2020/04/21

القيامة اطلاق للمسبيين


❇️ النفوس المسبية بعيدآ عن وطنها الروحى هى النفوس أسرها الشيطان وسباها الأعداء فصارت متغربة عن صهيون الأم وأورشليم وطنها المحبوب. وقد عبر داود النبى عن معاناة هؤلاء المسبيين واشتياقهم للعودة لوطنهم الأصلى فى مزمور ١٣٦(صلاة النوم) فقال بلسان حالهم :"على أنهار بابل هناك جلسنا فبكينا عندما تذكرنا صهيون. على الصفصاف فى وسطها علقنا قيثاراتنا لأنه هناك سألنا الذين سبونا أقوال التسبيح ،والذين استاقونا إلى هناك قالوا: سبحوا لنا تسبحة من تسابيح صهيون.
📯كيف نسبح تسبحة الرب فى أرض غريبة"
❇️ وعلى صعيد هذا المعنى فهناك عينات كثيرة من البشر المسبيين والمنفيين والمأسورين سواء أسرى الخطية أو أسرى الشدائد والضيقات والمحن... هؤلاء وأولئك ربما صاروا بعيدين عن العزاء وغرباء عن نعمة الرجاء، ولأمثالهم نقول إن فى قيامة المخلص عودة لكم من بعد السبى واطلاقآ لنفوسكم من بعد الأسر وتحريرا لكم من نير العبودية وذل الاغتراب. وإذ نحن فى مجال الحديث عن القيامة وفاعليتها نضع أمامنا عينات من المسبيين لأسباب شتى وكيف تعيدهم القيامة إلى ينابيع الراحة ومواطن القوة والانتصار.. وهوذا صوت الرب القائم يناديهم ببشرى الخلاص والحرية فيقول لهم :"روح السيد الرب على لأن الرب مسحنى لأبشر المساكين أرسلنى لأعصب منكسرى القلب لأنادى للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق. لأنادى بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لأعزى كل النائحين. لأجعل لنائحى صهيون لأعطيهم جمالآ عوضآ عن الرماد ودهن فرح عوضآ عن النوح ورداء تسبيح عوضآ عن الروح اليائسة فيدعون أشجار البر غرس الرب للتمجيد"(اش١:٦١_٣).
❇️ ترى من هم هؤلاء المسبيين وكيف ردتهم القيامة من سبيهم الأليم وأسرهم الموجع؟
١_القيامة وعودة الضعفاء :
❇️ الضعف _فى كافة صوره_هو سبب خزى للانسان خصوصآ إذا كان ضعفآ روحيآ بسبب الخطية وفساد الداخل واستعباد الانسان للشر. هنا تكون النفس مأسورة فى خطاياها ومستعبدة لشهواتها مسبية فى أرض غريبة أو كورة بعيدة لا تشتهى سوى التهام خرنوب الخنازير. وتصبح بمثابة امرأة عاقر مهجورة ومحزونة الروح(اش٦:٥٤).مثل هذه النفس لايعيدها من سبيها فى الضعف إلا الاله القوى الجبار بقيامته المجيدة المرهبة. إن الرب يسوع بقيامته المهوبة فتح الباب أمام عودة هؤلاء المسبيين فى مواطن الضعف والهزال.. وهوذا نراه يعزى هذه النفوس ويقول لكل منها : "لاتخافى لأنك لا تخزين ولا تخجلى لأنك لا تستحين. فإنك تنسين خزى صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد لأن بعلك هو صانعك رب الجنود اسمه ووليك قدوس اسرائيل اله كل الأرض يدعى" (اش٤:٥٤، ٥).
٢_ القيامة وعودة المظلومين:
❇️ لقد قيل فى وصف الرب فى صليبه وآلامه إنه:"ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه"(اش٧:٥٣).وقد اجتاز الرب فعلآ فى المظالم والافتراءات، ووقعت عليه تعبييرات المعيرين "وفى جيله من كان يظن أنه قطع من أرض الأحياء أنه ضرب من أجل ذنب شعبى.. على أنه لم يعمل ظلمآ ولم يكن فى فمه غش"(اش٨:٥٣ ،٩) لكن رغم هذا كله فقد أثبت الرب بقيامته الظافرة المنتصرة أن النفس المظلومة لا يمكن أن تبقى مسبية فى أرض المظالم والافتراءات إلى طول الايام. لذلك" إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل فى البلاد فلا ترتع من الأمر لأن فوق العالى عاليآ يلاحظ والأعلى فوقهما" (جا٨:٥).
❇️ ورغم أن الأشرار والعتاة أخرجوا القضية أن الرب مستحق الموت وصرخوا فى وجهه أن يصلب عن شعبه، لكن ماذا كانت النتيجة النهائية؟ "قمت يامخلصى بالجبروت وكسرت شوكة الجحيم عنى"(صلاة قسمة سنوي للابن). إن لسان حال الرب القائم من الأموات وهو يرد المسبيين من أرض المظالم ويسكنهم وطن العدل والحق هو كلماته المعزية :"فى طريق العدل أتمشى فى وسط سبل الحق فأورث محبى رزقآ وأملأ خزائنهم" (ام ٢٠:٨).لذلك" لاتحسد الظالم ولا تختر شيئآ من طرقه لأن الملتوى رجس عند الرب أما سره فعند المستقيمين" (ام٣١:٣، ٣٢).إن الرب القائم بمجد عظيم قد حسم قضية الظلم وأعاد المظلومين والبائسين والمذلولين من أرض الشقاء والتعاسة، وهو ذا ينادى عليهم قائلا:" أسمعوا لى يا عارفى البر الشعب الذى شريعتى فى قلبه. لا تخافوا من تعيير الناس ومن شتائمهم لاترتاعوا لأنه كالثوب ياكلهم العث وكالصوف يأكلهم السوس أما برى فإلى  الأبد يكون وخلاصى الى  دور الأدوار" (اش ٥١ :٧ ،٨).
❇️ إننا ندعو كل نفس مظلومة أن تفتح مسامع قلبها وتتنسم رائحة القيامة وتتلذذ بمكاسبها ،وتسمع صوت الرب القائم وهو يعزيها ويقول:" أيتها الذليلة المضربة غير المتعزية ها أنذا أبنى بالأثمد حجارتك وبالياقوت الأزرق أوسسك. وأجعل شرفك ياقوتآ وأبوابك حجارة بهرمانية وكل تخومك حجارة كريمة ،وكل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك كثيرا. بالبر تثبتين بعيدة عن الظلم فلا تخافين وعن الارتعاب فلا يدنو منك" (اش١١:٥٤_١٤).بل وتصل قمة الوعد الالهى فى نصرة كنيسته وجماعة المؤمنين بقوله:" كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك فى القضاء تحكمين عليه. هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندى يقول الرب"(اش١٧:٥٤).
٣_القيامة وعودة الشاردين:
❇️ هناك نفوس تشرد بكليتها حينما تطيش جسدآ وفكرآ وروحآ، وتعيش فى بيئة الفساد وتشرب الاثم كالماء. وهناك نفوس أخرى تشرد جزئيآ بسبب طياشة الفكر وشروده فى غرور العالم 🌏 وغناه وشهوات سائر الأشياء التى تخنق كلمة الله فيهم وتصيبهم بالذهول (والسرحان) وعدم إدراك خلاص أنفسهم وأبديتهم العتيدة ،فتنهار روحياتهم وتفتر عزائمهم.
❇️ عموما فكلا النوعيتين كثير فى هذه الأيام.. وربما يمثل عينة هؤلاء الشاردين بالفكر والعاطفة تلميذا عمواس اللذين وصفهما السيد المسيح بقوله:"أيها الغبيان والبطيئا القلوب فى الايمان" (لو ٢٥:٢٤). هذه العينة من التائهين والشاردين والمسبيين بالفكر تعيدهم القيامة إلى حياة التركيز والتأمل والتهاب الروح لأن خبر القيامة فيه من الدسم والعمق ماهو كفيل بنقلنا من الطياشة والتوهان إلى رسوخ القلب وصحوة الضمير وإقرار الإيمان :" ربى وإلهى"(يو٢٨:٢٠).
❇️ إن الحياة بالمسيح القائم هى عودة حقيقية من أرض السبى إلى صهيون الأم "ومفدي الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون بالترنم وعلى رؤوسهم فرح أبدى. ابتهاج وفرح يدركانهم. يهرب الحزن والتنهد. أنا أنا هو معزيكم"
 (اش ٥١ :١١، ١٢).
٤_القيامة وعودة المهزومين:
❇️ تحمل لنا أخبار المعارك والحروب - فى كثير من الأحيان - صورآ مؤلمة لهزيمة الجيوش وغزو المدن وسبى الجنود والأفراد ،وكيف بالهزيمة يتم أسر الألوف وسبيهم إلى أرض الأعداء أو على الأقل تداس بلادهم ومدنهم بأقدام الأعداء وأرجل الطغاة.
❇️ وعلى مستوى كيان الانسان وحياته اليومية فهو يتعرض لمعارك روحية وميادين شتى للقتال،وإنه لمن المؤلم والصعب أن يقع الانسان فى هزيمة أو كسرة أو أن يبقى فى هزيمته دهرآ من الزمان دون أن يقوم منتفضآ ومنتصرآ على شماتة الأعداء.
❇️ فى هذا الصدد أتصور الرب القائم من الأموات ينادى أورشليم (النفس البشرية) قائلا:"استيقظى إلبسى عزك ياصهيون البسى ثياب جمالك يا أورشليم المدينة المقدسة.. انتفضى من التراب قومى اجلسى يا أورشليم انحلى من ربط عنقك أيتها المسبية أبنة صهيون" (اش٥٢: ١، ٢).
❇️ فليأت الذين هزمهم الزمن وشر الأيام ، ليسبيهم اليوم الثالث (يوم القيامة) ويردهم بفجره المشرق.
❇️ وليأت الذين هزمهم الخوف والجبن ،ليسبيهم ظهور الرب فى العلية وتردهم كلماته المطمئنة (سلام لكم).
❇️ وليأت الذين هزمتهم سبعة شياطين ،ليسبيهم الحب الالهى فيحملوا حنوطهم وأطيابهم ويصرخوا"ربونى".
❇️ وليأت كل من سباهم ملوك الأرض وأسروهم إلى دنيا المظالم، ليعودوا للرب الاله القائم من بين الأموات ويناجونه قائلين :"عظيمة وعجيبة هى أعمالك أيها الرب الاله القادر على كل شئ عادلة وحق هى طرقك ياملك القديسين" (رو٣:١٥).
❇️ هنيئآ بالقيامة التى أعادت المسبيين من أرض سبيهم، فالمسيح القائم قادر فى كل زمان ومكان أن يفتح عيون العمى ويخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين فى الظلمة (اش٧:٤٢).
❇️ نعم" هو الرب"الذى نزل إلى الجحيم وأبطل عز الموت وسبى سبيآ وأعطى الناس كرامات (قسمة عيد القيامة) وهكذا تؤكد الكنيسة ما جاء فى كلمات بولس الرسول إذ يقول:"إذ صعد إلى العلا سبى سبيآ وأعطى الناس عطايا" (اف٨:٤).
❇️ يانفسى ترى فى أى سبى أنت وعلى أى ارض تعيشين ؟
هل على أنهار بابل تجلسين وعلى الصفصاف تعلقين قيثارتك(مز١٣٦)؟ أم أنك أمام عرش الله تخدمينه نهارآ وليلآ وتصرخين بصوت الخلاص(رؤ١٠-١٥).
❇️ ليتك يارب _ بقيامتك المجيدة وقيامتى أنا معك - تنقلنى من سبى إلى سبى وترد لى بهجة خلاصك،لأبس عرى كصهيون وثياب جمالى كأورشليم (اش١:٥٢).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3