2020/04/27

القيامة أفراح ممتدة


❇️ فترة الخماسين المقدسة هى امتداد طبيعى وقوى لمكاسب المؤمن وأمجاده التى تحصل عليها بقيامته مع الرب من بين الأموات.
❇️ ويخطئ من يظن أن هذه الفترة قد تكون مدعاة للتكاسل أو الرخاوة الروحية على زعم الاكتفاء بالجهاد المبذول فى فترة الصوم الكبير والذى يصل إلى قمته فى أسبوع الآلام ويتكلل بالفرح والنصرة من خلال القيامة المجيدة لربنا يسوع من بين الأموات،بل بالعكس إن الإنسان الفاهم لأسرار الحياة الروحية مع الله والمدقق فى متابعة منهج الكنيسة فى العبادة والقراءات يجد لذة وشبعآ وسرورآ فائقآ فى معانى الخماسين المقدسة خصوصآ من خلال قراءات أناجيل الآحاد السبعة التى تغطى هذه الفترة فى الليتورجية الكنسية. كما أن هذه الدراسة تذكرنا بالخطوط الروحية واللاهوتية التى كانت تربط قراءات ونبوات وأناجيل الصوم الكبير فى أسابيعه السبعة.

     📌المنهج العام لحياة المؤمن فى الخامسين المقدسة
❇️ هو :الحياة"بالمسيح" و"فى المسيح" القائم من الأموات.
أي:الثبات فى شخص المسيح بقوة قيامته.
أى:استمرار جهادى ونصرتى من خلال المسيح القائم.
❇️ هذه المعانى المترادفة توضح سمو هذه الفترة ومغزاها الروحى العميق لمن يحياها كما ينبغى:إنجيليآ وكنسيآ وروحيآ.
❇️ لقد صام المؤمن العابد وصلى فى الصوم الكبير.. وتزهد وتنسك.. وسجد وتذلل.. وتاب وتنهد.. وعانق الصليب وهتف للمصلوب حتى عاين فرحة القيامة وهلل لها قائلآ:
أخرستوس أنستى :فما هو هدف هذا كله ياترى؟ سوى أن يحيا ويعيش ويثبت على الدوام فى شخص الرب يسوع. لكى ندوم فى هذه النعمة نحتاج إلى حياة فائقة فى الخماسين المقدسة تتضح محاورها فى قراءات آحاد الخماسين المقدسة على الوجة التالى:
❇️ الأحد الأول :(يوحنا١٩:٢٠- ٣١)نرى فيه قوة الايمان بالمصلوب مع الحب واللهفة المستمرة على جراحاته التى بها شفينا. وهذا نراه فى قوة لقاء الرب مع الرسول توما الذى فيه تثبيتآ لايمانه بل وبالأكثر تحقيقآ لأشواق محبته برؤية جراح سيده وتلمسها بنفسه.
❇️ أيها العزيز القائم: الكنيسة فى مطلع الخماسين تلقى بك مع توما فى أحضان وجروح سيدك المسيح القائم من الأموات. اصرخ من فضلك معه بلهفة وقل:ربى وإلهى!
❇️ الأحد الثانى :(يوحنا٥٤:٦-٥٨)نحتاج أيضآ لقوة الحياة الدائمة بالاغتذاء المستمر بجسد الرب ودمة حتى عندما نأكله نحيا به إلى الأبد. وهنا تقدم لنا الكنيسة شخص الرب يسوع باعتباره خبز الحياة الذى كل من يأكله ينال حياة أبدية والرب يقيمه فى اليوم الأخير (لاحظ استمرار فعل القيامة وارتباطه بالافخارستيا)
❇️ الأحد الثالث :(يوحنا ١:٤-٤٢)وفيه ندخل إلى أنهار الماء الحى من خلال لقاء الرب يسوع مع السامرية. ولو أن هذا الإنجيل سبق أن قدمته لنا الكنيسة فى الأحد الرابع من الصوم الكبير كمثال لتوبة النفس وتعرفها على المخلص الحقيقى، إلا أن للكنيسة قصدآ اخرآ فى تقديمه لنا فى فترة الخماسين وهو الارتواء من شخص المسيح ينبوع الماء الحى الذى من يشرب منه لا يعطش إلى الأبد.. وعندما يحيا الانسان بقوة قيامتة مخلصه تنبع من حياته وخدمته حركة روحية باطنية تشبع وتروى كل احتياجاته الروحية والعاطفية والنفسية هو وكل من حوله.
❇️ الأحد الرابع(يوحنا ٣٥:١٢-٥٠)نلتقى مع النور ومصدره وبركات السير فى طريقه.. واضح أن هذا المعنى امتداد طبيعى لبركة القيامة، تلك التى بددت ظلمات الخطية
"... ونحن الجلوس فى الظلمة زمانآ أنعم لنا بنور قيامته من قبل تجسده الطاهر. فليضئ علينا نور معرفتك الحقيقية لنضئ بشكلك المحيى" (قسمة القيامة). والانسان الذى قام من الأموات لاتعود تملك عليه ظلمة الخطية ولا تعمى عينيه،
بل هو يأتى دائما إلى النور لتظهر أعماله أنها بالله معمولة.
❇️ الأحد الخامس(يوحنا١٤) نسمع الرب يسوع ينادينا:" أنا هو الطريق والحق والحياة"وكأنه يؤكد لنا أنه لا طريق آخر للحياة إلا شخصه المبارك هو. فكل من اتحد بشخص المسيح وتمتع بالقيامة معه سار فى الطريق المؤدى للحياة الأبدية ليفوز بالنجاة وخلاص نفسه،وأما من لم يتلاق بعد مع الرب فهو فى الظلمة يسير ولا يعرف إلى أين يمضى لأن الظلمة قد أعمت عينيه. وفى نفس الوقت يدخل فى متاهة الضياع لأنه فقد معالم الطريق بل حاد عن الطريق كله بفقده المسيح الذى قال عن نفسه "أنا هو الطريق"
❇️ الأحد السادس(يوحنا ٢٣:١٦-٣٣)نتغنى بأغلى وأعذب مكاسب القيامة والاتحاد بربنا يسوع وهى النصرة والغلبة، نسمعه يندينا "كلمتكم بهذا ليكون لكم فى سلام. فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو٢٣:١٦).
إن المؤمن القائم من الأموات هو غالب ومنتصر وهو يظل منتصرآ على الدوام. لذلك كل جهاد نعيش فيه وكل نصرة ونقوم فيها هى تأكيد حى وبرهان عملى على استمرار تمتعنآ بالقيامة وأيضآ استمرار رحلة أفراحنا فى الخماسين المقدسة وما بعدها.. بل طوال أيام العمر وحتى الأبدية السعيدة.
❇️ الأحد السابع(العنصرة) ختام فترة الخماسين
(يو٢٦:١٥-١٥:١٦)نأتى إلى يوم العنصرة العظيم الذى يدخلنا إلى شركة عميقة مع الروح القدس.. مع عطيته وثماره ومواهبه فى الكنيسة وفاعليته فينا وعمله فى الأسرار والليتورجية وشفاعته من أجلنا باعتباره الروح النارى العظيم (على حد تعبير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس
فى رسائله عن الروح القدس) وهو المحامى والشفيع والمدافع والمعزى.

💠إنه ختام نارى عظيم جبارة مفرحة نعيشها فى الكنيسة هى فترة الخماسين المقدسة،والتى بنهايتها نتهيأ لمعايشة الروح القدس من خلال كرازة آبائنا الرسل الأطهار وصومهم الطاهر ودراسة سفر أعمالهم المجيدة.
           ❇️ حقآ إن قيامة فادينا المجيدة وقيامتنا نحن معه                         هى أفراح ممتدة❇️

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3