قال عنه نيافة الأنبا بيشوى فى يوم ٦ مارس ١٩٧٤ أثناء الإحتفال بعيد سيامته الخامس والعشرون
أول ما أعجبنى فى رعايته أنه يقدس الأسرار الإلهية التى هى علامة محبة الكاهن للمسيح وعلامة إخلاصه فى الخدمة وعلامة أمانته كوكيل لسرائر الله على الأرض
لأنه إذا أعطى الكاهن الأسرار لغير المستحقين يكون مدانآ أمام الله والخادم الأمين هو الذى يحفظ الوديعة ويدقق فى كل صغيرة وكبيرة ربما البعض يلومه وربما البعض يغضب ويتضايق ولكنه ينبغى أن يكون أمينآ فيما أعطاه الله من قدسات وجواهر
وأشكر الله كثيرآ من جهة شعب مدينة 🏙 كفر الشيخ لأنى وجدتهم سالكين فى كثير من التدقيق ومحافظين على قدسية الأسرار ومواظبين على الإعتراف والتناول من الأسرار المقدسة والسيدات إلى حد كبير محتشمات فى ملابسهن خاصة عند التناول من الأسرار المقدسة بعيدات عن الخلاعة والزينة العالمية
وكل هذه الأمور أعتقد أنها ثمرة السهر والتعب الطويل والإنذار والملاطفة عندما تتأزم نفس من التوبيخ ولقد كان وديعآ فى حزمه حازمآ فى وداعته فالخادم لو كان وديعآ فقط يضيع الشعب بسبب تهاونه وعدم إنذاره للخطاة ولو كان قاسيآ فقط يقود الناس إلى اليأس ثم الدينونة والناس تحتاج إلى من يكون محبآ فى حزمه حازمآ فى محبته
ولذلك نرى أبونا أيوب وقد انعكس هذا الأسلوب حتى فى سلوكه خارج نطاق العمل الكنسى استطاع أن يكسب محبة الكل مسيحين وغير مسيحين واستطاع أن يكسب احترام الكل وثقتهم.. الرئيس والمرؤوس الصغير والكبير قويآ فى حجته شجاعآ فى بيانه وفى مواجهته للحقائق
وهذه الصفات التى فيه هى نابعة من الحكمة.. الحكمة التى يعطيها الله لخدامه حكمة التدبير لذلك وجد أمينآ ومستحقآ أن يكون وكيلآ للمطرانية لأن الإنسان الوكيل قال عنه المسيح فمن هو العبد الوكيل والأمين الحكيم هذه الحكمة تجعل الإنسان يستطيع أن يتدبر الأمور وأن ينظمها وأن ينسقها.. لذلك أبونا أيوب أخذ حكمة الشيوخ وقد لمست هذه الحكمة بنفسى فى كثير من الأمور.. وجدت أن له رأيآ سديدآ حكيمآ يجمع بين خبرة الشيوخ وحماس الشباب وإقدامهم
أيضا وجدته حريصآ على حفظ عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية كاهنآ أرثوذكسيآ صميمآ ولهذا أعتقد أن الطوائف لم تجد لها مكانآ فى هذه البلدة فتكاثر الشعب هنا فى هذه المدينة ونما وازدهر وأدعو الله أن ينميه أكثر فأكثر
وكما تعب معكم أبونا أيوب وابتدأ الكنيسة ⛪ من شقة صغيرة حتى صارت هذا الصرح الكبير هكذا أدعو الله أن يبارككم حتى تثبتوا فى المسيح وتثبتوا فى هذا العمل الروحى العظيم
لقد جمع أبونا أيوب بين الحكمة وبين الأمانة فى الخدمة وبين الجرأة والشجاعة والإقدام... هكذا أيضآ قد جمع إلى جانب كل هذا روحآ متأججة فى محبة الله ومحبة كل ما هو مقدس وكان عميقآ فى روحانيته وفى صلاته للقداس الإلهى حتى أننى أشعر ببركة عظيمة عندما أكون حاضرآ فى القداس وبصوته العذب العميق أشعر أن الصلوات المتفاعلة مع قلوب وتدخل إلى رب الجنود
ثم رأيته معلمآ فصيحآ فى التعبير قويآ فى الحجة ولكنه أيضآ أمينآ فيما يعلم وبهذا قد نما هنا الشعب لأن التعليم ركن أساسى فى الكنيسة ⛪ الأسقف عمله الرئيسى هو التعليم وهكذا أيضآ فى غياب الأسقف فالقسوس والقمامصة عليهم أن يعلموا الشعب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك