بين القديم والجديد

بين القديم والجديد

يتساءل البعض: إذا كان المسيح قد كسر بصليبه سلطان الخطية وهزمها، فلماذا لا نزال نخطئ؟!.. وإذا كُنّا قد اعتمدنا وصرنا أبناء الله، فلماذا نحن ضعفاء ونسقط في خطايا كلّ يوم؟.. يمكن تلخيص الإجابة في السطور التالية..
المسيح إلهنا جاء إلى العالم ليفدينا ويجدِّد طبيعتنا التي فسدت بسبب الخطية.. فمات على الصليب وحمل خطايا العالم كله وفداه.
ونحن نأخذ نصيبنا من فداء المسيح بالإيمان والمعمودية، فنُدفَن مع المسيح ونقوم معه بطبيعة جديدة، نقيّة وقويّة بعمل الروح القدس فينا، فلا يكون للشيطان سلطان علينا.. ولكن ليس معنى هذا أننا لا يمكن أن نخطئ، فنحن مازلنا في هذا الجسد المادي القابل للخطأ والقابل للموت، ولم نأخذ بعد الجسد الروحاني، جسد القيامة، غير القابل للموت..
ولكننا أخذنا في المعمودية قوّة جديدة بمؤازرة الروح القدس نستطيع بها أن ندوس الحيّات والعقارب وكل قوة العدو، فلا يتسلّط علينا شيء..
كل ما يفعله الشيطان الآن أنه يعرض علينا الخطية مثلما فعل مع السيد المسيح على الجبل وقت التجربة. فإن قبلنا مشورته وأفكاره الشريرة التي يعرضها علينا نبلع الطُعم، فيصطادنا في شباك الشرّ وعبوديّة الخطيّة.. أمّا إذا رفضنا مشورته الخبيثة نظلّ حافظين أنفسنا في حريّة مجد أولاد الله..
لقد أخذنا في المعموديّة الإنسان الجديد المولود بحسب الله الذي لا يخطئ، ويلزمنا أن نعمل على نموّه فينا بالتغذية الروحيّة المستمرّة حتّى ينضج.. كما أنّه لا يزال معنا الإنسان العتيق الذي يلزمنا أن نصلب كل يوم ميوله الرديئة ونُميت أعماله الشرّيرة، أمّا إذا تركناه يعمل فسيجعلنا نخطئ، إذ أنّ الشيطان يشاغبنا من خلاله..!
من هنا نفهم أننا عندما نخطئ فإنّنا نخطئ بالإنسان العتيق، لأن الإنسان الجديد المولود من الله فينا بالمعموديّة لا يخطئ "كل مَن هو مولود من الله لا يفعَل خطيّة، لأن زرعه يثبت فيه، ولا يستطيع أن يُخطئ، لأنّه مولود من الله" (1يو3: 9).. وأيضًا له القدرة على السيطرة على الإنسان العتيق إن عِشنا بالروح وأعطينا قيادة حياتنا لروح الله الموهوب لنا في المعموديّة والميرون..
ولكن أيضًا لنا رجاء أنّه إن ضعفنا وأخطأنا، واعترفنا بخطايانا، فالله أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهِّرنا من كل إثم (1يو1: 9)، بقوّة الغفران النابعة من دمه المسكوب على الصليب، والذي به قدِّم لنا فداءً أبديًّا..!