فى وسط هذ العالم المضطرب والذى فيه كل واحد لا يعرف ما سيحدث غدا ؟! أحب أن أكلمكم عن عبارة وردت فى الصلاة الربانية
تقول : لتكن مشيئتك :
نحن يارب لا نعلم ماذا يأتى به الغد ؟ وأنت قد قلت لنا لا تهتموا بما يأتى به الغد ؟ ولكننا نعلم تماما أن الغد هو فى يدك أنت وليس فى أيدى الناس والناس أيضا فى يدك وأنت يارب ضابط الكل كل شئ فى العالم هو تحت ضبطك وأنت تقوم بالكونترول على كل شئ فى الدنيا ونحن نثق بمشيئتك لأن مشيئة الله دائما هى مشيئة صالحة ومشيئة حكيمة ومشيئة مملوءة محبة وفيها الرعاية والعناية .لذلك فى كل شئ نقول لك يارب لتكن مشيئتك.
❇️ ❇️ ❇️
❇️ أول مشيئة من الله بالنسبة لنا كانت مشيئة الخلق .خلق العالم كله بمشيئته ,قال ليكن نور فكان نور , قال لتفض المياة كانت حية وكان كذلك , وبعد أن أكمل الله مشيئته فى الخلق نظر الله إلى كل ما عمله فإذا هو حسن جدا.
❇️ مشيئة الله أيضا بالنسبة الغفران لأنه لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا..
❇️ أما مشيئة الله فى الحفظ فهى أمر يطمئنا جدا. فالرب يحفظك فى دخولك وخروجك يحفظك من كل سوء ويحفظ نفسك ( مز121).فمثلا بالنسبة ليعقوب كان هاربا من أخيه عيسو الذى قال أقوم وأقتل يعقوب أخى. وظهر الله ليعقوب فى الطريق وقال له" ها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب وأردك إلى هذه الأرض " ( تك28). عبارة جميلة يمكن أن يأخذها كل إنسان على نفسه. فهذه العبارة ليست ليعقوب فقط , وإنما لنا كلنا " أنا أحفظك حيثما تذهب " .
وقال الرب أكثر من هذا ليشوع " لا يقف إنسان فى وجهك كل أيام حياتك " (يش 1) . وأيضا قال فى هذا المجال لبولس الرسول عندما كان فى كورنثوس .قال له " تكلم ولا تسكت لأن لى شعبا كثيرا فى هذه المدينة ولا يقع بك أحد ليؤذيك " ( أع 18) .كلها أمور جميلة .
❇️ ربنا كان موجود وسمح بأن بطرس يلقى فى السجن , وبعد خروجه من السجن بمعجزة , أصبح الناس ينظرون إليه أهذا بطرس ؟! نعم... أليس هو فى السجن ؟ الامر الذى يحل هذه المشكلة أن هناك نقطة لم يذكرها القديس لوقا الإنجيلى عندما كتب سفر أعمال الرسل , وتركها لكى نستنتجها , أن بطرس عندما ألقى فى السجن كانت موجودة معه فى السجن مشيئة الله الصالحة وموجودة معه النعمة . ومشيئة الله قالت له أخرج يا بطرس وترائ الناس .
❇️ وليس ذلك فقط , وإنما أيضا بقية التلاميذ كانوا فى السفينة فى وسط البحر الهائج , والأمواج ترتفع عليهم وكانوا خائفين أن يغرقوا ... ولكنهم نسو أية شهيرة وهى الله يدوس على كبرياى البحر . عند ارتفاع لججه هو يسكتها وهنا جاء إليهم الرب وأخضع الأمواج وقال للبحر المتكبر : اسكت فسكت . ونجا التلاميذ .
❇️❇️❇️
❇️ كلها أشياء كتبت لأجل اطمئناننا حتى لا نخاف أبدا .كل الأمور صدقونى يراها مشيئة الله الصالحة .
منذ البدء عندما طرد الله ادم وحواء من الجنة , كان هذا من عمل مشيئة الله الصالحة لخيرنا . لأن لولا طرد ادم وحواء من الجنة لم نكن نحن سنوجد ,لأنه لا يمكن أن يكون إنجاب فى الجنة فعندما خرج ادم وحواء وبدأ الإنجاب فكانت بركة .
حتى خيانة يهوذا كان من نتائجها القبض على السيد المسيح ثم الفداء....
حتى الهراطقة مثل اريوس عندما هرطق كان من مشيئة الله الصالحة أنها تكلمت فى قلب وعقل أثناسيوس الرسولى فكتب كتابه المشهور Contra Arianos ضد الأفكار الأريوسية . ورد على كل فهم خاطئ لكل اية استخدمه اريوس , وأصبح عندنا كنز من المفاهيم السليمة التى لو لم تحدث فى القديم لكنا تعبنا الأن .... حتى أن القديس أغسطينوس فى مرة من المرات قال أشكر الهراطقة لأنهم جعلونا نتعمق أكثر و أكثر فى فهم ايات الكتاب .المهم فى كل مشكلة نعمة الله تغطى المشكلة ونخرج منها بطريقة لطيفة .
❇️❇️❇️
هناك ممن يقول ما رأيكم فى الإعتداءات ؟.... أقول لكم ما أجمل قول المزمور نجت أنفسنا مثل العصفور من يد الصيادين الفخ أنكسر ونحن نجوننا كيف ؟ لقد حدث ذلك بمشيئة الله الصالحة . لذلك إذا وجدنا فخا نقول للرب لتكن مشيئتك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك