2020/07/21

أبا باخوم أب الشركة

 (٢٩٢ -  † ١٤ بشنس عام ٦٢ش/٩ مايو٣٤٦م)

أبا باخوم الملقب ”أب الشركة“ (٢٩٢-†٣٤٦م)  هو مؤسس نظام رهبنة الشركة (اي الرهبنة المجتمعية المهيكلة) ، ولذلك تحتوي سيرة أبا باخوم على سجل حدث كبير ألا وهو ”أصل نشأة الحياة المسيحية الرهبانية المجتمعية في القرن الرابع الميلادي“. ولا يمكن حصر نتائج هذا الحدث على الكنيسة في العالم كله ، وبالتالي على المجتمع الإنساني ، والذي لا تزال نتائجه مستمرة.

حدث ذلك في صعيد مصر بمبادرة من باخوم ، وهو شاب قبطي كان قد تحول إلى المسيحية وتعمد مؤخرًا ، وكان لا يعرف اليونانية ولا اللاتينية وكان يعرف القبطية فقط ، ونشأ في أقصى صعيد مصر قرب طيبة ، في منطقة هامشية لمراكز الحياة المدنية الكبرى في الإمبراطورية الرومانية.

وقد تميزت ظاهرة الحياة الرهبانية المجتمعية في نظام باخوميوس بنمو سريع جداً بحجم مذهل ، فها تسعة أديرة في قنا وجنوبها في أقصي صعيد مصر في أيامه ، ثم أثنا عشر ديراً في وقت لاحق ، وكلها كانت أديرة عملاقة بلغ مجموع الساكنين فيها آلاف الرهبان ، ثم تلى ذلك إنبثاقات عفوية لتجارب مماثلة تستلهم رهبنة باخوميوس في مناطق حضرية أقل نائية. وقبل نهاية القرن الرابع ، كان للباخوميون أديرة شركة شقيقة في بونتوس وكابادوكيا في آسيا الصغرى، وفي سوريا وفلسطين ، ثم في إيطاليا وشمال إفريقيا وغالة (بلاد الغال - فرنسا) - وهذه نذكرها فقط لآنها الأكثر شهرة لنا من خلال آثارها الأدبية.

ومنذ البداية ، حققت حياة المجتمع المسيحي في رهبنة الشركة الباخومية درجة من الإنتشار يصعب منافستها ، ونموًا استثنائيًا بين شعب منطقة كان أكثر من نصف سكانها ما يزال وثنيا في أوائل القرن الرابع ، قبل أن تصبح المجتمعات والمدن المصرية ككل ، ومراكزها الرهبانية على الأخص ، المثل الأعلى في التفاني والتكريس للمسيحية ، وفي كنيسة لم تكن تعرف شيئًا من هذا النوع من الفكر الرهباني المجتمعي من قبل.

ولقد تمت تجربة نجاح هذا النموذج لرهبنة الشركة (كينونيا) ليس فقط من حيث الأعداد ولكن الأهم من ذلك في النموذج التنظيمي الذي أدمج هؤلاء الجماهير، وفي نفس الوقت حافظ بينهم على مستوى عال من الروحانية يضاهي روحانية النساك المتوحدين الذين إعتزلوا العالم وسكنوا في الجبال والمغائر وشقوق الأرض ، مُتَسَتِّرِينَ بِجُلُودِ الْغَنَمِ وَالْمِعْزَى، يُعَانُونَ مِنَ الْحَاجَةِ ، لأجل عظم محبتهم في الملك المسيح، وَلَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ يَسْتَحِقُّهُمْ.

وربما لم تحمل كلمة كينونيا (شركة) أبدًا معنىً نابضًا بالحياة مثلما فعلت في هذا المجتمع الذي تجمع حول شخص "أبينا المقدس أبا باخوم" ، والتي إستمرت بعده حيث عاش وفي المواضع التي أسسها. فهناك كان الآلاف من الرجال متحدين في تقاسم كل ممتلكاتهم المشتركة ، مع المساواة المطلقة في استخدامها ، مع خضوعهم التام لقاعدة رهبانية وتسلسل هرمي أنشأه ”رجل الله“ الذي إقتفوا خطاه. وبالتأكيد ، لم تكن هذه الصفات بغير نظير قبل باخوميوس أو بعده ، سواء في الرهبنة اليهودية أو المسيحية. ولكن ما جعل الرهبنة الباخومية مميزة في هذا الصدد هو التكامل والمركزية المثاليين للمجتمع بأكمله ، سواء في العالم الزمني أو روحيًا. وهكذا كانت هناك كينونيا واحدة برغم إنتشارها في مناطق جغرافية عدة ، متجاوزة العديد من المجتمعات المحلية المحيطة، تحت إشراف أب مشرف عام واحد على ممتلكاتها وعملها ، يحكمها ويقودها إلى الله. وتحت نظام تسلسل هرمي متعدد ، تم تقسيم كل دير إلى منازل ، وتمت إدارة كل منزل ، كما كانت تتم إدارة الدير نفسه ، من قبل رئيس ونائبه (يعرف في النصوص الباخومية بإسم "الثاني").

وكان هذا النظام الرهباني الذي ظهر أولا في صعيد مصر هو الأكثر عددًا ، والأكثر صلابة هيكلًيا ، والأكثر اتحادًا على الإطلاق. وفي القرن الرابع ، لم يكن هناك أي شيء يشبهه ولو بشكل ضئيل في خطته الضخمة ، فلا الأخوة اليونانية التي قادها باسيليوس الكبير أسقف قيصرية مازاكا في الكبادوك (٣٢٩ -† ٣٧٩م) ، ولا دير عنابة في الجزائر الذي أنشأه الأسقف الأمازيجي الأشهر في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية ومعلمها الأساسي أوغسطينوس (٣٥٤-†٤٣٠م) ، ولا الرهبان الثمانون الذين تجمعوا في مارموتييه حول مارتن أسقف تور في فرنسا (٣١٦-†٣٩٧م) يضاهون حجم الرهبنة الصعيدية التي تجمعت بالآلاف حول أبا باخوم.

وكان الفارق كمي ونوعي. فمن رهبنة باسيليوس القيصري، وصلنا قانونه الرهباني (أسيتيكون Asceticon ) ، وبعض رسائله عن الحياة الرهبانية ، وتأبين صديقه غريغوريوس الثيولوغوس (٣٢٩-†٣٩٠م) أسقف نازينزن له ، الذي حوى وصفا لنظامه الرهباني.  ومن رهبنة أوغسطين أسقف عنابة ، وصلتنا قاعدة رهبانية صغيرة تتكون من نصين مقتضبين لكن جوهريين ، بالإضافة إلى كتابات وعبارات متنوعة بخصوص نظام رهبنته ، وكذا سيرته التي دونها تلميذه وصديقه بوسيديوس Possidius (†٤٣٧). ومن رهبنة فرنسا ، فوصلتنا سيرة مارتن أسقف تورالشهيرة التي دونها سالبيسيوس ساويرس Sulpicius Severus الذي من أقطانية (٣٦٣-†٤٢٥م)، والتي أكملتها حوارات مارتن. أما النصوص الباخومية فهائلة الحجم عظيمة الثراء ، على الرغم من فقر محيطها الثقافي.

كان نظام الشركة الباخومي يميل إلى معاملة الأدب الديني على أنه مجرد تعليمات وإرشادات مكتوبة للرهبان دون وعظ ، وبينما لا تفتقر كتابات باسيليوس الكبير وأوغسطين "معلم الكنيسة الجامعة" (في الرؤيا الكاثوليكية) إلى التعليم القائم على كلمة الله والمشبعة بمستوى ثقافي عالٍ، ولا تفتقر القدرة على توجيه الأشخاص في رحلتهم الروحية ، وتظهر إدراكا وخبرة تجاه حياة الرهبنة المجتمعية وتجربتها. ولكن تتفرد النصوص الباخومية بقوتها التي لا تضاهى ، وهو تلمذتها وإيمانها بشخص اختاره الله ، وهو شخص إسترعي أمل ومحبة الآلاف من القلوب وهو ”أبانا القديس أبا باخوم الذي أسس لأول مرة حياة الشركة (coenobia)” .

ومن الطبيعي أن هذا التوقير والتقدير للأب المؤسس لا يظهر في الكتابات التي كتبها باخوميوس نفسه ، باستثناء عناوين مجموعات القواعد الرهبانية الباخومية الأربع في نسختها اللاتينية التي قدمت باخوم الى العالم المسيحي في الغرب ، وهي نسخة القديس جيروم (٣٤٧-†٤٢٠م) ، الذي ترجم قوانين الرهبنة الباخومية من اليونانية إلي اللاتينية حوالي عام ٤٠٤م ،؛ ومن هذه الترجمة استلهم القديس بندكت Benedict of Nursia (٤٨٠-†٥٤٧م) قاعدته وقوانينه الرهبانية في ٥١٦م ، التي طبقها علي اثني عشر ديرا أسسها في جنوب إيطاليا ، ثم طبقها علي ديره الكبيرالذي أسسه في مونت كاسينو في إيطاليا. ولكن تبجيل الأب المؤسس والوفاء له ولذكراه ينبثق من كل صفحة تقريبًا من كتابات تلميذيه الذان خلفاه في رئاسة الكينونيا، تادرس رئيس دير طبانيسي أول الأديرة الباخومية (†٣٦٨م)  وهورسيسيوس رئيس دير فاو أكبر الأديرة الباخومية (ربما †٣٩١م) ، وقد قدمت كتابات التلميذين مادة ”سيرة باخوم“ المجهولة المؤلف (التي تنسب أحيانا إلى أبا تادرس تلميذه)، المتاحة لنا باللغات القبطية واليونانية والعربية ، وكاتبها بدون شك شاهد عيان لباخوميوس وخلفائه. وتكشف لنا الوثائق المتنوعة التي أنتجتها الأديرة الباخومية عن نفس التكريم الشديد الذي شعرت به الجماعة بأكملها ، وكل فرد من أفرادها ، تجاه الرجل الذي عرفوه بأنهم مدينين له بكل شيء ، وهو الأب المؤسس الذي تصورها أولا في فكره من خلال إلهام الله ، ثم أنجبها بمعاناة شخصية.

وأجمل عنصر في الأدب الباخومي هو هذا التبجيل المتحمس للأب المؤسس الذي عزز وحدة الكينونيا. فهذا الإيمان برجل الله ولِّد دفئا بشريًا لم يوجد له مقابل في الجماعات الرهبانية الأخرى. فسواء قرأنا تأبين باسيليوس القيصري ، أو حياة أوغسطين أسقف عنابة ، أو حياة مارتن أسقف تور، فإننا لا نجد روح الاعتماد التام المتبادل بين المجتمع الرهباني ومؤسسه. كان الرهبان باسيليوس وأوغسطين ومارتن أساقفة ، وكان الأوّلان معلّمان عظيمان أيضًا ، بينما كان الثالث مبشّرًا امتدّ إلى ما هو أبعد من أبرشيته. وضمن آفاقهم الكنسية الشاسعة، لم يمكن لمجتمعات الرهبان التي أسسوها أن تحتل سوى مكانًا محدودًا فقط من إهتمامهم وفكرهم. وكان كاتب سيرهم صديقًا أو معجبًا أو تلميذًا على الأكثر ، ولكن باخوميوس كان لتلاميذه هو الأب الحاضر في كل وقت والذي أعطاهم كل شئ. ونتحسس بين سطور سيرة باخوميوس المطولة صوت ابن مجهول مغمور في المجتمع الباخومي الأخوي الكبير ، أعطى تفانيه لتدوين سيرة أبيه ، ويتجلى حزنه على رحيل أبيه وحال الكينونيا بعد رحيل أبيه.

وقد كان أبا باخوم أحد ضحايا الطاعون الذي ضرب منطقة نجع حمادي وما حولها  في ٣٤٦م ، وظل يحصد الرهبان واحدا تلو الآخر حتى أصاب الأب المؤسس ، الذي عانى وتحمل الطاعون لأيام طوال طبقا لنص سيرته. وقد ذُكر في هذه السيرة ، أن أبا باخوم عندما اشتد عليه المرض، وكان يرتجف من الحمى وفي أشد الألم ، فأحضروا له غطاء ثقيل يُخصص له في أيامه الأخيرة ، فرفض أبا باخوم أن يُعامل معاملة أفضل من أبنائه المرضى بالطاعون، وأمر أن يكون غطاؤه مماثل لأغطية الإخوة المحتضرين. وفي إطار هذا الحب المتبادل بين الأب المؤسس وأبنائه الرهبان ، نجد أن أبا تادرس ظل في خدمة معلمه وعند قدميه حتى وفاة الأب المحبوب.

كان باخوميوس هو الذي جمع حياة مشتركة باسم الله ولمجد الله. وكان هو الذي جمع كل هذه النفوس ليرشدهم لمعرفة الله وإلي طريق الخلاص. فلم يترددوا في تسميته "وسيط الله والقديسين" ، أي أولئك القديسين من العهدين القديم والجديد الذين ارتبط بهم في كثير من الأحيان على قدم المساواة وكخليفة لهم ، فرأى فيه الرهبان الباخوميون وريثًا حقيقيًا للأنبياء والرسل ، ورأوا فيه شخصًا كتب معهم وبهم صفحة من أجمل الصفحات في تاريخ الخلاص. وحتى بعد وفاته ، بقي هو مرشدهم من خلال القواعد التي وضعها باسم الله لخلاص نفوسهم. فكان هو الشفيع الذي يحرس الكينونيا من بعيد ، والأب الذي سيجمع أبناؤه حوله من جديد بعد وفاتهم ، كما كانوا يتجمعون حوله خلال حياتهم معًا هنا على الأرض.

باخوميوس ، من جانبه ، كان ببساطة مؤسس الكينونيا ، وليس أكثر. ولكنه كان ينتمي بالكامل إلى هذا العمل الذي من أجله قدم حياته. وفي المقابل ، علمت الكينونيا أنها ، بعد الله ، مدينة له بكل شيء. وكما قال تادرس تلميذه ذات مرة: ”كل ما أعطى الكينونيا مكانها الفريد في العالم الرهباني وأصالتها وقيمتها تلقته من باخوميوس“. وقد عمَّق هذا الوعي في القلوب شعورًا عميقًا بالامتنان والإخلاص لأبا باخوم أب الشركة.

ومن هنا تنبع الطبيعة المؤثرة بشكل فريد لسيرة أبا باخوم ، التي كتبها أحد أبناؤه الرهبان ، وبشكل خاص واضح لأنها تسترجع في ختام السيرة تقلبات الجماعة تحت رئاسة أبا هورسيسيوس (٣٤٦-٣٥٠م  ، ثم ٣٦٨-†٣٨٧م أو †٣٩١م) وأبا  ثيودور/تادرس (٣٥٠-†٣٦٨م). إن حنان وإمتنان وإخلاص ثيودور تجاه الأب المؤسس ، الذي ردده المجتمع بأكمله وكتاب السيرة ، يعطي هذه الصفحات سحرًا مفقودًا في السير الذاتية لباسيليوس القيصري وأوغسطين ومارتن.

ومن المفارقات أن الأديرة الباخومية الضخمة كانت عائلة أكثر بكثير من أخوية باسيليوس الكبير أسقف قيصرية مثلاً ، على الرغم من أن تلك الأخيرة كانت حجماً صغيرة وأكثر مؤاءمة للمناخ العائلي. ولكن كان للباخوميون أب قادر على ربط الكينونيا معًا ؛ كان باخوم أب يشع نعمة الأبوة لرؤساء كل دير وكل بيت والى كل راهب. إن صورة الأب ليست غائبة في نصوص رهبانية باسيليوس القيصري، ولكنها ليست هي السائدة على الرغم من أنها تشير في بعض الأحيان إلى نموذج الأب عند التحدث عن الرئيس المحلي.

وفي فكر رهبان بونتوس وكابادوكيا ، فإنه لا أحد قد كشف لهم طريقة إرضاء الله كما فعل باخوميوس للكينونيا . إن "الإجابات" التي قدمها باسيليوس القيصري في كتابه أسيتيكون Asceticon تفرض نفسها من خلال أساسها الكتابي الراسخ والمنطق الصارم ، ولكنهم لم يعتبروا أبدًا أن وصاياه مستوحاة من الله بالكيفية التي نظرت بها الكينونيا الباخومية إلى قوانين أبا باخوم الرهبانية. إن قوانين أبا باخوم لم يُنظر إليها على أنها تتوافق مع الكتاب المقدس فحسب ، بل تشبهها في المكانة ، بسبب مكانة رجل الله الذي أصدرها. وهي القوانين التي اعتبروا أن ملاكاً أعلم بها أبيهم المحبوب أبا باخوم. ولم يعتبر رهبان آسيا الصغرى أن الحفاظ على قواعدهم الرهبانية دون تعديل نوع من الإخلاص للأب المحبوب ، وكطريقة لرد الجميل على جهوده وآلامه ، بالسعي للإحتفاظ بما فرضه من قوانين ، حتى يكون سعيدًا بهم ، وفخورًا بعمله أمام الرب ، وهي الكيفية التي نظرت بها الكينونيا الي قوانين أبيهم أبا باخوم.

والحقيقة أن هذه الصورة للقديس لم تتخذ شكلًا واضحًا إلا بعد وفاة أبا باخوم ، في أيام خلفائه الأوائل ، وهي حقيقة تتحدث عن نفسها. فالأزمة الحادة التي اجتاحت الكينونيا في ٣٥٠م (بعد خمس سنوات من وفاة أبا باخوم)، والإضطراب المؤسسي، وتنحي أبا هورسيسيوس ومغادرته الأديرة،  وقيام أبا تادرس برئاسة الأديرة (٣٥٠-٣٦٨م) ساهم بلا شك في تعزيز صورة الأب المؤسس الذي قاد الكينونيا بحكمة، كضرورة لبقاء المجموعة. لكن صورة مؤسسهم القديس لم يكن من الممكن أن تكون بارزة للغاية لو لم تتأثر بقوة بالضمير  الجمعي بينما كان باخوميوس لا يزال على قيد الحياة. وتنطوي جهود تادرس وهورسيسيوس لتطوير هذه الصورة على اقتناع عميق يتشارك فيه الجميع. وهذه الطريقة في تصور احترام القاعدة ، والتدقيق في إتباع أدق تفاصيلها نادى بها هورسيسيوس نفسه في وصيته.

ولكن ربما بدون هذه القناعة أن الكينونيا تلتف حول شخصية أبيها الروحي، لم تكن لتكون هناك أزمة ، ولا حتى أي صعوبات بعد رحيل أبا باخوميوس. إن فكرة أن الكينونيا كانت على وشك التحطم والحل ، وأن رفض الطاعة ، والتخلي عن القواعد أو تخفيفها ، لم تكن لتثير ضمائر الرهبان ، إذا لم يروا هذه الأحداث على أنها تدمير للعمل الذي جاهد أبيهم في تأسيسه وإرساء قواعده. فإذا كان يجب الحفاظ على الكينونيا في نشاطها وحماسها الأصليين بأي ثمن ، فهذا لأن باخوميوس كان يريدها بهذه الطريقة ، وبالتالي هذه الطريقة كانت إرادة الله ، التي كانت تتجلى من خلاله طوال الوقت.

ولد آبا باخوم عام ٢٩٢م (عام ٨ للشهداء) قرب طيبة (الاقصر) من أبوين وثنيين ، وتوفي في ١٤ بشنس عام ٦٢ للشهداء الموافق ٩ مايو ٣٤٦م. وتحتفل الكنيسة القبطية  كل عام بتذكار نياحته في ١٤ بشنس (الموافق حالياً ٢٢ مايو).

Armand Veilleux OCSO (Translator) , Adalbert de Vogue OSB (Foreword), “Pachomian Koinonia: The Life of Saint Pachomius”,  (Cistercian Studies,Volume 45), Kalamazoo, Michigan, (1980), 493 pages, ISBN-13: 978-0879079451.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3