2020/05/08

الأسره حول الكتاب المقدس



رغم ما أصاب جون من نزلة برد شديدة ألزمته الفراش، فإن هذا لم يمنع الأم حنة والأب بولس من الجلسة المسائية المعتادة لقراءة ودراسة الكتاب المقدس،فاجتمعا فى غرفته ومعهما ابنتهما مريم التى بدأت فى قراءة الأصحاح الثامن عشر من الإنجيل كما كتبه  📚 القديس لوقا:

"وقال لقوم واثقين بأنفسهم أنهم أبرار ويحتقرون الآخرين هذا المثل. إنسانا صعدا إلى الهيكل ليصليا واحدا فريسى والآخر عشار. أما الفريسى فوقف يصلى فى نفسه هكذا. اللهم أنا أشكرك أنى لست مثل باقى الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. أصوم مرتين فى الأسبوع وأعشر كل ما أقتنيه. وأما العشار فوقف من بعيد  لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء. بل قرع على صدره قائلآ:اللهم ارحمنى أنا الخاطئ. أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته 🏡 مبررآ دون ذاك. لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع.

جون                

ليتنا قبل البدء فى شرح هذا المثل ومغزاه، نعرف من هم الفريسيون ومن هم العشارون

                             الأم حنة

الفريسيون جماعة من العلمانيين (أى لم يكونوا من الكهنة) ،يتمسكون بحرف الناموس دون روحه، يفتخرون ببرهم الذاتى، ولا يعملون الأعمال الحسنة إلا بهدف أن يراهم الناس فيمدحونهم ،وكانوا يظنون أنهم فى الحقيقة وصفوا بأنهم مرائين..

                          الأب بولس

وبالمناسبة فإن البعض منهم تخصصوا فى دراسة الأسفار المقدسة وهم الذين أطلق عليهم "الكتبة".

                             الأم حنة

كما نعلم،فإن اليهودية فى عصر السيد المسيح كانت خاضعة للحكم الرومانى،وقد فرضت الدولة الرومانية عليهم الضرائب وهى متعددة الأنواع وكان لأحد الأثرياء بكل مقاطعة أن يسددها للخزانة العامة، ثم يقوم بعد ذلك بجمع أكثر مما سدد بكثير من الأهالى، أما الرسوم التى كانت تفرض على الصادرات والواردات (أى البضائع الداخلة البلاد، والخارجة منها بما فى ذلك تجارة الرقيق"العبيد") فكان يقوم بتحصيلها العشارون.

                          الأب بولس

وكانت هذه الفئة "العشارين" مكروهة عند اليهود ،إذ كانوا يمثلون السلطة الرومانية ،كما كانوا يقومون بالبحث والتحرى عن كل مورد من موارد الضرائب والرسوم،هذا بالإضافة إلى أنهم كانوا يغالون فى تقدير هذه الضرائب  والرسوم ليضعوا ما يزيد عن ما سددوه للخزانة فى جيوبهم. ولذلك فإن الشعب اليهودى كانوا يعتبرونهم فى صفوف اللصوص والخطاة.

                             الأم حنة

هذا المثل الذى قرأناه، قاله السيد المسيح ،ولكن لمن قاله؟

                                  مريم

قاله لقوم واثقين بأنفسهم أنهم أبرار ويحتقرون الآخرين. 

                          الأب بولس

ومن يعنى بهم؟

                                  جون

بناء على ما عرفناه عن من هم الفريسيين، فإنه هنا يعنيهم هم لافتخار هم ببرهم الذاتى. 

                                  مريم

ولكن هل كانوا يحتقرون غيرهم؟ ولماذا؟

                             الأم حنة

كانوا يدعون أنهم يمثلون الجماعة المقدسة،شعب الله الحقيقى ،المنفصلة عن الجمهور الذى كانوا يعتبرونه جاهلا بالناموس وبالتالى واقعآ تحت اللعنة الإلهية. 

                                  مريم

إن كان هذا وضعهم ،فعليهم أن يترفقوا بالشعب الجاهل، بدلا من احتقاره!!!

                          الأب بولس

لا تنسى نقطة هامة جدآ وراء سبب هذا الاحتقار، انه نتيجة طبيعية للإحساس بالبر الذاتى. 

                                  جون

ماذا تقصد بالبر الذاتى. 

                                 مريم 

أن الإنسان يصير بارآ بأعماله، وتصرفاته، فيفتخر بها ويتعالى عن باقى الناس. 

                          الأب بولس

حقيقة أن الإنسان مطالب بالعمل بمبادئ الشريعة ولكنها لن توصله إلى البر، فنحن لا يمكن لنا الحصول على البر ألا بدم المسيح المسفوك على الصليب، هذا هو الطريق الوحيد لتبريرنا أمام الله ثم تأتى بعد ذلك أهمية الأعمال تنفيذآ لمبادى الشريعة. 

                                  جون

ولكن!!

                             الأم حنة

يكفى هذا.... ونستكمل حديثا الجلسة المقبلة إن شاء الله. 

                        مريم وجون

شكرا ماما... شكرا بابا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3