2020/08/07

الأنبا يوساب الأبح

 

الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا و أخميم (1735_ 1826م) نشأة القديس ولد الطفل يوسف عام 1451للشهداء الموافق 1735 م. من أبوين بارين أمام الله .فكان والده من أغنياء قرية النخيلة وكان مشهودا له بالتقوى والعطف على الفقراء والمساكين والقيام بأعمال الخير والمحبة . أما أمه فكانت إمرأة فاضلة تعتنى بالأسرة وتهتم بكل فرد فيها وتحرص على إرتباطهم بالكنيسة والحياة مع الله إلتحق يوسف منذ حداثته بكتاب القرية التابع للكنيسة فتعلم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة القبطية . وحفظ المزامير . وصار يتلوها فى كل وقت فى خشوع وهيبة كما يليق بروح الصلاة وأحب الكتاب المقدس وكان مداوما على القراءة فيه . كما أحب قراءة سير القديسين . والتشبه بهم كان يوسف يساعد والده فى أعمال الزراعة سالكا فى كل أموره بروح الخدمة والإتضاع فأحبه الجميع فكان ينمو فى القامة والنعمة رهبنته عندما بلغ يوسف نحو 25 عاما أراد والده أن يزوجاه ولكنه رفض معلنا لهم إشتياقات قلبه لحياة الرهبنة .وبعد أن أخذ بركتهما إتجه إلى مقر دير القديس الأنبا أنطونيوس ببلدة بوش وعندما مثل بين يدى القمص إبراهيم الأنطونى كشف له رغبته فى الحياة الرهبانية فقبله وباركه وطلب من الأباء الشيوخ أن يتعهدوه فعاش يوسف تحت تدبيرهم فترة من الزمن أظهر فيها وداعته وطاعته بعزم صادق للسلوك فى الحياة الرهبانية فزكاه الأباء الشيوخ لدى رئيس الدير الذى باركه وأرسله إلى الدير بالبحر الأحمر .فلما وصل القافلة أخذ على عاتقه الجهاد الروحى وخدمة الرهبان بكل طاعة وحب ووداعة .فاكتسب محبتهم فزكوه للرهبنة فرسم راهبا باسم الراهب يوسف الأنطونى جهاده وفضائله وجدت النعمة الإلهية قلبه مستعدا للعمل الروحى منذ رهبنته فجاهد جهاد القديسين ساعيا نحو نقاوة قلبه فى كل صلواته وأصوامه ونسكياته بمحبة حقيقية وقلب متضع خدم الاباء الشيوخ بالدير وكان يلبى كل إحتياجاتهم بأمانة كما إنه عكف على دراسة المخطوطات الموجودة بمكتبة الدير وكل الكتب الكنسية واللاهوتية والتاريخية فازداد علما على علمه وحينما وجد الاباء نموه الروحى . زكوه ليرسم كاهنا فرسم قسا فإمتلأ من النعمة الإلهية وصار وجهه منيرا بالإستنارة الروحية المقدسة وغدا كوكبا لامعا فى جبل القلزم فزاع صيت قداسته فى كل مكان . وإنتشرت رائحة فضائله العطرة فى كل أرجاء الوسط الكنسى إختياره أسقفا سمع البابا يؤنس الثامن عشر عن صيت أبونا يوسف الأنطونى فاستدعاه إلى البطريركية وقربه إليه وجعله تلميذا له . ثم رسمه أسقفا على جرجا وأخميم عام 1791 باسم الأنبا يوساب فكان يوما مفرحا لرسامة هذا العالم اللاهوتى الروحانى الكبير وإصلاحا لكرسى جرجا وأخميم الذى كان قد تعثر بسبب كثرة الطوائف والمعتقدات وقبولها على كل المستويات الكنسية والشعبية الأنبا يوساب الراعى الأمين منذ أن وطأت قدمى الأنبا يوساب مقر كرسيه أخذ على عاتقه إفتقاد شعبه مصليا فى كل كنيسة وواعظا وكارزا ومثبتا للعقيدة والإيمان الأرثوذكسى السليم .فأخذ يطوف البلاد شرقا وغربا وكل القرى التابعة لكرسيه فكانت عظاته ومقالاته سببا فى إستقرار الأرثوذكسية فى قلوب المؤمنين .كما قام بتقويم أخلاق شعبه وثبت الروح المسيحية والسلوك المسيحى حتى تمكن من إبطال بعض العادات الرديئة خاصة أثناء الصلاة بالكنيسة كما نجح فى القضاء على الخصومات والمشاجرات بين أفراد شعبه مما جعل الجميع يلتفون حوله ويحبونه لماذا لقب الأنبا يوساب بالأبح هناك رأى يقول بأن أسرته كانت تلقب بأسرة الأبح فكان يعرف باسم إبن الأبح وهناك رأىاخر: أنه كان يصاب ببحة فى صوته لكثرة عظاته اليومية مع نسكة وضعف جسدة لذلك أطلق عليه إسم الأنبا يوساب الأبح محبته للفقراء ولديره كان الأنبا يوساب رحوما بالفقراء .ولا يأخذ بالوجوه .ولا يحابى بين المتقاضين .فأصبحت أموال الريبارشية فى خدمة المحتاجين والفقراء وإذا تبقى شئ كان يرسله إلى الدير الأنبا أنطونيوس مساعدة فى تعميره كتابات الأنبا يوساب الأبح لم يكن الأنبا يوساب واعظا فقط بل كاتبا لرسائل ومقالات وكتب روحية ولاهوتية كثيرة من ضمنها رسالة لاهوتية روحية موجهة إلى شعبه يتحدث فيها عن بعض القضايا الإيمانية والفضائل المسيحية كتاب سلاح المؤمن كتاب الدرجكتاب نداء إلى معالم التوبة كتاب ندر الصومكتاب الأبناء السبعة بالإضافة إلى مقالات عديدة لمناسبات كثيرة بعض من أعماله 

قام بتشييد كنيسة كبيرة بجرجا رسم عددا من الاباء الكهنة المباركين 

إشترك فى عمل الميرون المقدس بالكنيسة المرقسية بالأزبكية كان البابا يؤنس يكلفه بالرد على كل المكاتبات والرسائل العقائدية مبينا المفهوم الإنجيلى الصحيح شارحا العقيدة فى المفهوم الأرثوذوكسى الأنبا يوساب يرثى قديسين البابا يؤنس الثامن عشر كان البابا قد تنيح فى السابع من شهر يونيه 1796 وتم تجنيزه ونقل جثمانه الطاهر إلى مقبرة الاباء البطاركة بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة وقام الأنبا يوساب الأبح برثائه رثاء موثرا المعلم إبراهيم الجوهرى كان من أشهر الأراخنة الأقباط فى ذلك العصر وكانت علاقته بالأنبا يوساب الأبح علاقة محبة قوية كما كان محبا للقديس الأنبا أنطونيوس ولديره ولكل المحتاجين والمعوزين .لذلك رثاه الأنبا يوساب الأبح فى يوم جنازته بكلمة قوية ومؤثرة عزت القلوب الحزينة وأراحت النفوس الكسيرة أمام الألوف من الشعب وعلى رأسهم والى البلاد إبراهيم بك فى سنة 1795م  نياحة الأنبا يوساب الأبح تقدم القديس الأنبا يوساب فى الأيام وأدركته متاعب الشيخوخة وأصبح عمره 91 عاما لذلك لزم دار البطريركية بالقاهرة فى ضيافة البابا بطرس الجاولى ولكنه كان يشتاق أن ينطلق إلى السماء ويسلم روحه وهو فى أحضان الدير الذى أحبه وترهب فيه فاتجه إلى الدير بالجبل بالبحر الأحمر فاستقبله الرهبان بالفرح والتهليل .وبعد أن أقام بالدير فترة فاضت روحه الطاهرة بيد الرب فى 17 طوبة سنة 1542 ش الموافق 25 يناير 1826 فقام الرهبان بتجنيزه ودفنه فى طافوس الدير . وهكذا تنيح هذا القديس العظيم بعد أن عاش 91 عاما منها 25 عاما قبل الرهبنة و31 عاما راهبا بالدير و35  عاما أسقفا على كرسى جرجا و أخميم وقد سجل أسمه  وسيرة حياته فى كتاب السنكسار يوم 17 طوبة إعترافا بقداسته ودوره فى تثبيت الإيمان جسد الأنبا يوساب سمحت الأرادة الإلهية أن تحفظ جسد القديس متماسكا رغم مرور 184 عاما على نياحته ففى سنة 1965 تم نقل هذا الجسد المتماسك من الطافوس ليوضع داخل الكنيسة بالدير . وهو حاليا موضوع فى مقصورة زجاجية بكنيسة الاباء الرسل بالدير . كما يقوم نيافة الأنبا يسطس رئيس الدير ومعه الاباء الرهبان بوضع الحنوط حول الجسد فى عيد نياحته 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3