2020/07/04

سيلا.. الرفيق الأمين



فى الأسابيع الماضية تحدثنا عن شخصيات فى الكتاب المقدس لها مساحة صغيرة , واليوم نختار ( سيلا ) التلميذ الأمين ,والذى يمكن أن نسميه ( الرفيق الأمين) واسمه لم يأت كثيرافى الأسفار. سيلا تنطق أحيانا (سلوانس ) باللغة اليونانية , وهى نفس النطق العبرى ( شاول ) وفى الحقيقة إذا  قورن ببولس فسنجد أن بولس نجم كبير , أما سيلا فشخصية صغيرة مقارنة ببولس, ولكن سيلا يمثل الأنسان الرفيق الأمين المخلص , وهذا الأخلاص ظهر فى مواقف كثيرة واسمه أصبح مثل اسم بولس الرسول , وبالرغم من أن بولس زار كنائس كثيرة دون سيلا ولكن له نفس الكرامة 


سيلا ينطبق عليه فى الأمثال العربية الصديق قبل الطريق والمثل الثانى الصديق عند الضيق وهذان المثلان عربيان ولهما مقابل فى اللغات الاجنبية .والصديق عند الضيق أى أن الصديق لا يظهر إلا فى وقت الضيق     

وسوف نختار بعض المواقف أو المشاهد الذى ظهر فيها هذا القديس سيلا وتبين عظمة هذا الانسان رغم أن سيرته فى الكتاب المقدس محدودة جدا بكلمات قليلة للغاية 

كل شئ نجده فى سيلا أنه هو الرفيق المتقدم , وفى بداية الكنيسة المسيحية انعقد مجمع فى أورشليم لمناقشة مشكلة التهود, أى أن الذى يريد أن يكون مسيحيا هل لابد أن يتهود أولا أم يصير مسيحيا مباشرة؟ وكانت مشكلة , ولكن الرسل بروح المحبة اجتمعوا وناقشوها , وكانت هناك وجهتا نظر , الأولى لبطرس الرسول وأخرى يتزعمها بولس الرسول , وبروح المحبة وفى النهاية قالوا لأنه قد رأى الروح القدس ونحن , أن لا نضع عليكم ثقلا أكثر , غير هذه الأشياء الواجبة ....( أعمال 28:15) وهذا القرار انتقل بواسطة بعض الرسل أو التلاميذ لكى يبلغوا بقرارات هذا المجمع , فكان منهم سيلا وكان مستعدا للعمل ها أنا يارب أرسلنى 


سيلا كان متقدما فى الخدمة الروحية فكان يعمل بروحه وليس كتأدية واجب , بل باهتمام ونشاط داخلى , وقمة الالتهاب الداخلى والإخلاص القلبى 

أيضا كان سيلا متقدما فى الشهادة المسيحية , فهو كان شاهدا بالحق عن المسيح ,أى عنده صحة روحية بدون أمراض  نفسية أو ازدواجية شخصية , والدليل على ذلك أنه كان مشهودا له من كل من حوله ,وهذه علامة من علامات الطريق .فهو يتمسك بمسيحيته , وهو يتقدم فى خدمته . 

وأيضا كان له مكانة اجتماعية وعائلة لها مكانتها , فكان ينفذ الوصية من أراد أن يكون بينكم عظيما , فليكن خادما للكل ومن هذه الصورة كان بارزا بين الأخوة 


المشهد الثانى  أن سيلا كان رفيقا معلما " وليس مستندا على بولس " كان نشيطا وكان مقتدرا فى الوعظ . سيلا كان يمثل الإنسان الذى كان كلامه ممتلئا بالتشجيع من القلب , وأسلوبه فى الشرح كان أسلوبا مشجعا , وهذه صورة رائعة للخادم والكاهن الناجح له أسلوب التشجيع الدائم , وهذا أسلوب ناجح للخدمة , حتى فى التعليم االروحى والخدمة الروحية 


المشهد الثالث لهذا الرفيق الأمين وهو أنه كان يعانى من الألم , كما قلنا أن بولس وبرنابا اختلفنا على كرازة مرقس معهما , فانقسما مجموعتين , وبدأت رحلتهما التبشرية بولس وسيلا وتعرضنا لألم شديد , وفى فليبى  وهى أول بلد فى أوروبا  تعرفت ليديا بائعة الأرجوان على الأيمان بالمسيح , وفيها المرأة العرافة التى أمنت بالمسيح , وفيها أيضا السجن الذى وضعا فيه , وكما يحكى سفر الأعمال فقد حول بولس وسيلا السجن إلى كنيسة , وصارت الصلوات والتسابيح تصعد من داخل السجن , لقد تعرضنا للألم الذى ثبتهما فى إيمانهما , وحولا السجن إالى كنيسة , وحدثت المعجزة , وكانت النتيجة فى هذه القصة الجميلة فى سفر الأعمال ( الأصحاح 16) وكيف أمن حارس السجن هو وأهل بيته , هذا ما نحبه أن يكون موجودا فى حياتنا , فالمسيحية والعبادة ليست فى الكنيسة فقط بل هى حياة وسلوك , وحسب السلوك يكون التأثير كبيرا , والعبادة كما كان بولس وسيلا فى السجن امتزجت بالأمانة 


المشهد الرابع والأخير أن سيلا كان يمثل الرفيق الايجابى . الخلاصة انه كان متفاعلا وهذا التفاعل جعله خادما ناجحا مع خدام كثيرين 

بولس الرسول كان لاهوتيا مقتدرا أما بطرس فكان صياد سمك أما سيلا فقد نجح مع الاثنين لأن خدمته كانت للمسيح أولا وأخيرا 


هناك مثل يقول إن أصابع البيانوا فيها الأبيض والأسود , ولا يمكن الاستغناء عن أحدهما بالرغم من التضاد بينهما فى اللون إلا أن العمل بينهما مشترك يقوم على تناغم كبير فى الموسيقى 


        لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإالى الابد امين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3