سبى القديس يسطس وحياته كعبد فى مريوط

١_سبى البربر للقديس وأخته:

وبينما هما سائران تطلعا فنظرا سفينتين سائرتين فى البحر وكان ركابهما من البربر،ولم يعلم القديس ولا أخته ذلك. 

وأما البربر، فلما رأوهما جميلين جدا،ومعهما أحمال،ظنوا أنهما ابنان لأحد التجار،سبيهما لينهبوا ما معهما، غير عالمين أنها مسوح وحاجة الطريق فقط.

ففكر البربر أن يأخذوهما ويبيعوهما عبيدآ فى مصر. والله الصالح أخفى أمر مدرونة عنهم، فلم يعلموا أنها أنثى. 

لحظات الافتراق:

أراد البربر أن يفرقوهما عن بعضهما، فبكيا بحرقة شديدة، وتماسكا فترة طويلة بأيديهما كأنهما مربوطين بالحديد،وكان البرابرة يجذبونهما بشدة،وبعد فترة فرقوهما عن بعضهما. 

وكانا فى بكائهما يتحدثان معا، واتفقا ألا يعلما البربر أن مدرونة أنثى، وأما هى، فودعت أخاها بالبكاء قائله له "استودعك للرب يا أخى الحبيب يسطس ،الرب سيدبر حياتك كيفما يشاء،تقو يا أخى الحبيب فى الشدائد التى تأتى عليك ،ولا يضعف قلبك ❤️ ،ولا تتألم إذا باعوك كعبد ولا تفكر فى أموال أبوينا، بل اذكر ملكوت السموات، وتذكر أن ربنا له المجد جاء إلى الأرض باتضاع عظيم لأجلنا نحن البشر،أرجوك لا تنسنى فى صلواتك لكى يخلصنى الرب من فساد البربر ،ولا تدعنى باسم أنثوى لئلا يفضحوننى،استودعك يا أخى بروح صبر أيوب، وأسأل الله الذى نجى يوسف بمصر ،أن ينجيك فى كل الشدائد، ويرشدك فى الطريق الذى تسلكه، ويهديك إلى عمل مسرته. 

فلما قالت هذا وهى باكية، أجابها القديس يسطس كأنها رجل قائلا"أستودعك يا أخى لأننا سنفترق عن بعضنا البعض، استودع البطن التى حملتنا، والثديين اللذين رضعناهما،استودع قبر أبوينا القديسين، استودع ملاك كنيسة آبائنا. وأسألك يا أخى الحبيب أن تتحفظ جيدا فى غربتك، وأن تتمسك بإيمان الرب يسوع المسيح الذى له المجد إلى أبد الآبدين أمين"

وكان هذا الحديث ببكاء عظيم. 

وكانا يتحدثان معا بلغتهما والبربر لا يفهمون كلامهما،وهكذا فرقوهما عن بعضهما البعض. 

٢_بيع يسطس كعبد:

انطلقت السفينة التى فيها يسطس إلى ناحية جبل شيهيت.وكانت هناك غابات يختبئ فيها البربر،ويكمنون لاصطياد فرائسهم_بنواحى مريوط. وعندما وصلوا فى شكل تجار أصعدوا يسطس وباعوه كعبد لرجل أرخن من أكابر مريوط يدعى أرشيليدش، لكى يحصلوا على الأموال مقابل بيعه لأنهم لم يجدوا فرائس يصطادونها. 

وهناك فى بيت 🏡 سيده، أسندت إليه الأعمال التى يقوم بها كباقى العبيد، ونظرا لحسن أخلاقه  أحبه🧡 كل أهل البيت، وصاروا يصنعون معه خيرا عظيما. 

٣_تجربة فى بيت 🏡 سيده (إصابة الطفل) :

مكث القديس يسطس مدة خمس سنوات على هذه الحال فى بيت سيده، فلما رأى الشيطان عدو كل خير أنه وجد راحة قليلة حسده وأثار عليه تجربة صعبة. 

كان يسطس ذات يوم يحمل على منكبيه ابن ابنة سيده ،ويربيه، فأسقط الشيطان من أعلا حجرا على الصبى الصغير، فانشقت مقلتاه وسالت دماؤه. فارتعب "العبد" يسطس،وهرب من المكان واختفى بعيدا فى الصحراء بالقرب من البحر لعله يجد سفينه يهرب فيها،لأنه خاف أن يكون الطفل قد مات وهو يعلم أن والد الطفل غير رحوم لأنه كان هرطوقيآ واسمه أنسطاسيوس

أما الطفل،فنزع الناس زينته وحليه وأخذوها،وبعد ذلك أخذه العبيد وأدخلوه إلى البيت 🏠 وهو فى حالة سيئة. 

فخرج العبيد يبحثون عن يسطس فى كل المدينة، ولكنهم لم يجدوه، فعادوا لسيدهم. 

٤_ظهور الشيطان لأنسطاسيوس(والد الطفل) :

فلما رأى عدو الخير أنهم لم يجدوا يسطس ليعاقبوه،تزيا بزى رجل ملابسه ممزقه وشكله مسكين، وذهب إلى والد الطفل المصاب، وكان أبو الطفل متوجع القلب على ابنه. 

فقال له الشيطان 👿 "لماذا أنت حزين بهذا الشكل؟" فأخبره الرجل بقصة ابنه والعبد الذى هرب، فتظاهر الشيطان كأنه يبكى بحرقة، ثم قال للرجل:(إن هذه القصة شبيهة بقصتى، لأننى كنت ابنا لأب غنى فأطغانى عبد لأبى وسحرنى بكلامه حتى أريته موضع مال أبى، لأنى كنت صغيرآ وجاهلا ولا اعرف الخير من الشر. فما كان منه إلا أنه قتل أبى، وباعنى كعبد، وظللت كل هذه السنوات فى رق العبودية بسبب هذا العبد، فلا تترك ذلك العبد بل احضره وعاقبه ثم بعه واكسب ثمنه"

٥_حيلة الشيطان لإحضار يسطس:

ثم قال العدو لأنسطاسيوس والد الطفل :" أنا لى كتب 📚 ورثتها عن أبى وبها يمكننى أن أخبرك عن المكان الذى اختبأ فيه ذلك العبد.. "وهكذا ملأ الشيطان قلب الرجل بالحنق والحقد على يسطس وأخبره عن مكانه أنه فى الصحراء بالقرب من البحر، فأرسل الرجل فوجده فعلا هناك،وكان الشيطان قد أخذ حلى الطفل ووضعها فى مكان يسطس ليتهمه بسرقتها ليزيد من عقوبته. 

فلما وجدوه ضربوه ضربآ موجعا لدرجة أن جسده تمزق من كثرة رجم الحجارة. ولأنهم كانوا يسحبونه على الأرض،فصار فى عناء عظيم ،ولكنه كان له رجاء فى الله ولم يتذمر بل كان يقول(لتكن إرادتك يارب،وكمثل مشيئتك ياإلهى ،دبر سعيى جيدآ) 

☑️ وإذ كانت زوجة انسطاسيوس محبة لله أكثر من زوجها، فكانت رحومة، وخلصته من أيدى زوجها وعبيده بعد جهد كبير. وكان قد قارب الموت من كثرة العذابات التى لحقته.