2020/08/19

عيد التجلى






تحتفل كنيستنا فى هذا الشهر بعيد التجلى , وهو عيد يعلن فيه ربنا يسوع مجده الإلهى...كما يظهر فيه التقاء العهدين القديم بالجديد ( فيلتقى موسى و إيليا مع بطرس ويعقوب ويوحنا فى حضور الرب ) .

   ولكن عيد التجلى يعلن أيضا عن موقف روحى ضرورى نحتاجه جميعا فى حياتنا الروحية وهو موقف الشبع بالمسيح فعندما نظر بطرس إلى وجه الرب فى موقف التجلى صرخ قائلا: يارب جيد أن نكون ههنا (مت 4:71) وهو موقف استطاع فيه بطرس  أن يتخلى عن كل ملذات العالم لأنه شعر أنه قد اكتفى وشبع برؤية الرب.

والجوع الداخلى فى حياة الإنسان يظهر فى صور كثيرة كجوع المشاعر أو الجوع إلى شهوات العالم ,أوالجوع إلى تحقيق الذات وتمجيدها ,أو الجوع إلى المال ...ألخ من صور الجوع الداخلى التى قد تظهر فى العديد من صور الإدمان والانحرفات النفسية أو السلوكية .والعلاج الوحيد لذلك الجوع هو الشبع بالمسيح.


والكتاب المقدس يقدم لنا عدة أمثلة للنفوس الجائعة , مثل بلعام الذى اشتهى المال وبهذه الشهوة تخلى عن وصية الرب ومثل المراة السامرية الجائعة إلى الحب وبهذا تمررت حياتها فى علاقات غير مشبعة (يو 9:4) 


كما يقدم لنا الكتاب المقدس أيضا أمثلة لنفوس شبعى استطاعت أن تكتفى بمحبة الرب ,وهكذا كان أبرام الذى استطاع أن يترك كل شئ من أجل الخروج وراء الرب (تك 4:21) اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الارض التى أريك وهكذا كانت المرأة السامرية التى شبعت من محبة الرب فاستطاعت أن تترك حياتها القديمة وتتغلب على مخاوفها الدخلية وتصير كارزة باسم الرب.
وهكذا أيضا استطاع بولس الرسول أن يقول ما كان لى ربحا, فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة (فى 7:3) 


وكذلك أيضا يظهر لنا تاريخ الكنيسة قصص كثيرين استطاعوا أن يشبعوا بالرب وهذا الشبع جعلهم فوق كل ملذات ومغريات العالم. بهذا الشبع استطاع أولاد الملوك مكسيموس ودوماديوس أن يتركا مجد الملك , وبهذا الشبع استطاع أرسانيوس أن يترك كرامة العالم ليعيش بين بسطاء النساك الأقباط لأنه شبع بالرب, وبهذا الشبع استطاع موسى الأسود أن يستبدل حياة الشر بحياة طاهرة مسالمة نقية.


الشبع بالرب هو حالة نستطيع أن نقتنيها من خلال حرصنا على :
1_الشكر : شاكرين كل حين على كل شئ (أف 2:5)

2_ممارستنا الروحية التى نمارسها بالروح : نشبع فى مخادعنا بصلواتنا , وتأملاتنا فى كلمة الله , وحضورنا الدائم فى بيت الرب , وارتباطنا بالأسرار والتسبيح , وبالتدرب على محبة وشركة القديسين.

3_الدفئ الأسرى السليم : فالابن الذى يشبع من محبة أسرته يستطيع أن يدرك محبة الرب ويتذوقها من خلال ممارسة الحب الأسرى داخل البيت المسيحى .

4_الخدمة الروحية : والإنسان المسيحى الذى يشترك فى احتياجات الاخرين من خلال الخدمة تمتلئ حياته بالشبع , فيشبع بالرب وبمحبة الإخوة , ولا يعود فى احتياج إلى شئ .

فى تذكار الاحتفال بعيد التجلى أن نراجع أنفسنا : هل تمتلئ حياتنا شبعا بالرب أم نحتاج أن نراجع طرقنا ؟

يقول معلمنا  بولس الرسول عن شعب إسرائيل فى البرية : 

وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا _ لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح ( 1كو 4:10) 


إليك يارب أصرخ . يا صخرتى لا تتصامم من جهتى (مز 1:28) .

هلم نرنم للرب نهتف لصخرة خلاصنا (مز 1:95) .

أحبك يارب يا قوتى . الرب صخرتى وحصنى ومنقذى (مز 1:18 , 2"2 صم 22 :2).

إلهى صخرتى به أحتمى . ترسى وقرن خلاصى وملجاى (مز 2:18"2 صم 3:22) .

اسمع يا الله صراخى واصغ إلى صلاتى .من أقصى الأرض أدعوك إذا غشى على قلبى . إلى صخرة أرفع منى تهدينى .لأنك كنت ملجا لى برج قوة من وجه العدو (مز 1:61 1_3) .

هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود : أنا الأول و أنا الاخر ولا إله غيرى ... فأنتم شهودى . هل يوجد إله غيرى ؟ ولا صخرة لا أعلم بها ( إش 6:44 "8) .

إنى باسم الرب أنادى . أعطوا لإلهنا .هو الصخر الكامل صنيعه . إن جميع سبله عدل .إله أمانة لا جور فيه . صديق وعادل هو ( تث 3:23"4) .

روح الرب تكلم بى وكلمته على لسانى . قال إله إسرائيل .إلى تكلم صخرة إسرائيل . إذا تسلط على الناس بار يتسلط بخوف الله (2صم 2:23 "3) 

ألست أنت منذ الأزل يارب إلهى قدوسى ؟ لا نموت .يارب  للحكم جعلتها ويا صخر للتأديب أسستها (حب 12:1) 

حى هو الرب ومبارك صخرتى ومرتفع إله خلاصى ( مز 46:18) 

لأنه من هو إله غير الرب ! ومن هو صخرة سوى إلهنا (مز 31:18) 


    
    فإذا كان داود يقول بالروح القدس : من هو صخرة سوى إلهنا فمن يجسر أن يقول أن بطرس هو الصخرة التى بنيت عليها الكنيسة وإلا فماذا يكون السيد المسيح !؟

 وكان الرب قد أمر موسى ؟أن يضرب الصخرة بعصاة مرة واحدة حتى تخرج لشعب إسرائيل ماء ليشربوا منه . وكانت هذه الصخرة ترمز إلى السيد المسيح الذى صلب على خشبة الصليب مرة واحدة وسكب الروح القدس ليرتوى منه المؤمنون باسمه كقوله المبارك من أمن بى كما قال الكتاب تجرى منه بطنه أنهار ماء حى (يو 38:7) 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3