❇️ اليوم الذى قام فيه الرب من الأموات كانت الأبواب مغلقة (لاحظ تشديد اللام)، والتلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود. وهنا نري مشكلتين في موقف التلاميذ:
- العليقة المغلقة - الخوف الداخلى
❇️ وهذان لا حل لهما إلا بالمسيح القائم ومن خلاله،فهو وحده الذى يخترق الأبواب المغلقة وينزع الخوف واهبآ سلامه "وقف فى الوسط وقال لهم سلام لكم... فقال لهم يسوع أيضآ سلام لكم" (يو١٩:٢٠ _ ٢١)وأيضآ منحهم نعمة الفرح "ففرح التلاميذ إذ رأو الرب" (٢٠:٢٠).
❇️وعلى المستوى الروحى تمثل العلية المغلقة بالنسبة للانسان مشاكل كثيرة فى مسيرة حياته الروحية فهى تعبير رمزى عن التقوقع على النفس وانغلاق الفكر وفقدان البصيرة والجهل بأسرار معرفة الله. ومن أكثر العوامل التى تؤدى إلى حبسنا داخل علية مغلقة انحصار الانسان فى ذاته وفقط ،فلا يدرك رحابة الشركة المقدسة مع المؤمنين أو رسالته الايجابية تجاه بنيان النفوس وخلاص العالم. كما أن الخوف من البشر والسلاطين والحكام وبطش الأشرار يؤدى إلى مزيد من انحصار النفس والوقوع تحت طائلة الخوف أو الجزع. هنا لا يحل القضية سوى مزيد من تذوق محبة الله لأن "لا خوف فى المحبة بل المحبة الكاملة تطرد الخوف إلى خارج لأن الخوف له عذاب وأما من خاف فلم يتكمل فى المحبة" (١يو١٨:٤).
❇️الانسان المنحصر فى ذاته يخاف من الآخرين فيغلق على نفسه الأبواب ،أما الذى تلامس مع القيامة واستيقظ من بين الأموات واتحد بالمسيح القائم فهو إنسان يدخل إلى علية جديدة مفتوحة ورحبة هى قلب الله الواسع المريح وهناك" يخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى "(يو ٩:١٠).وربما تقودنا أيضآ كلمة "الأبواب مغلقة" إلى تذكر قدرة الرب أن يفتح كل الأبواب الموصدة والمنافذ المغلقة فهو "القدوس الحق الذى له مفتاح داود الذى يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح" (رؤ٧:٣).لذلك قد يحاول الشيطان أن يغلق علينا الفكر والمشاعر والحواس لكى يعزلها عن الاتصال بالمسيح والتأمل فيه والتمتع به، لكن هذه المحاولة تبوء بالفشل إن تمسكنا بمسيحنا القائم الذى نثق فيه أنه يدخل إلينا ولو كانت الأبواب مغلقة ،سواء كنا نحن الذين أغلقناها بسبب الخوف وضعف طبيعتنا البشرية أو ربما أغلقها علينا آخرون ورضينا نحن بذلك.
📌من الانغلاق والخوف كعلامات سلبية غير مريحة ننتقل سريعآ إلى منح السلام وفرح الرؤية ونفخة الروح وسلطان المغفرة:
❇️لقد سبق الرب فوعد تلاميذه والمؤمنين باسمه أن يعطيهم سلامه ليس كما يعطى العالم 🌏 (يو٢٧:١٤)والكنيسة فى كهنوتها الشريف المستمد من رئيس الكهنة الأعظم تمنح السلام دائمآ لشعبها فى كل فرص العبادة والحياة الليتورجية (ايرينى باسى-السلام لجميعكم).
❇️والفرح شديد الارتباط بالسلام،والتركيز هنا فى هذا الظهور على حقيقة الفرح برؤية الرب. هذة الرؤية لا نتطلب فيها الآن أن نرى الرب فى هيئته الجسدية التى عرفها تلاميذه، إذ يقول بولس الرسول:"إن كنا عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الآن لا نعرفه بعد" (٢كو١٦:٥) لكن مجالات رؤية الرب كثيرة وممكنة بالحواس الداخلية، والانجيل المعاش،ومحفل الكنيسة المقدسة، والوجود فى معية الرب وحضرته الإلهية بالصلاة والتسبيح.. فى هذه كلها نرى الرب فنفرح كالتلاميذ.
❇️ولم تقتصر البركة على عطية السلام والفرح فحسب بل أن السيد المسيح له المجد نفخ فى وجوه تلاميذه وقال لهم:"اقلبلوا الروح القدس" (يو٢٢:٢٠).هذه النفخة كانت بقصد إعطاء تفويض خاص للتلاميذ ليباشروا اختصاصآ كهنوتيآ هامآ هو سلطان الحل والربط فى مغفرة الخطايا وهو السلطان الكهنوتى المرافق لعمل الكهنوت فى سر الاعتراف وتتويب النفوس.
❇️يارسل المسيح وتلاميذه المكرمين :
ما أعجب عمل القيامة فيكم،ويالعظم بركات ظهور الرب لكم. إنه ينقلكم من نفوس محصورة بالخوف داخل علية مغلقة إلى أوانى فرحة مملوءة بسلام الله ومزودة بسلطان الكهنوت!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك