كان للفكر الرهبانى فى الكنيسة القبطية فى مصر القوة التى أثرت على الكثيرين من الراغبين فى الحياة الرهبانية سواء فى داخل مصر أو خارجها الأمر الذى دعا بعض المتبتلين من الخارج منهم مؤرخون عظام ومن أمثلتهم " بلاديوس " الذى كتب عن رهبان مصر فى كتاب يدعى "فردوس الاباء " وأيضا مؤرخ اخر يدعى " روفينوس " الذى جاء وكتب عن نساك مصر وأشهرههم يوحنا الأسيوطى وكثير من النساك فى وادى النطرون ويذكر أن "يوحنا كاسيان " قد زار منطقة " بحيرة المنزلة " وتقابل مع النساك هناك وأشهرهم الأب "إبراهيم " والأب " شيرمون " وقد سجل زيارته هذه فى كتاب " المناظرات " ويذكر أن البابا أثناسيوس الرسولى قد لعب دورا هاما فى نشر الرهبنة القبطية خارج مصر من خلال كتاب "حياة الأنبا أنطونيوس " وقد قال العلامة "جيروم " عن ذلك : " إنه لما ذهب الرسولى أثناسيوس إلى روما أخذ معه موجز سيرة القديس أنطونيوس الذى كان قد كتبه وأن أناسا بعد ما قرأوا السيرة هجروا العالم وترهبوا " لذلك وفد إلينا "مكسيموس وديماديوس " و "أرسانيوس " ورهبان من إسبانيا واليونان وسريان وأحباش ونوبين
ويذكر أن القديس "يوحنا ذهبى الفم " جاء إلى مصر فى بداية حياته وزار الرهبان فى صحاريها وقال قوله المشهور : " إنى زرت مصر فرأيت ملائكة أرضيين بل قل إنهم بشر سمائيون " كذلك القديس " أغسطينوس " قد عرف طريق الرهبنة بعد ما قرأ حياة الأنبا أنطونيوس وقد أسس ثلاثة أديرة فى هيبو وتاجست بالجزائر وكانت قوانينهم على حسب قوانين رهبنة الأنبا أنطونيوس ومن ناحية أخرى خرج رهبان منهم من تتلمذ على يدى "الأنبا أنطونيوس " و "الأنبا باخوميوس " أب الشركة والقديس "مقاريوس الكبير " وذهب بعضهم إلى بلاد الرافدين كالقديس "أوجين " والبعض الاخر إلى جبال سوريا ولبنان وجزيرة قبرص كالقديس "إيلاريون " ومنهم من ذهب إلى فلسطين وهو القديس "برصنوفيوس المتوحد " ومن المعروف أن كل رهبانيات هذه البلاد قائمة على القوانين الرهبانية للأنبا أنطونيوس أب الرهبان أما الأب "بندكت " فى إيطاليا والأب "باتريك " فى إنجلترا فقد أسسا أديرة حسب قوانين الأنبا باخوميوس أب الشركـــــــة
الراهــــــــــــــب هو ذاك الذى يستعد ليصير مثل الملائكة بدون هم ويشق عنه ثوب العالم (القديس إكليمادوس )