"وقام ألياشيب الكاهن العظيم وإخوته الكهنة وبنوا باب الضأن" ( نح ٣ : ١)
سلام وفرح ومسرة، قيامة ونصرة
أدخل إلى فرح سيدك أيها المبارك
الباب مفتوحُ وأنت شريكُ فى بناء أعتابه ومصاريعه
يدك دشنته مع إخوتك الكهنة ، كان يومًا مشهودًا وشعب الله عائدُ من السبى ، حللت أسر سبايا الخطايا وشددت ركبًا أرختها وعورة الطريق ، ضعاف النفوس كنت لهم طبيبًا وكم من مرة إنحنيت تحمل من خار ولم يستطع المضى فكنت له عوض روحه الغائب التائه ..
حبيبى .. كان لابد أن يبنى الباب ، باب الخراف ، أنت فتحت لى الباب إلى أروقة " بيت حسدا " إلى مفلوج لا إنسان له يلقيه فى البركة متى تحرك الماء ( يو ٥ : ٧ ) وأشرت إلى مرضى وسقماء ، توسلت من أجلهم وسهرت راكعًا متشفعًا : ( ألا تدخل إلى موضع راحتك سيدى ؟ .. هم أولادك ينتظرون كلمة قدرتك ، قل كلمة فيبرأ غلامى .. ) .
هل كان لى كاهنى المبارك إلا أن أستمع إلى صوت أنينك من أجل خرافى ؟ .. لقد أقمتك عليهم موصيًا : ( إرع غنمى ) ، وأنت كنت أمينًا تعرف أنهم غنم رعيتى أنا ولست أنت العريس بل صديقه الوفى ، فهل ناديت على غيرى ؟ ..
كسرت ذاتك ، أنكرتها لتكون الكرامة لصاحب القطيع وراعيه الصالح وحده ، لا تدعى ِ أبدًا أنها لك ، بل حرصت أن ترى ( كارت ) توصيتى فى يد أولادى أوصيك بهم ، وفى إتضاع روحك كان المفتاح دومًا جاهزًا ومعدًا لتفتح به " باب الضأن " ، باب الخراف ، فأنت أصغر " فى عينى نفسك " أن تقدم ذاتك - حاشا - ، كنت دومًا تشير لهم إلى باب الخراف ..
( ألياشيب ) قدس معك ( وإخوتك الكهنة ) مصاريع الباب ، لم يكن يعرف معنى الرمز ودماء الخروف تخضب يديه وقنينة الزيت تفرغها له ، أنت تعرف أسرار كلمتى ، همست فى أذنه شارحًا : ( هى دماء العهد ، ربنا يسوع هو باب الخراف ، وإن لم يقدس من أجلهم ذاته فكيف لهم أن يعبروا إلا بالدم ؟ ) ، أما الزيت - أيها المبارك - فرآه كل من عرفك نورًا فى وجهك الفرح دومًا بالروح .. كنت تسكبه لتشق به مياه البحر الأحمر طريقًا ، وكان الطريق دائمًا متجهًا إلى ذات الباب لم يخرج أبدًا عنه .. !!
وعلى بوابته كان برج المائة شامخًا وبرج حننئيل ( نح ٣ : ١ ) ، ورأيتك صاعدًا أدراجه التسعة والتسعين هارعًا كالسهم ، لقد تركت التسعة والتسعين ورأيتك تنحنى على المائة تتوسل إليها بحنان " حننئيل " أى حنان الله الذى ملأ قلبك الحلو ، هذا هو القطيع الصغير الذى سر الآب أن يعطيه الملكوت ( لو ١٢ : ٣٢ ) ، وأنت أيها الطوباوى شرحت - بأكثر حنكة وإفراز وتمييز - لألياشيب وإخوتك الكهنة كيف يصعدون إلى برجى المائة وحننئيل ..
وغنمة ضالة من قطيعى أغرتها يدُ شريرة آثمة ، كان القطيع آمنًا بالداخل وأنا له الباب يحميه فدلفت الضالة تحاول الخروج ويد الذئب تحاول أن تنتزعها إنتزاعًا ، وتمسكت أنت أيها المبارك بالباب بكل قوتك ، تعلقت بالسيارة تجرك جرًا فى شوارع الإسكندرية ، لم تكن ممسكًا بالسيارة ، كلا ، بل لقد تعلقت بثيابى ، بل بقدمى أنا الباب ، تعلقت بمصاريع الباب .. وعندما جرحت أنا من شدة الجذب رأى الناس جروحًا تنزف على ركبتيك وبساقيك ، ولم يفهم أحد أنها جراحى أنا ، حملتها أنت شرف لك ..
فى أمانتك أيها الكاهن الطوباوى لا يستطيع أحد أن يخطفها من يدى ( يو ١٠ : ٢٨ ) .
أشكرك كاهنى المبارك ، ويوم أن تعود الضالة ، تلتأم جراحى ..
باب الخراف طريق لم تدخل إلا من خلاله ولم تعرف طريقًا آخر غيره أبدًا ، كنت تخرج بالخراف على آثار الغنم ( نش ١ : ٨ ) ، ليس لك منهج فى تعليمهم وإرشادهم إلا منهج الكنيسة وخبرة الأولين ، المذبح هو حصنك ، المزامير هى نشيدك ، كلمة الله هى أنفاس الله تلهج بها نهارًا وليلًا ..
ومع كل ما لك من " كاريزما " لم تعتمد عليها أبدًا ، ومع كل ما كنت تملك من مواهب ، فلم تر إلا باب الخراف طريقًا تدلف إليه طالبًا العون .. !!
أدخل إلى فرح سيدك ، أدخل أيها المبارك إلى باب الخراف فأنت الأحق بأن تنعم بالفرح معها ، وبينها ترى الثوب بُيض فى دم الخروف فتصلى من أجل كل رداء تلوث بقذر العالم وتصلى من أجل الكنيسة وإخوتك الكهنة لينكبوا على ثيابهم ينقوها ، ويحسنوا تبيضيها فى دمى ، ليس من عمل للكنيسة ولهم أعظم من هذا ..
صلى معى ومع إخوتك من أجلهم ليكملوا معنا .. آمين .
إدخل أيها البار الطوباوى ، وكفاك تعبًا حبيبى .. إدخل إلى فرح سيدك ، إلى باب الخراف ..
إمضاء بالدم .. دم الحمل الذى رفع خطايا العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك