حَدَث الصَّلْب
رحلة السيِّد المسيح على الأرض هي رِحلة خلاصيّة، لذلك فإنّ الحدَث الأبرز فيها هو حَدَث الصّلْب..
فإن كان هناك الكثير من الأحداث الهامّة في هذه الرحلة، وهي التي نعيِّد فيها بالأعياد السيِّديّة المعروفة، أي المختصّة بالسيِّد المسيح، مثل الميلاد والغطاس ودخول أورشليم والقيامة والصعود..إلخ.. إلاّ أن الحدث الأكبر الذي سحب قلوب كل أتباع يسوع وراءه هو تقديم السيِّد المسيح نفسه ذبيحةً على الصليب لأجل خلاص العالم.. مع الوضع في الاعتبار أنّه لا يمكن أن يستفيد بهذا الخلاص إلاّ مَن يؤمِن بالرب يسوع كإله حيّ، ويثق بقدرته على الخلاص، ويقبَل أن يموت معه في المعموديّة ليحيا أيضًا معه حياةً جديدة بشبه قيامته..!
حدَث الصلب كان ماثلاً في ذِهن الكنيسة طوال تاريخها ومنذ القرن الأول.. فنجد على سبيل المثال معلمنا بطرس الرسول يقول عن نفسه أنّه "الشّاهِد لآلام المسيح (شاهِد عيان)" (1بط5: 1)، ويتحدّث عن الصليب كثيرًا في تعاليمه.. فمثلاً يقول: "الذي حمل هو نفسه (المسيح) خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا، فنحيا للبِرّ" (1بط2: 23)، "الذي بجلدته شُفيتم" (1بط2: 24)، "سيروا زمان غُربتكم بخوف، عالمين أنّكم افتُديتُم.. بدم كريم، كما من حملٍ بلا عيب ولا دنس، دم المسيح.." (1بط1: 17-19)..
أيضًا حدث الصََّلْب كان محفورًا في أعماق معلِّمنا بولس الرسول فتغنّى به مرّات كثيرة، سجّلها لنا بالروح القدس في رسائله الخالدة.. "الذي أحبّني وأسلَم نفسه لأجلي" (غل2: 20)، "الذي بذل نفسه لأجل خطايانا.." (غل1: 4)، "اسلكوا في المحبّة، كما أحبّنا المسيح أيضًا، وأسلم نفسه لأجلنا قربانًا وذبيحةً لله رائحة طيِّبة" (أف5: 2)، "الذي بذل نفسه فِديةً لأجل الجميع.." (1تي2: 6)، "الذي بذل نفسه لأجلنا، لكي يفتدينا من كلّ اثم، ويُطهِّر لنفسه شعبًا خاصًّا غيورًا في أعمال حسنة" (تي2:14)، "المسيح افتدانا من لعنة الناموس (اللعنة الواقعة على كل من يخالف الشريعة) إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب ملعون كل مَن عُلِّق على خشبة" (غل3: 13)، "حاشا لي أن أفتخر إلاّ بصليب ربِّنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم" (غل6: 14)، "نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا.." (1كو1: 23)، "لم أعزم أن أعرف شيئًا.. إلا يسوع المسيح، وإيّاه مصلوبًا" (1كو2:2)..
إنّ حدَث الصّلب هو بالحقيقة نُقطة التحوُّل الفاصلة في تاريخ البشريّة، الذي به تحقّقَت نبوءة إشعياء (قبل المسيح بحوالي 700 سنة) "أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحمّلها.. مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا.. تأديب سلامنا عليه (التأديب المؤدِّي إلى سلامنا مع الله أخذه عليه لكي يهبنا السلام) وبجراحاته شُفِينا.. كلّنا كغنمٍ ضللنا مِلنا كلُّ واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه اثم جميعنا.. سكب للموت نفسه.. وهو حمل خطيّة كثيرين وشفع في المُذنبين" (إش53)..
لقد أخذت البشريّة بالصليب، ما لم تكُن تحلم به من غلبة وحرِّيّة وفرح وسلام.. عندما اقتحم المسيح الموت في عُقر داره، وهزمه، وحرّرنا من سطوته.. ووهب هذه الغلبة والحرّيّة لكلّ مَن يدخل في شركة معه بالمعموديّة، ويحمل صليب وصيّته، ويتبعه طول الحياة..!
لذلك فليس مبالغةً من الكنيسة أنّها تضع حادثة الصّلب كتذكار يومي، في منتصف كل نهار.. وتُرَتِّب للمؤمنين صلوات خاصّة في هذا التوقيت هي صلاة الساعة السادسة (12 ظهرًا) وصلاة الساعة التاسعة (3 بعد الظهر).. كما رتّبَت أيضًا صومًا ثابتًا في يوم الصلب (الجمعة) من كل أسبوع.. وأيضًا خصَّصَت أسبوعًا كاملاً لمتابعة تفصيليّة لرحلة السيِّد المسيح الحَمَل الحقيقي إلى الصليب، ابتداءً من دخوله أورشليم كمَلِك روحاني، حتّى ارتفاعه على خشبة فوق ربوة الجلجثة، فاتِحًا أحضانه ليضُمّ البشريّة كلّها، ويصالحها مع الآب بالصليب..!
من أجل هذا، فإنّ هذا الأسبوع الرهيب المُتوَّج بالصليب يستحق أن يكون أهمّ وأغلى أيام السّنة بالنسبة لنا، فنتفرّغ فيه تمامًا للعبادة والتسبيح والقراءات الروحيّة والتأمُّل.. من أجل حفر وتعميق حَدَث الصّلب في قلوبنا، فنمتلئ من محبّة المسيح، ونصير قادرين أن نحمل الصليب وراءه ونتبعه كل أيّامنا في طريق الحياة الأبديّة..!
رحلة السيِّد المسيح على الأرض هي رِحلة خلاصيّة، لذلك فإنّ الحدَث الأبرز فيها هو حَدَث الصّلْب..
فإن كان هناك الكثير من الأحداث الهامّة في هذه الرحلة، وهي التي نعيِّد فيها بالأعياد السيِّديّة المعروفة، أي المختصّة بالسيِّد المسيح، مثل الميلاد والغطاس ودخول أورشليم والقيامة والصعود..إلخ.. إلاّ أن الحدث الأكبر الذي سحب قلوب كل أتباع يسوع وراءه هو تقديم السيِّد المسيح نفسه ذبيحةً على الصليب لأجل خلاص العالم.. مع الوضع في الاعتبار أنّه لا يمكن أن يستفيد بهذا الخلاص إلاّ مَن يؤمِن بالرب يسوع كإله حيّ، ويثق بقدرته على الخلاص، ويقبَل أن يموت معه في المعموديّة ليحيا أيضًا معه حياةً جديدة بشبه قيامته..!
حدَث الصلب كان ماثلاً في ذِهن الكنيسة طوال تاريخها ومنذ القرن الأول.. فنجد على سبيل المثال معلمنا بطرس الرسول يقول عن نفسه أنّه "الشّاهِد لآلام المسيح (شاهِد عيان)" (1بط5: 1)، ويتحدّث عن الصليب كثيرًا في تعاليمه.. فمثلاً يقول: "الذي حمل هو نفسه (المسيح) خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا، فنحيا للبِرّ" (1بط2: 23)، "الذي بجلدته شُفيتم" (1بط2: 24)، "سيروا زمان غُربتكم بخوف، عالمين أنّكم افتُديتُم.. بدم كريم، كما من حملٍ بلا عيب ولا دنس، دم المسيح.." (1بط1: 17-19)..
أيضًا حدث الصََّلْب كان محفورًا في أعماق معلِّمنا بولس الرسول فتغنّى به مرّات كثيرة، سجّلها لنا بالروح القدس في رسائله الخالدة.. "الذي أحبّني وأسلَم نفسه لأجلي" (غل2: 20)، "الذي بذل نفسه لأجل خطايانا.." (غل1: 4)، "اسلكوا في المحبّة، كما أحبّنا المسيح أيضًا، وأسلم نفسه لأجلنا قربانًا وذبيحةً لله رائحة طيِّبة" (أف5: 2)، "الذي بذل نفسه فِديةً لأجل الجميع.." (1تي2: 6)، "الذي بذل نفسه لأجلنا، لكي يفتدينا من كلّ اثم، ويُطهِّر لنفسه شعبًا خاصًّا غيورًا في أعمال حسنة" (تي2:14)، "المسيح افتدانا من لعنة الناموس (اللعنة الواقعة على كل من يخالف الشريعة) إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب ملعون كل مَن عُلِّق على خشبة" (غل3: 13)، "حاشا لي أن أفتخر إلاّ بصليب ربِّنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم" (غل6: 14)، "نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا.." (1كو1: 23)، "لم أعزم أن أعرف شيئًا.. إلا يسوع المسيح، وإيّاه مصلوبًا" (1كو2:2)..
إنّ حدَث الصّلب هو بالحقيقة نُقطة التحوُّل الفاصلة في تاريخ البشريّة، الذي به تحقّقَت نبوءة إشعياء (قبل المسيح بحوالي 700 سنة) "أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحمّلها.. مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا.. تأديب سلامنا عليه (التأديب المؤدِّي إلى سلامنا مع الله أخذه عليه لكي يهبنا السلام) وبجراحاته شُفِينا.. كلّنا كغنمٍ ضللنا مِلنا كلُّ واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه اثم جميعنا.. سكب للموت نفسه.. وهو حمل خطيّة كثيرين وشفع في المُذنبين" (إش53)..
لقد أخذت البشريّة بالصليب، ما لم تكُن تحلم به من غلبة وحرِّيّة وفرح وسلام.. عندما اقتحم المسيح الموت في عُقر داره، وهزمه، وحرّرنا من سطوته.. ووهب هذه الغلبة والحرّيّة لكلّ مَن يدخل في شركة معه بالمعموديّة، ويحمل صليب وصيّته، ويتبعه طول الحياة..!
لذلك فليس مبالغةً من الكنيسة أنّها تضع حادثة الصّلب كتذكار يومي، في منتصف كل نهار.. وتُرَتِّب للمؤمنين صلوات خاصّة في هذا التوقيت هي صلاة الساعة السادسة (12 ظهرًا) وصلاة الساعة التاسعة (3 بعد الظهر).. كما رتّبَت أيضًا صومًا ثابتًا في يوم الصلب (الجمعة) من كل أسبوع.. وأيضًا خصَّصَت أسبوعًا كاملاً لمتابعة تفصيليّة لرحلة السيِّد المسيح الحَمَل الحقيقي إلى الصليب، ابتداءً من دخوله أورشليم كمَلِك روحاني، حتّى ارتفاعه على خشبة فوق ربوة الجلجثة، فاتِحًا أحضانه ليضُمّ البشريّة كلّها، ويصالحها مع الآب بالصليب..!
من أجل هذا، فإنّ هذا الأسبوع الرهيب المُتوَّج بالصليب يستحق أن يكون أهمّ وأغلى أيام السّنة بالنسبة لنا، فنتفرّغ فيه تمامًا للعبادة والتسبيح والقراءات الروحيّة والتأمُّل.. من أجل حفر وتعميق حَدَث الصّلب في قلوبنا، فنمتلئ من محبّة المسيح، ونصير قادرين أن نحمل الصليب وراءه ونتبعه كل أيّامنا في طريق الحياة الأبديّة..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك