التوبة فى القداس

ليتورجية الكنيسة تثبت وتؤكد هذا المفهوم..
فالكاهن 👨‍🎓وهو الأب والراعى والقائد لا يكف طوال القداس وغيره من الصلوات الطقسية.. لا يكف عن تقديم توبة قلبية عميقة عن نفسه وعن الشعب.

ففى سر بخور باكر يقول الأب الكاهن:
"اقبل إليك هذا البخور من أيدينا نحن الخطاة رائحة بخور غفرانآ لخطايانا مع بقية شعبك..."

وفى سر الرجعة (بعد عودة الكاهن من تبخير الكنيسة فى عشية وباكر والبولس والابركسيس).. يقول هذه الصلاة نيابة عن نفسه وعن شعبه التائب المنسكب أمام الله فى انسحاق وخشوع عميق:

" يا الله الذى قبل إليه اعتراف اللص على الصليب المكرم اقبل إليك اعتراف شعبك واغفر لهم جميع خطاياهم من أجل اسمك القدوس الذى دعى علينا. كرحمتك يارب 🙌 ولا كخطايانا...."

وفى لحن خشوعى بديع ومؤثر جدا يبتهل الأب الكاهن نحو الله فى رفع بخور عشية وباكر وفى مناسبات أخرى قائلا:

" اللهم ارحمنا قرر لنا رحمة ترأف علينا اسمعنا باركنا واحفظنا وأعنا وارفع غضبك عنا افتقدنا بخلاصك واغفر لنا خطايانا.... "

وفى آخر كل صلاة طقسية (عشية وباكر والقداس وكذلك فى المعمودية والقنديل والإكليل وفى اللقان والسجدةوالتجنيز... الخ) يصلى الشعب :"أبانا الذى فى السموات.... "

ثم يهتف الشماس:" احنوا رؤوسكم للرب"...
والانحناء يختلف عن السجود وعن انحناء الركب... فانحناء الرأس يدل على خضوع التوبة.. فيصير نداء الشماس للشعب بمثابة دعوة لتوبة جماعية،كمثلما نادى الإنجيل:"توبوا، لأنه قد اقترب ملكوت السماوات"(مت٢:٣).وكقول ربنا يسوع المسيح:"أقول لكم:بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون"
(لو٥:١٣).

وكنداء معلمنا بطرس الرسول للذين آمنوا بالمسيح يوم العنصرة :"توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا" (أع٣٨:٢).وكذلك :" توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم، لكى تأتى أوقات الفرج من وجه الرب "(أع١٩:٣)."فالله الآن يأمر جميع الناس فى كل مكان ان يتوبوا، متغاضيا عن أزمنة الجهل" (أع٣٠:١٧).

ويستجيب الشعب لنداء الشماس فيحنون رؤوسهم قائلين:" أمامك يارب... "

ثم يصلى الأب الكاهن التحاليل التى يصليها على رأس المعترف لينال الغفران من عند الرب.

ومن الكلمات المقدسة التى تقال فى هذه التحاليل:
" نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر عن عبيدك آبائى وأخواتى وضعفى هؤلاء المنحنين برؤوسهم أمام مجدك المقدس أرزقنا رحمتك واقطع كل رباطات خطايانا وإن كنا قد أخطأنا إليك فى شئ بعلم أو بغير علم أو بجزع(خوف) القلب أو بالفعل أو بالقول أو بصغر النفس أنت ياسيد العارف بضعف البشر كصالح ومحب البشر اللهم أنعم لنا بغفران خطايانا...).

إنها صلوة عميقة مليئة بروح التوبة تذكرنا بصلوات القديسين التائبين والتى وردت فى الكتاب المقدس مثل:
صلاة دانيال النبى 🛐:
"أخطأنا وأثمنا وعملنا الشر،وتمردنا وحدنا عن وصاياك وعن أحكامك. وما سمعنا من عبيدك الأنبياء الذين باسمك كلموا ملوكنا ورؤسئنا وآبائنا وكل شعب الأرض. لك يا سيد البر،أما لنا فخزى الوجوه، كما هو اليوم لرجال يهوذا ولسكان أورشليم، ولكل إسرائيل القريبين والبعيدين فى كل الأراضى التى طردتهم إليها، من أجل خيانتهم التى خانوك إياها. ياسيد،لنا خزى الوجوه، لملوكنا،لرؤسائنا ولآبائنا لأننا أخطأنا إليك. للرب إلهنا المراحم والمغفرة، لأننا تمردنا عليه... والآن أيها السيد إلهنا... قد أخطأنا ،عملنا شرا. ياسيد،حسب كل رحمتك اصرف سخطك وغضبك عن مدينتك أورشليم جبل قدسك، إذ لخطايانا ولآثام آبائنا صارت أورشليم وشعبك عارآ عند جميع الذين حولنا. فاسمع الآن يا إلهنا صلاة عبدك وتضرعاته، وأضئ بوجهك على مقدسك الخرب من أجل السيد. أمل أذنك يا إلهى واسمع. افتح عينيك وانظر خربنا والمدينة التى دعى اسمك عليها، لأنه لا لأجل برنا نطرح تضرعتنا أمام وجهك، بل لأجل مراحمك العظيمة. ياسيد اسمع. ياسيد اغفر. ياسيد اصغ واصنع. لاتؤخر من أجل نفسك ياإلهى ،لأن اسمك دعى على مدينتك وعلى شعبك"(دانيال٥:٩_١٩).

وكمثل صلاة سليمان الحكيم يوم دشن الهيكل وقال فيها:
" إذا انكسر شعبك إسرائيل أمام العدو لأنهم أخطاوا إليك ،ثم رجعوا إليك واعترافوا باسمك وصلوا وتضرعوا إليك نحو هذا البيت، فاسمع أنت من السماء واغفر خطية شعبك إسرائيل ،وأرجعهم إلى الأرض التى أعطيتها لآبائهم." إذا أغلقت السماء ولم يكن مطر، لأنهم أخطأوا إليك،ثمةصلوا فى هذا الموضع واعترفوا باسمك، ورجعوا عن خطيتهم،فاسمع أنت من السماء واغفر خطية عبيدك وشعبك إسرائيل، فتعلمهم الطريق الصالح الذى يسلكون فيه،وأعط مطرآ على أرضك التى أعطيتها لشعبك ميراثا" (١مل٣٣:٨_٣٦).

❇️ إن الحياة الروحية وعلاقتنا بالله لا تصلح أن تكون إلا بالتوبة المتكررة ❇️