيدا، وصارت له مكانة عظيمة فى ملكوت السموات مع جماعة الملائكة والشهداء والقديسين الأطهار.
❓❗فتعجب الجميع وعرفوا سيرة القديسين العظيمين يسزس وأخته مدرونة، وتغربهما حبا فى الرب ونهايتهما الصالحة.
❇️ فقد قدم ذاته ذبيحة على مذبح الحب الإلهى اشتمها الرب رائحة رضى عن العالم 🌏 فأكرمه الرب بإجراء آيات وعجائب أثناء حياته وبعد موته لكى ما تلتهب قلوبنا بمحبة الله، وتأكلنا الغيرة المقدسة للسير فى طريق الملكوت...
ساهرين ومجاهدين إلى النفس الأخير.
(ناظرين إلى نهاية سيرتهم متمثلين بإيمانهم)
➕ بركة صلواتهما فلتكن معنا. آمين➕
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك