2020/05/09

الشباب والجسد


الإنسان مكون من :جسد ونفس وروح+الجسد أصله من تراب الأرض(مادى)
الجسد ليس شر فى حد ذاته، ولكن الشر يكمن فى تيار الإثم الذى يسر فى أعضاء الإنسان العتيق
"ويحى أنا الإنسان الشقى من ينقذنى من جسد هذا الموت" (رو٢٤:٧)
لو كان الجسد شرآ: ما خلقه الله.. لأن الله قدوس لا يطيق الشر
: ما تجسد به ابن الله الكلمة من العذراء مريم ليفدينا
: ما استطاع بعد القيامة أن يدخل السماء التى لا يدخلها أى شئ نجس
: ما أكرم الله قديسيه يحفظ أجسادهم من التحلل
: ما خرجت من القديسين آيات ومعجزات            

كيف يتعامل الشاب المسيحى مع الجسد؟

فى ذلك يضع القديس بولس فى رسائله منهجا رائعا يتخلص فى الآتى:

١_يقوته

"فانه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه" (أف٢٩:٥)
 ويقصد بها أن نعطى للجسد إحتياجاته التى تساعده على الحياة ليعيش سليما كالغذاء السليم والمحافظة على الصحة وعدم إتلاف هذا الجسد (بالعادات الضارة والتدخين والمسكرات والمخدرات.. الخ). مع ملاحظة عدم الإسراف فى الاهتمام به ،وفى نفس الوقت عدم الإهمال لتام له والقسوة الشديدة عليه.. ويعلمنا قداسة البابا شنودة أن الفضيلة هى طريق وسط بين إفراط وتفريط. فلا تدلل جسدك أكثر من اللازم.. ولا تنهكه فى ممارسات أعلى من قامتك الروحية تضره فلا تستطيع ممارسة حياتك الروحية الطبيعية. و يشبه الآباء العلاقة بين الجسد والروح بإنسان ومطيته ،فلو ،فلو فرط الإنسان فى كبح جماح المطية ودللها، فستسقطه ويقع مكسورآ. ولو فرط فى تعذيبها وعدم إعطائها ما يقوتها فستضعف وترقد ولا تستطيع أن توصله لأى مكان. فيفقد وظيفتها ونفعها له.. إذن التعامل السليم يكون بحكمة وبإفراز دون مغالاة أو تطرف، ولعل هذه هى فلسفة الصوم فى الكنيسة القبطية، تنشط الروح والسيطرة على الجسد ورغباته

٢_يقوده

"بل أقمع جسدى وأستعبده" (١كو٢٧:٩)
 القمع:يعنى إخماد الثورات.. أى إطفاء نيران الرغبات والشهوات التى تلح داخل الإنسان ليظل هادئا فى سلام داخلى وهى غير القهر والكبت.. Repression.. لأن الكبت يعنى تأجج الشهوات فى الداخل مع عدم إظهارها. فهى حالة انقسام للإنسان على نفسه داخليآ وهذه الحالة تؤدى به إما إلى الإنفجار والإنفلات السلوكى بمجرد زوال عامل القهر الخارجى أو إلى العقد النفسية التى تترسب فى اللاشعور
الاستعباد:ويعنى أن يكون الجسد تحت سيطرة وخضوع الروح فيصبح مطيعآ ومنفذآ لكل الرغبات والإشتياقات الروحية ولا تعود بعد الثنائية البغيضة أن الجسد يشتهى ضد الروح.. وهذه الأمور لا تتأتى إلا بالتداريب الروحية و ممارسة وسائط النعمة

٣_يقدمة ذبيحة حية

"فاطلب إليكم أيها الاخوة برافة الله أن تقدموا أجساكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو١:١٢)
يقول قداسة البابا شنودة💭
"إن هذا الجسد سينتهى يوما ما. فياليته ينتهى لأجل شئ صالح"
أي لا يجب الاكتفاء بالجهاد السلبى بل نتقدم أكثر فنجاهد إيجابيآ بأن نجعل هذا الجسد ذبيحة حب مبذولة نقدمها للمسيح برضا وسرور وشكر.. فالعين تنسكب بدموع أمام الله. واليدين ترفع فى صلوات حارة.. والرجلين تجرى فى طريق الخدمة. والفم يتقدس بالتسبيح والترتيل.. والجسد كله يبذل فى أصوام ومطانيات وسهر روحى (هذه تسمى فضائل الجسد) لعل الله يقبلها محرقة للرضا عنا.
✳️ 
هذه عزيزى الشاب المحاور الثلاثة التى تبنى عليها تعاملك مع جسدك (تقوته_تقوده_تقدمه فى بذل) وهى تتلازم مع بعضها وتتزامن أيضا.. فبينما أنا أقوت جسدى فى نفس الوقت أقمعه وأستعبده للروح وفى ذات الوقت أبذله ذبيحة حية لله فلا تصلح واحدة  دون الآخرين ولا تطغى واحدة على الأخرى.
عزيزى... هذا عن الجسد... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3