2020/06/07

سرائرية الكنيسة




تمثل الأسرار الكنسية حياة الكنيسة ⛪، فهى ينبوع لا ينضب من البركات والنعم، إنها جنب المسيح المفتوح الذى مازال يفيض على البشرية بركات موته وقيامته ،حتى قال القديس أغسطينوس عن الكنيسة إنها ولدت من جنب المسيح وخروج الماء والدم من جنبه إشارة رمزية واضحة للكنيسة من خلال سرى المعمودية والإفخارستيا 
١_الكنيسة هى سر الخلاص ،والأسرار هى حياة الخلاص
فالسر هو عطية خلاصيه تأتى إلينا عبر الزمان، فأعمال الله الخلاصية ليست وقتية أو زمنية أو تاريخية أى خاضعه للزمن هى حقا تاريخية تمت فى الزمن ولكنها تحمل سمة أبدية تتخطى بها الزمان والمكان فتصلح لكل إنسان، لأن أعمال الله الخلاصية دائمة وأبدية، فهى ليست لجيل دون غيره، أو لزمن ماض، فخلاص الله هو للجميع بلا تمييز من جهة الجيل أو الزمان أو المكان أو الإنسان ،فجنب المسيح مازال مفتوحآ لكل من أراد أن يجد له موضعآ فى جسده وبين أعضائه أى الكنيسة فكل أعمال الله الخلاصية ينقلها لنا الروح القدس، ويجعلنا نحياها ونختبرها فى قالب زمنى بشرى رمزى، ولكنه يحقق النعمة ويوحدنا بها. فمن أراد الميلاد الثانى فلن يدخل بطن أمه من جديد كما اعتقد نيقوديموس ،ولكنه سيولد من الماء والروح فى جرن المعمودية، رحم الكنيسة، الأم الولود 
(يو١:٣ _١٣) أما الامتلاء والسكنى لروح الله لبدء الحياة الجديدة ،حياة أولا الله، حياة الملكوت، فنتمتع بها فى سر المسحة المقدسة. وبالنسبة لثباتنا واتحادنا وحياتنا فى المسيح ،المن الحقيقى النازل من السماء والواهب الخلاص للعالم ،فسر الافخارستيا هو كمال الخلاص وسر راحتنا وأبديتنا 
٢_الكنيسة هى سر الحضور الإلهى وسط العالم، والأسرار هى التجسيد الإلهى لحضور الابن الكلمة بالروح القدس
الأسرار هى محور حياة المسيحى ،أسسها الرب يسوع المسيح كاستمرار لفعله الخلاصى، وكتدبير إلهى يلتقى فيها المؤمن بالمسيح لكى تنمو نفسه العطشى لينبوع الماء الحى ،لقد صعد الابن المتجسد واعدآ كنيسته بالروح القدس الذى سيذكرنا ويعلمنا، ولكنه أيضا سيحقق حضورآ للرب يسوع ليس على مستوى الرمز والشرح والتعليم فقط، ولكنه حضور حقيقى بالأسرار، فالأسرار هى الحضور الإلهى للكلمة المتجسد، الرب يسوع بنفسه يحضر ليكمل ويتمم عمله ،نلقاه فى الكنيسة ونتمتع بحضوره الفعلى. فالرب يسوع هو رئيس الكهنة الدائم حضور فى كنيسته ⛪ بصورة غير منظورة من خلال كهنته بقوة روحه القدوس، يحضر لكى يلدنا فى المعودية، ويقدسنا فى سر الميرون ،ويوحدنا بشخصه فى الإفخارستيا ،ويغفر خطايانا فى سر التوبة ،ويشفى أمراضنا فى سر مسحة المرضى ،ويبارك أعمالنا وبيوتنا وأسرنا فى سر الزيجة. الرب يسوع مازال يتابع ويتمم عمله فى كنيسته، لم ولن يغيب لحظة عن كنيسته ،نحن يمكن أن نغمض أعيننا عن عمله بتكاسلنا ،أو تغلق حواسنا بخطايانا فلا نحس أو ندرك نعمته ،
 أما هو فلا ،فهو القائل أبى يعمل حتى الآن وأنا أيضا أعمل (يو ١٧:٥).فهو حاضر باستمرار كل يوم فى كنيسته ،يبارك ويقدس ويسكب بركات جنبه المفتوح لكل من يتقدم بإيمان وتوبة

فالكنيسة هى سر الارتواء، والأسرار هى يد الله الممدودة عبر الزمان والمكان لإشباع الإنسان وتميم خلاصه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3