2020/04/18

مزمور رقم 45

إلهنا ملجأنا

هذه الكلمة الجميلة هي بداية المزمور رقم 45 الذي نصلّيه في الساعة الثالثة من صلوات الأجبية اليوميّة.. وهذا المزمور مملوء بالثقة في محبة الله وقوّته ورعايته، مهما كانت الأخطار محيطة بنا، أو كانت الشدائد قاسية وثقيلة..

لعلّنا نحتاج، في وسط الظروف الصعبة التي يعيشها العالم الآن، أن نتأمّل قليلاً في بعض آيات هذا المزمور:

+ "إلهنا ملجأنا وقوّتنا، ومعيننا في شدائدنا التي أصابتنا جدًّا".. هذه حقيقة جميلة أنّنا في وسط الشدائد الثقيلة والخطيرة لنا ملجأ وحِصن حصين نحتمي فيه ونتقوّى به.. "اسم الرب برج حصين يركض إليه الصِدِّيق ويتمنّع" (أم18: 10).. فعندما تحيط بنا الشدائد والمخاطر، نهرب إلى الله بالصلاة، ونسرع إلى الصليب ونحتمي تحت ظلّ جناحيّ الرب، فهو الذي وصف نفسه بالطائر الذي يجمع فراخه تحت جناحيه (لو13: 34).. ونقول مع المرتِّل: استظلّ بستر جناحيك.. بظلّ جناحيك أبتهج.. بظلّ جناحيك أعتصم إلى أن يعبر الإثم (مز60، 62، 56)..

+ "لذلك لا نخشى إذا تزعزعت الأرض، وانقلبت الجبال...".. أولاد الله لا يخافون أبدًا لأنهم يحتمون في محبة المسيح وقوّته.. فهم في رعاية إله قدير يحفظهم ويرعاهم، ويستخدم كلّ الأمور لخيرهم..

+ "مجاري الأنهار تُفَرِّح مدينة الله، لقد قدّس العليّ مسكنه".. هذا هو سرّ آخَر من أسرار ثبات أولاد الله وقوّتهم، أنهم يتغذُّون باستمرار بعمل الروح القدس.. وهذا الروح يجري في الكنيسة مدينة الله كما تفيض الأنهار في قوّة وسلاسة، فتروي وتُغني وتُحيي الأرض.. فمن خلال الأسرار المقدّسة والصلاة والكلمة الإلهيّة يعمل الروح ويُغني أولاد الله، ويقدِّسهم أيضًا.. هذا هو الروح الذي أودعه السيّد المسيح في الكنيسة، تحقيقًا لوعده: "لا أترككم يتامي" (يو14: 18).. "مَن آمن بي.. تجري من بطنه أنهار ماء حيّ" (يو7: 38).. "إن عطش أحد فليُقبِل إليّ ويشرب" (يو7: 37).. "مَن يعطش فليأتِ، ومَن يُرِد فليأخُذ ماء حياة مجّانًا" (رؤ22: 17).. هذه هي مجاري الأنهار التي تفرّح مدينة الله وتقدّسها..!

+ "الله في وسطها، فلن تتزعزع.." الله في وسط أولاده، وفي وسط كنيسته، وقوّته الهائلة تسندها، وروحه القدوس يغنيها، ووعوده الصادقة تعزّيها، كما جاء في نبوّة إشعياء: "الجبال تزول، والآكام تتزعزع، أمّا إحساني فلا يزول عنكِ، وعهد سلامي لا يتزعزع، قال راحِمُكِ الرب.. كل بنيكِ تلاميذ الرب، وسلام بنيكِ كثير.. بالبِرّ تُثَبَّتين، بعيدةً عن الظلم فلا تخافين، وعن الارتعاب فلا يدنو منكِ.." (إش54: 10-16).

+ "الرب إله القوّات معنا، ناصرنا هو إله يعقوب".. هذه هي أنشودة الانتصار، التي نتغنّى بها على مرّ الزمان.. نصلّي ونلجأ إلى الله مرتِّلين مع معلّمنا القديس بولس الرسول: "إن كان الله معنا، فمَن علينا" (رو8: 31).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3