وقال عنه نيافة الأنبا بيشوى بعد نياحته
لم يكن القمص أيوب سليمان شخصآ عاديآ فقد اجتمعت فيه صفات القوة والحنان بصورة ملفتة للنظر مثل البحر الذى يظهر الصخور فى قوته ويداعب الشاطئ فى حنانه ورقته ودموعه وشاعريته. كانت الحكمة تجد طريقآ سهلا إلى أعماق أعماقه وكان بحرآ عميقآ فى معرفته وأسراره ووفاؤه كان نادرآ وقلبه لم يكن قط غادرآ بل بالحب والأبوة عامرا
أكسبته شيبته الأخيرة وقارآ توج حكمته وجهاده فكان مضيئآ فى وسط زملائه من الكهنة الجدد حتى صدق قول الشاعر
تفاريق شيب فى الشباب لوامع
وما حسن ليل ليس فيه نجوم
كيف نتصور كفر الشيخ بدون وكيلها الأمين الحكيم؟ إننا سوف نراه كل ركن من أركان الكنيسة وسوف نراه فى كل بيت 🏡 فى المدينة وفى كل قلب ❤️ من قلوب أبنائه الذين تلامسوا مع محبته ورعايته وأبوته غير الموصوفة كان لايكل ولا يتعب ولا يشكو من التعب ولا من المرض كقول الرب وقد احتملت ولك صبرآ وتعبت من أجل اسمى ولم تكل (رؤ٣:٢)
تخاله جبلآ راسخآ يصبر أمام المحن ويعطى مثالآ لمن تعصف بهم رياح 💨 التجارب لكى يثبتوا وسط العاصفة متمسكين بالرجاء أقوياء فى الإيمان
بإيمانه الصلب القوى استطاع أن يحقق المستحيل فأقام أول كنيسة ⛪ فى كفر الشيخ واشترك بنفسه فى بنائها كأمهر مقاول ذو خبرة
ثم أقام مبنى للمطرانية بكفر الشيخ وصارت مقرآ لللأسقفية ومركزآ للخدمة فى المدن والقرى المحيطة بها وأقيمت كنيسة ⛪ أخرى متسعة كان له فضل كبير فى التصريح ببنائها كان قائدآ ماهرآ فى وسط أخوته من الكهنة وكسب احترام الجميع ومحبتهم كوكيل للمطرانية. لقد فقدت أنا شخصيآ برحيله سندآ قويآ فى مواجهة كل مطالب الرعاية بكفر الشيخ وأشعر بمقدار الخسارة الفادحة التى لحقت بأبنائه الروحين ولكننا جميعآ نطلب العزاء لقلوب محبيه وفى مقدمتهم أسرته 👪 الخاصة التى أحسن تدبيرها لأن الكاهن إن لم يدبر بيته حسنآ فكيف يعتنى بكنيسة الله
الرب نيح نفسه البارة فى أحضان القديسين ويجعل من سيرته العطرة سبب بركة لحياة الكثيرين كنور يضئ فى وسط ظلمات هذا العالم 🌏 وينفعنا ببركات صلواته عنا أمام عرش النعمة
كيهك سنة ١٧٠٣ش
يناير سنة ١٩٨٧م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك