2020/05/02

الله يعطى القديس يسطس موهبة الشفاء ويقودة إلى شيهيت

١_استقرار القديس لدى طبيب:

قام القديس ورحل من عند الراعى، وظل سائرا مدة خمسة أيام، إلى أن وصل بنعمة الله وتدبيره إلى ضيعة صغيرة،ونزل هناك عند رجل 👨 طبيب يدعى (قلته) كان يعالج أهل 👨‍👩‍👧‍👧 تلك البلاد.
وظل القديس فى منزل 🏡 الطبيب مدة خمس سنوات، مكث لديه كعبد يطيعه ويصنع مع المرضى صلاحآ كثيرا،ويحسن على الفقراء بأن يجمع حطبآ من الحقل ويبيعه ويعطى ثمنه للمحتاجين ،وكان يوصى العبيد رفقاءه أن يعاملوا الفقراء برحمه.
وكان العبيد كثيرا ما يتأففون منه ويتجنبونه لكثرة جروحه وقروحه، ولكنه كان فرحا بالرب وكان يعزى نفسه متذكرا لعازر المسكين الذى حملته الملائكه إلى النعيم. وعاش هكذا فى طاعة الطبيب وخدمته وخدمة الفقراء مده خمس سنوات،ولكن أشواقه نحو شيهيت لم تفارق قلبه ❤️ لحظة واحدة. 

٢_القديس يشفى زوجة أرشيليدس:

حدث أن مرضت زوجة الأرخن أرشيليدس الذى كان قد اشتراه من البربر، فكانت تشعر بآلام شديدة فى أحشائها،ولم يستطع كثيرون من الأطباء علاجها ،فتذكر أحد العبيد الرجل الغريب حامل جرة الماء الذى شفى "أرشيليدس" وهو عائد من شيهيت،وأشار على سيده أن يجعل ذلك الرجل يصلى لزوجته فتشفى.
ففرح الأرخن بهذا، وأرسل ثلاثة عبيد ومعهم رسالة 💌 بخط يده إلى رجل الله الذى شفاه مترجيا إياه أن يباركهم ويحضر إلى منزلهم ليشفى زوجته. 
فقصد العبيد ذلك المكان_أى الحقل_الذى قابلوه فيه،وهناك أخبرهم الراعى أن ذلك الإنسان يدعى"يسطس" (لأنهم لم يكونوا يعرفون اسمه) وأخبرهم أنه قد تركه منذ شفاء سيدهم من مرضه.
فسأله العبيد عن الطريق التى سلكها"يسطس" فقال لهم:"لقد سلك طريق 🛣 القرى" فساروا يسألون عنه، وقد أخبرهم الناس عن طبيب 👨‍🔬 بارع يدعى (قلته) وهو الذى كان يسطس يعمل كعبد لديه. وفى طريقهم إلى الطبيب التقواب"يسطس" وهو يحمل الحطب كعادته لكى يبيعه ليسد حاجة الفقراء والمرضى، واستفسروا منه عن الطبيب فوصف لهم البلدة.
فلما كان المساء ووصلوا لدى الطبيب(قلته) فصنع معهم محبة عظيمة وكان يسطس يخدمهم من بعيد لكيلا يعرفوه، فلما طلبوا من الطبيب أن يذهب معهم ليعالج زوجة 👩 سيدهم، دعا الأخ يسطس وطلب منه أن يذهب معهم كى يطلب من أجل شفاء سيدتهم قائلآ له:"ياولدى إن نعمة الله حالة عليك" فحاول أن يقدم الأعذار وأراد أن يهرب، لكن العبيد حملوه ووضعوه على الدابة ومضوا به إلى بيت 🏠 الأرخن فلما رآه الأرخن عرف أنه هو الإنسان حامل جرة الماء الذى أبراه سابقا، فطلب منه بثقة أن يشفى امرأته، فطلب يسطس ماءآ🥤 ثم صلى 🛐 وأمرهم أن يسقوها، فلما شربت برئت فى الحال.

٣_صلاة القديس تكشف شخصيته:

وبينما هو مقيم فى بيت 🏡 الأرخن، كان يصلى كعادته،فتطلعت إليه ابنة الأرخن سرا _دون أن يعلم _واستمعت إليه وهو يصلى 🛐 بدموع غزيرة ويذكر غربته وكل أمور حياته أمام الله، وكذلك أخته مدرونة أيضا وكان يصلى بدمع غزيرة.
فتيقنت ابنة الأرخن أنه يسطس العبد الهارب ، وتحققت من ذلك أيضا لما رأت آثار تعذيبات فأعلمت أباها أرشيليدس بأمر القديس يسطس. فطلب منه الأرخن أن يكشف لهم عن شخصيته وعن كل تفاصيل حياته،فاشترط عليه القديس أن لا يحزنه فى شئ إذا ما أخبره بالحقيقة كلها، فوعده أرشليدس بذلك.
فقال له يسطس :"أنا عبدك العاصى الذى هرب منك،وهأنذا أمامك لأتلقى العقوبة عن الخطية التى صنعتها" ولكن الأرخن لم يعاقبه ،بل فرح به إذ علم بقداسته وروحانيته. وكان يريد أن يجعل عبيده يغيرون ملابس يسطس الممزقة، ويلبسونه ثيابا فاخرة. ولكنه رفض قائلا:(هذه مضت عنى إلى الأبد،ولكن لى طلب واحد فقط هو أن ترسلنى إلى شيهيت لدى الآباء الشيوخ لأتبارك منهم ،وإن رأونى مستحقا يلبسونى إسكيم الرهبنة المقدس.
فرقض الأرخن وزوجته وعبيده هذا الطلب وسجدوا ليسطس طالبين ألا يفارقهم ،ولكنه أصر على الرحيل. فقال له الأرخن :(سأجعلك هنا وكيلا على كل أملاكى) فقال له يسطس "إن ميراث العالم 🌏 هو كلا شئ عندى، وانت وعدتنى ألا تخزننى فى طلبى. فإن كنت حزينا على الثمن الذى اشتريتنى به، بعنى فى المدينة والله قادر أن يدبر غربتى"

٤_القديس يسطس يرحل إلى شيهيت:

فبكى الأرخن متأثرا من كلام 🗨 يسطس، وأراد أن يطلقه بسلام. ولكن زوجته أصرت ألا يفارقهم، فأعاقته مدة ستة أشهر لأجل ثقتها فى قوته الروحية وبركته التى ملأت منزلهم. 
فطلب القديس من الله أن يرجع إليها المرض ثانية لكى تطلقه إلى شيهيت، فمرضت فعلا. فعلموا أن هذا المرض كان لأجل إعاقتها للقديس عن المضى إلى شيهيت. فطلبوا منه أن يشفيها ،فقال لها :(باسم يسوع المسيح ستبرأين من مرضك ولكن هذا بشروط بأن تطلقينى إلى شيهيت، فوعدته بذلك ،فصلى لها فبرأت فى الحال.
فهيأ الأرخن أرشليدس كل الأمور ليرسل "يسطس إلى شيهيت" وكتب للآباء رسالة أرفقها معه قائلا(إلى آبائي القديسين الأطهار، أرسل إليكم أنا الحقير أرشليدس ،هو ذا قد تاجرت بالوزنة حتى تضاعفت وصارت خمس وزنات، إنه إنسان ابتعته كعبد فوجدته طبيبا شافيا فى بيتى، والآن يا آبائي الأطهار لم أستطع أن أكتب كل فضائله لئلا يتضايق لأنه يهرب من مجد هذا العالم 🌏 الفانى، فها هوذا الأخ يسطس قد أرسلته إلى قدسكم لأن له رغبة فى أن يصير راهبا. كونوا معافين فى الرب يا آبائي القديسين)
ثم أرسل يسطس وأرفق معه هذه الرسالة إلى جبل شيهيت، وأما هو فودعهم بالدموع وبكوا هم أيضا ،ثم سجد لله وصلى لكى يسهل له الله الطريق، وبينما هو يصلى اختطف فوجد نفسه فى جبل شيهيت ،وشعر بالروح بوجود القديس الأنبا صموئيل واشتم رائحة صلواتها العطرة، فأسرع نحو مسكنه،ولكنه لم يجده هناك ،فجلس ينتظره وأخذ يعمل فى صنعة الأنبا صموئيل لأنه كان يتقنها. 

٥_الملاك يعلن للأنبا صموئيل عن شخصيته:

وبينما كان القديس الأنبا صموئيل مختليا فى الجبل، ففيما هو يصلى ظهر له ملاك الرب وقال له "السلام لأنبا صموئيل المتعبد لله. قم الآن واذهب إلى قلايتك، فستجد رجلا يقال له يسطس جالسا يعمل بجوارها،وهذا هو ابن ميراثك فألبسه إسكيم الرهبنة المقدس، ولأنه سيكون أيوب الجديد فى صبره ،واعلم أنه هو نفسه ذاك الرجل حامل جرة الماء الذى أعلمت به الأرخن المريض بأنه سيستريح من أتعابه عندما يستقى ماء منه"

٦_لقاء القديسين :

فقام القديس لوقته ومضى إلى قلايته، فلمااقترب منها اشتم الأخ يسطس رائحة طيبة فقام مسرعا وخرج للقاء القديس الأنبا صموئيل، وصنع له ميطانية فقام الأنبا صموئيل بتحيته وتشجيعه بكلام روحانى ،وأعطاه ميطانية أيضا. 
فلما دخلا القلاية صليا وجلسا صامتين بعد تلاوة بعض المزامير ،فبدأ الأنبا صموئيل يسأله عن جنسه وبلده، فأجابه الأخ يسطس قائلا(أنا عبد وقد ابتاعنى أرباب كثيرون، والآن إن قبلتنى إليك يا أبى فإن قلبك يصنع رحمة مع مسكنتى. ولم يتحدث مطلقا عن كرامة جنسه أو غناه ،) "بركتك تكون معى"

٧_وصول رسالة أرشيليدس إلى الشيوخ:

وبينما هما يتحاوران وصل الرسل الذين أرسلهم الأرخن إلى شيهيت ومعهم رسالته بخصوص الأخ يسطس موجهة إلى الشيوخ الأطهار. فأخذوا يبحثون عنه ولم يجدوه إلا عند الأنبا صموئيل. وتعجبوا من عودق القديس من وحدته لمقابلة الأخ يسطس. 
فأعلن العبيد عن كرامة يسطس وعن قداسته أيضا وموهبة الشفاء التى منحها الله له. وطلبوا منه ان يعطيهم ماء ويصلى عليه، ثم مضوا بسلام. ففرح به جدا الآباء الشيوخ والآنبا صموئيل. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3