2020/04/29

تلميذ الأنبا صموئيل المعترف


حياة القديس الأولى حتى خروجه من العالم  🌏 

١_نشأة القديس يسطس:

نشأ القديس يسطس فى أسرة 👪 من جنس كريم، فى بلدة أنطاكية التى كانت مدينة 🏙 الملك فى ذلك الوقت. 
اسم أبيه أنودولاوس ،واسم أمه شقرادا،وكانا محبين لله،سالكين بحسب وصاياه ،ويعيشان فى مخافة الله، ملازمين الصوم والصلاة والصدقة، وافتقاد الأرامل والأيتام، وزيارة المحبوسين وإضافة الغرباء. 
وكان أبوه أنودولاوس من أكابر المدينة ومن المقربين إلى الملك، ونظرآ لأمانته أحبه  🧡 الملك وجعله مشيرآ ووزيرآ للمملكة 💒، وصاحب كلمة فى تدبير أمور المملكة وإدارة شئونها.
ولم يكن لأنودولاوس وزوجته ابن،لذا لازما الصوم والصلاة لطلبتهما لكى يرزقهما الله ابنا يفرح قلبيهما، فاستجاب الله الحنون لطلبتهما ومنحهما ابنآ سمياه"يسطس" وابنة سمياها "مدرونه" وفرح الوالدان جدا بهما وربياهما أحسن تربية.

٢_حياة يسطس الأولى:

أحضر أنودولاوس لابنه قسيسآ عالما مباركا،خبيرآ بالكتب المقدسة ونواميس الله، ومملوءآ من الحكمة ،وسلم له ابنه يسطس ليعلمه. فتولى القس تعليمه ،وأحبه، لأنه كان مطيعآ، ومملوءآ من خوف الله منذ حداثته ،ورافضآ لكل شهوات هذا العالم🌏 الزائل.
فلما شب يسطس فى العمر ونما فى العلم، عرض عليه والده الزواج بواحدة من بنات أحد أكابر المدينة، ولكنه لم يبد اهتماما،ولم يعطه إجابة فى هذا الموضوع. 
وبعد قليل ،تنيح أبوه ،ثم تنيحت أمه، ولم يبق له فى الحياة سوى أخته. 

٣_فكرة الخروج من العالم 🌏 :

وإذ شاء الله الحنان أن يعطى للقديس يسطس نصيبآ فى شجرة الحياة لم يدع محبة المال الكثير _الذى تركه أبواه_تدخل إلى قلبه، ولا شيئا من أمور هذا العالم 🌏 الفانى يجذب اهتمامه.
ولكن كل ما استحوذ على تفكيره هو حب الرهبنة بدرجة شديدة جدا،لذلك، فعندما بلغ العشرين من عمره ،فكر فى نفسه أن يهرب سرآ من العالم 🌏 دون علم أخته الشابة _إذ كانت متعلقة بأخيها_وكان ينوى الذهاب إلى برية شيهيت حيث النساك ليلبس الإسكيم المقدس.
فقام حينئذ وذهب إلى أسقف المدينة، وأخبره بعزمه على السفر إلى جبل شيهيت، ثم سلمه كل مقتنياته ليجعلها وقفآ على الكنيسة⛪، ترك كل هذا كى يكون له نصيب فى ملكوت السماوات. 

٤_أخته ترى رؤية:

فى تلك الليلة رأت أخته مدرونة رؤية بكل هذا، فدعته وصارت تبكى أمامه قائلة:"يا أخى يسطس ،أنت تعلم أنك أنت عزائي الوحيد من بعد وفاة أبوينا، وأنهما قد سبقانا إلى الفردوس من أجل أعمالهما الحسنة وهما ينتظراننا هناك ويشتهيان أن ينظرانا فى موضع راحتهما،فإن كنت قد نويت أن تقطع عهدا مع الله، كى تمضى فى طريقهما (إلى الفردوس) فلا تتركنى وحدى لئلا أهلك ،فأسألك يا أخى أن تجيبنى من جهة الرؤية التى رأيتها وهى أنك تود أن تصير "راهبا" 🛐 فحاول القديس أن يهرب من الرد على أخته، ولكنها ظلت فى إلحاحها عليه مستخدمة الرؤية التى أعلنها لها الله ،وموضحة له مستقبله كله حتى الآلام التى تنتظره وإسكيم الرهبنة الذى سيناله، وأصرت على الذهاب معه.
فحاول القديس أن يثنيها عن عزمها لخوفه عليها من المخاطر ،إذ أنها شابة حسنه المنظر ،وهو لا يعلم ما سيصادفه فى الطريق. 
ومن كثرة بكائها أمامه، لم يستطع مقاومتها أو تغيير فكرها. 

قرار أخته الخروج معه متخفية فى زى الرجال:

فقامت أخته بتغيير شكلها بأن قصت شعرها، وتزيت مثله بزى الرجال، وتركت عنها كل زينة وكرامة أرضية، لكى تخرج مع أخيها طالبة طريق الملكوت. 
فلما رأى أخوها شجاعتها ومحبتها للمسيح ،اقتنع أن يأخذها معه، فهيئا نفسيهما للسفر وأعدا بعض المسوح،تاركين وراءهما الأموال والذهب وكل الغنى وخرجا ليلا 🌒دون علم أحد من الناس، وتركا باب بيتهما مفتوحا.
وحيث أنهما كانا متنعمين، فبعد مسيرة يوم واحد نحو البحر تعبا جدا،فقد كانا سابقا يركبان مركبة 🚃 فى أى اتجاه يريدان الذهاب إليه. 
فأرسل الله فى طريقهما راعيا 👳 شيخا يرعى أغنامه، اسمه "سيرا" فهذا أراحهما ، ثم إذا أرادا أن يكملا الطريق، أرسل معهما أحد صبيانه 👦 ليعرفهما الطريق نحو البحر ،حتى لا يتوها فتأكلهما الوحوش،أويسبيهما البربر.
وفى الطريق ،سمع يسطس صوتا من السماء قائلآ له:
"قم الآن ولا تعارض أختك مرة ثانية، لأنى سأعطيكما قوة قلب فى كل شدائدكما" فتعزى القديس_وكذلك أخته_وشكرت الله عندما سمعت هذا الكلام، وكانا خلال سيرهما يعزيان بعضهما بكلام الحياة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3