أيها المتعب وثقيل الأحمال .. أنا القيامة أقترب منك .. أطرق على بابك .. أبسط يدى طول الليل وطول النهار .. أناديك بصوت عالى
أود أن أشرق عليك بشمس برى .. أريد أن أنير عقلك وأضئ فهمك .. دعنى أعرفك أكثر من أنا وماذا أعمل .. وأين أعمل .. وكيف أعمل ..
أنا القيامة المجيدة ... مسكنى فى المسيح ... أعمل به وأحيا فيه ... هو الذىقال لكم " أنا هو القيامة والحياة من امن بى ولو مات فسيحيا "
أنا القيامة ... أذهب مع المسيح الحمل حيثما يذهب .. وأجول معه أينما يجول يصنع خيرا .. أنا ملتصقة به كل الأيام ..
أنا القيامة أتبع الراعى الأمين حيثما يرعى .. أنا أرعى فيه أولا .. وبى يطلب الضال ويرد المطرود ويجبر الكسير .. وأسكن فى قلوبهم جميعا .. وأهمس فى أذهانهم وأجعلهم يفرون من الخطية ويقولون لها " لا تشمتى بى يا عدوتى إن سقطت أقوم ... إذا جلست فى الظلمة فالرب نور لى "
السيد المسيح هو القيامة ... وإذا كان يبدو الصليب فى الامه وفى عاره محطما للأمل انظر إلى القيامة التى تحطم كل يأس ...
أنا القيامة وأعمل سريعا فى قلوب وأذهان أولادى وأتباعى ...
هم يحبوننى لأنهم بمعرفتى أنا القيامة رجموا الخوف وقتلوا الموت ... وقالوا " أين شوكتك يا موت .. أين غلبتك ياهاوية " ...
أنا القيامة ... وأقيم فى قلوب أولادى .. ومن تعاليمى أدركوا الحقيقة بأن الموت الأول يتساوى فيه الجميع ... فالكل يموتون طال العمر أو قصر .. ومصير كل إنسان أنه سيعود إلى التراب ... حتى الذى يقتل أيضا ويفرح بموت المقتول هو كذلك مصيره الموت ...
هم أيقنوا الدرس ... وعرفوا أن واجبهم هو أن يغلبوا الشر بعمل الخير ... وأن يكونوا أمناء حتى الموت ... وبهذا لا يؤذيهم الموت الثانى ...
أنا القيامة وقلبى متشوق أن يعمل فى الجميع ... وعندما يقبلنى أحد من بين إخوة كثيرين تظهر كل أعمالى المفرحة على قلبه ووجهه وفى كل تصرفاته ... فمثلا إن فقد هؤلاء الإخوة عزيز لديهم يتكبد الكل حزنا وألما ووجعا يدوم ... بينما ابنى الذى قبلنى وتبعنى واستجاب لصوتى سيتألم فقط للفراق ويعمل بتعاليمى ويقول لنفسه " لا تحزنى كالباقين الذين لا رجاء لهم " ....
أنا القيامة ... وعملى هو أن أمسح كل دمعة من عيون أولادى هنا على الأرض وهناك فى مسكنى الأبدى ... وهذا ما صنعه المسيح القيامة والحياة ... فالكلمة الأولى التى قالها لمريم بعد القيامة هى " لا تبكين "... هذا هو شعار القيامة "لا تبكين " ...
أنا لا أمسح الدموع فقط بل أعطى محبى قوة أعظم من كل قوة مضادة يحاربون بها ... وبسبب القوة التى فى أعماقهم يشك محاربيهم فى أنهم يملكون أسلحة وذخائر مخبأة ... والحقيقة هى أنهم لا يملكون سوى كلمة الله الحية التى هى أمضى من كل سيف ذى حدين ..
كلمة الله هى القيامة المجيدة التى كانت مخبأة فى قلب داود النبى لكى لا يخطئ إلى الله .. وهى التى وقف بها داود الغلام أمام جليات الجبار قائلا " أنت تأتى إلى بسيف ورمح وأنا اتى إليك بأسم رب الجنود _ بقوة القيامه _ "...
أنا القيامة .. أنا التى أزرع فى قلوب أولادى الحنين إلى الأبدية ... ومن يتذوقنى لا يطلب الموت يأسا من الام هذا الدهر إنما يتشوق أن يقيم معى وعندى ... وهذا كل ما يتمناه أولادى ...
لقد عرفنى وأحبنى بولس الرسول ... وقال " لى أشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح " ... وتذوق طعمى ابنى أغسطينوس وصرخ قائلا " إنى أشتهى الموت لكى أراك ولا أريد العيش بعد كى أحيا معك "... ومن عرفنى أنا القيامة لا يحتمل أن يعيش بعيدا عنى كما قال ابنى الشيخ الروحانى " من راك _ أيها المسيح القيامة _ واحتمل ألا يراك " ...
من الذى غير مفاهيم الإنسان سواي أنا القيامة المجيدة ؟!.. من الذى نقل فكر الإنسان إلى الابدية ؟!... ألست أنا ؟!.. من الذى أصعد الإنسان من العمق إلى النور ؟!... من الذى أعطاه الحياة من الموت ؟!... ومن الذى أنعم عليه بالحرية من العبودية ؟!؟؟؟ ألست أنا قاههرة الموت وكاسرة شوكته ؟!...
أنا القيامة ... وبعد قيامة السيد المسيح أطوف فى كل مكان وأتمم رسالتى .. أعمل فى الناس قبل موتهم ... وبعد موتهم ...
قبل موتهم أشجعهم ... وأقويهم ... وأسندهم ...وأحطم اليأس من بينه .. وأغرس الرجاء فى قلوبهم .. فمعى يقولون " إن الام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا "...
وبعد موتهم أنا أأتى سريعا إليهم .. وأحملهم على ذراعى وأستقبلهم وأقيمهم فى ديارى .. وأمسح كل دمعة من عيونهم ... ألبسهم ثياب جمالى .. ثياب المجد ... أرفعهم وأجلسهم معى على عرشى ..
أنا القيامة المجيدة .. أنا الميراث لكل أولادى .. والميراث هو أنهم يحيون فى الله والله فيهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك