سبت النور

كلمات روحيّة للحياة




سبت الفرح

-9-

صلاة🙏 الملك سليمان👑 (صلاة التكريس)

 هذه الصلاة المستجابَة التي دخلَتْ مقادِس القدير، حينما وقف سليمان وبسط يديه على مثال الصليب، لتدشين الهيكل الذي بناه بحسب التدبير الإلهي، بتفاصيل ألهمها الروح القدس لداود بِسِرّ لا يُنطَق به. عبَّر عنه داود النبيّ حينما سَلَّم مثال الهيكل ورسومه وتفاصيل مبانيه وأواني الخدمة، وقال لسليمان: «قَدْ أَفْهَمَنِي الرَّبُّ كُلَّ ذلِكَ بِالْكِتَابَةِ بِيَدِهِ عَلَيَّ، أَيْ كُلَّ أَشْغَالِ الْمِثَالِ» (1أخ28: 19). الهيكل روحاني في كلّ شيء، وبه تكمُن كلّ تفاصيل الكنيسة، تحت الشكل المادِّي الرمز والمثال وأشباه السماويات وظلّها.
 الحقّ في الهيكل الجديد، هو جسد المسيح، والكنيسة عمود الحقّ وقاعدته.
 صلاة التكريس هذه هي بمثابة تَخصيص هذا الهيكل لله. هي دخول في عهدٍ بين الإنسان والله، أنّ الله يسكُن مجدُه في البيت الذي دُعِيَ باسمه. وأنّ الإنسان يستمدّ خيرات كثيرة إذا التجأ إلى الرب إلهه ناظِرًا إلى هذا البيت.
 إنّ البيت بيت صلاة، بخور وذبائح، مواسم وأعياد، كلّها مُقَدَّمة لله، هو مكان الفرح الدائم والمحرقة الدائمة والبخور الدائم صباحًا ومساءًا، والخبز الجديد كلّ يوم، خبز الوجوه. ولكن شَرطٌ واحدٌ وُضِع تجاه الإنسان، هو عَهدٌ قَطعَهُ الربّ مع داود بقَسَمٍ، أَقسَم الربُّ «إِنْ كَانَ بَنُوكَ إِنَّماَ يَحْفَظُونَ طُرُقَهُمْ حَتَّى يَسِيرُوا أَمَامِي كَمَا سِرْتَ أَنْتَ أَمَامِي» (1مل8: 25).. حِفظ الوصايا، وحِفظ طريق الربّ مستقيمًا.
 والصلاة فيها اتّضاع كثير، وإدراك عجيب لله المُنَزَّه عن السُّكنَى في مصنوعات الأيادي. وهي تُلقي ضوءًا على اتضاع القدير، كيف يتنازل حتى إلى حقارتنا، بل أن نصير نحن مسكنه، بل اتّحد بمسكننا الترابي وجعله واحدًا مع لاهوته. استجابة الصلاة كانت تأكيدًا مِن نحو الله أنّه يُسَرّ بأنْ يسكُن فينا، ويحلّ بيننا، ونصير نحن بالحقيقة هيكله.
 لقد استجاب المسيح المصلوب والنازل إلى الجحيم والقائم من الأموات.. استجاب صلاة سليمان التي يصلِّيها في هذه الليلة. فدشّن هيكله بسكب دمِه، وأقام الحجارة المتفرّقة، لتصير بقيامته حجارة حيّة، في هيكله السماوي، والرسل الأطهار صاروا أعمدة الإيمان، والقدّيسة الطاهرة مريم كشفت ألغاز قدس الأقداس المصنوع بيد. وكلّ الذبائح التي قدّمها سليمان للتدشين وَجَدَتْ تحقيقها وكمال معناها وقوّتها في ذبيحة المسيح. ورشّ الدم للتقديس، البيت والأواني والكتب أيضًا، والثياب، صار رَشّ دم يسوع الذي يتكلّم أفضل من دم هابيل.
كانت الاستجابة المؤقّتة –قديمًا– بنزول نار لقبول الذبيحة، ثمّ امتلأ البيت دخانًا حتى لم يستطِع الكهنة أن يكمّلوا الخدمة. وها كمال التحقيق نعيشه في الكنيسة اليوم، لأنّ فِصحنا ذُبِح عَنّا، وقَبِل نار وأوجاع الصليب، وأمّا مجد قيامته فلم يحصُل في دخّان أو سحاب، بل بنور حياة أبدية وإشراق فجر القيامة الذي لا يَغرُب.

صلاة🙏 دانيال النبي (صلاة الاعتراف والتضرع)

 «سَهِرَ ٱلرَّبُّ عَلَى ٱلشَّرِّ وَجَلَبَهُ عَلَيْنَا، لِأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَنَا بَارٌّ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا إِذْ لَمْ نَسْمَعْ صَوْتَهُ. وَٱلْآنَ أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ إِلَهُنَا، ٱلَّذِي أَخْرَجْتَ شَعْبَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ، وَجَعَلْتَ لِنَفْسِكَ ٱسْمًا كَمَا هُوَ هَذَا ٱلْيَوْمَ، قَدْ أَخْطَأْنَا، عَمِلْنَا شَرًّا.  يَا سَيِّدُ، حَسَبَ كُلِّ رَحْمَتِكَ ٱصْرِفْ سَخَطَكَ وَغَضَبَكَ عَنْ مَدِينَتِكَ أُورُشَلِيمَ جَبَلِ قُدْسِكَ، إِذْ لِخَطَايَانَا وَلِآثَامِ آبَائِنَا صَارَتْ أُورُشَلِيمُ وَشَعْبُكَ عَارًا عِنْدَ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ حَوْلَنَا. فَٱسْمَعِ ٱلْآنَ يَا إِلَهَنَا صَلَاةَ عَبْدِكَ وَتَضَرُّعَاتِهِ، وَأَضِئْ بِوَجْهِكَ عَلَى مَقْدِسِكَ ٱلْخَرِبِ مِنْ أَجْلِ ٱلسَّيِّدِ. أَمِلْ أُذُنَكَ يَا إِلَهِي وَٱسْمَعْ. اِفْتَحْ عَيْنَيْكَ وَٱنْظُرْ خِرَبَنَا وَٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي دُعِيَ ٱسْمُكَ عَلَيْهَا، لِأَنَّهُ لَا لِأَجْلِ بِرِّنَا نَطْرَحُ تَضَرُّعَاتِنَا أَمَامَ وَجْهِكَ، بَلْ لِأَجْلِ مَرَاحِمِكَ ٱلْعَظِيمَةِ. يَا سَيِّدُ ٱسْمَعْ. يَا سَيِّدُ ٱغْفِرْ. يَا سَيِّدُ أَصْغِ وَٱصْنَعْ. لَا تُؤَخِّرْ مِنْ أَجْلِ نَفْسِكَ يَا إِلَهِي، لِأَنَّ ٱسْمَكَ دُعِيَ عَلَى مَدِينَتِكَ وَعَلَى شَعْبِكَ» (دا9: 14–19).
«أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْعَظِيمُ الْمَهُوبُ، حَافِظَ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ. أَخْطَأْنَا وَأَثِمْنَا وَعَمِلْنَا الشَّرَّ، وَتَمَرَّدْنَا وَحِدْنَا عَنْ وَصَايَاكَ وَعَنْ أَحْكَامِكَ. لَكَ يَا سَيِّدُ الْبِرُّ، أَمَّا لَنَا فَخِزْيُ الْوُجُوهِ»
هذا دانيال النبيّ، نبيّ أرض السبي، الذي لَم تَخضَع روحه للسبي ولا إلى لحظة. بل كان في أرض السبي بجسده بينما روحه تُحَلِّق نحو أورشليم ناظِرة إليها بعين الإيمان خلال كُوّة عُلِّيَّة. وبالصلاة الحارّة، خلال ساعات النهار والليل.
هذا دانيال الذي احتواه جُبّ الأسود، ولكن لم تكُن للأسود قوّة للضرر والإيذاء.