2020/12/17

تأثير الرهبنة القبطية على العالــــــــــــم

 كان للفكر الرهبانى فى الكنيسة القبطية فى مصر القوة التى أثرت على الكثيرين من الراغبين فى الحياة الرهبانية سواء فى داخل مصر أو خارجها الأمر الذى دعا بعض المتبتلين من الخارج منهم مؤرخون عظام ومن أمثلتهم " بلاديوس " الذى كتب عن رهبان مصر فى كتاب يدعى "فردوس الاباء " وأيضا مؤرخ اخر يدعى " روفينوس " الذى جاء وكتب عن نساك مصر وأشهرههم يوحنا الأسيوطى وكثير من النساك فى وادى النطرون ويذكر أن "يوحنا كاسيان " قد زار منطقة " بحيرة  المنزلة " وتقابل مع النساك هناك وأشهرهم الأب "إبراهيم " والأب " شيرمون " وقد سجل زيارته هذه فى كتاب " المناظرات " ويذكر أن البابا أثناسيوس الرسولى قد لعب دورا هاما فى نشر الرهبنة القبطية خارج مصر من خلال كتاب "حياة الأنبا أنطونيوس " وقد قال العلامة "جيروم " عن ذلك : " إنه لما ذهب الرسولى أثناسيوس إلى روما أخذ معه موجز سيرة القديس أنطونيوس الذى كان قد كتبه وأن أناسا بعد ما قرأوا السيرة هجروا العالم وترهبوا " لذلك وفد إلينا "مكسيموس وديماديوس " و "أرسانيوس " ورهبان من إسبانيا واليونان وسريان وأحباش ونوبين 


ويذكر أن القديس "يوحنا ذهبى الفم " جاء إلى مصر فى بداية حياته وزار الرهبان فى صحاريها وقال قوله المشهور : " إنى زرت مصر فرأيت ملائكة أرضيين بل قل إنهم بشر سمائيون "  كذلك القديس " أغسطينوس " قد عرف طريق الرهبنة بعد ما قرأ حياة الأنبا أنطونيوس وقد أسس ثلاثة أديرة فى هيبو وتاجست بالجزائر وكانت قوانينهم على حسب قوانين رهبنة الأنبا أنطونيوس ومن ناحية أخرى خرج رهبان منهم من تتلمذ على يدى "الأنبا أنطونيوس " و "الأنبا باخوميوس " أب الشركة والقديس "مقاريوس الكبير " وذهب بعضهم إلى بلاد الرافدين كالقديس "أوجين " والبعض الاخر إلى جبال سوريا ولبنان وجزيرة قبرص كالقديس "إيلاريون " ومنهم من ذهب إلى فلسطين وهو القديس "برصنوفيوس المتوحد " ومن المعروف أن كل رهبانيات هذه البلاد قائمة على القوانين الرهبانية للأنبا أنطونيوس أب الرهبان أما الأب "بندكت " فى إيطاليا والأب "باتريك " فى إنجلترا فقد أسسا أديرة حسب قوانين الأنبا باخوميوس أب الشركـــــــة 


      الراهــــــــــــــب هو ذاك الذى يستعد ليصير مثل الملائكة بدون هم ويشق عنه ثوب العالم  (القديس إكليمادوس )


2020/12/15

الأبوة الروحية فى الرهبنة

 الرهبنة المصرية هى أول رهبنة فى العالم تستخدم لقب " أبــــــــا " ورد أقدم استعمال لهذا اللقب بمعنى رهبانى فى بردية يونانية وجدت فى مصر ترجع إلى حوالى عام 330_ 340 م أى إلى بدايات زمن الرهبنة المصرية 


يطلق هذا اللقب على الراهب الذى يتولى الأبوة الروحية والذى يمنح موهبة خاصة لقيادة النفوس وهذا اللقب لا يرتبط ضرورة بالسن فلقد تعجب الأب يوسف مرة عند ما سمع الأب بيمن يدعو الشاب أغاثون " أبـــــــــا " وسأله : " هو ما يزال شابا فكيف تدعوه أبـــــــــا 

أجاب الأب بيمن : " إن فمه  ( أى كلامه وحكمته ) يجعل الإنسان يدعوه أبــــــا كان الراهب المبتدئ يسمى أخـــــأ وأبــــــا هو الشيخ المتقدم فى حكمة البرية والذى نال موهبة الاستنارة لإرشاد الاخرين أى لإعطائهم " كلمة منفعة " 


الأبـــــــــــا هو الراهب المختبر الذى نال الحكمة المتولدة من الخبرة وليس فقط من قراءة الكتب " الأبــــــــــــا " هو من جاهد ضد اهوائه الشخصية وضد هجمات إبليس الشرسة وسمح لقوة النعمة الإلهية أن تنتصر فيه ووصل إلى معرفة نفسه واقتنى الاتضاع " الأبـــا" هو من يلد بنينا على صورته هو إنسان يحمل الروح القدس داخله ويوصل هذا الروح للاخرين كان " الأبــــــا " يعلم بالأكثر بالقدوة الذاتية وليس فقط بالتعليم والإرشاد الشفوى كانت كلماته مختصرة وعميقة وخارقة لنفس الابن تحمل قوة الروح القدس كذلك  كان على " الأبــــــــــا " أن يحافظ على تقليد الاباء الشيوخ السابقين والذين تتلمذ عليهم وأن يسلم ابنه هذه الخبرة المقدسة والتى تعتمد على روح ووصايا الكتاب المقدس يصير الشيخ أبا روحيا من خلال علاقة شخصية جدا مع كل واحد من تلاميذه وكان التلميذ " يكشف افكاره " لأبيه الروحى والأب الروحى يعطى الإجابة والإرشاد المناسب لهذا التلميذ بالذات فى هذا الظرف بالذات وهذا ما يسمى بفضيلة " الإفراز " أو التميز وبروح الأستنارة 

كانت الفضيلة الأساسية التى تميز " الأبــــــــــا " هى المحبة وكان هدفه الرئيسى هو خلاص نفسه وخلاص أنفس أولاده الروحيين 


قيل للقديس باخوميوس فى الرؤيا : أن يخدم الناس ويصالحهم مع الله كان الأبـــــــــا يشعر أنه مجرد وسيط بين الراهب والله 


ومن مميزات " الأبــــــا " أيضا أن يحمل مسئولية أولاده روحيا وأن يعلمهم الجهاد والرجاء وأسرار الحرب الروحية وطرق الفوز فيها 


كان " الأبــــــــــــا " يتميز بطول الأناة والشفقة على المجاهدين لذلك كان الشيوخ يجبرون على القيام بهذا الدور الخطير ولا يسمعون إليه من أنفسهم كانت أبوة الله لجميع أولاده 



القديس الأنبــــــــا أنطونيـــــــــــــوس

 كأب لفكـــــــرة وطريق ومنهج روحى جديد 


االقديس الأنبا أنطونيوس له فضائل وميزات عديدة لعل من الأشياء التى نذكرها فى مقدمة ميزات هذا الإنسان البار أنه أحد الأوائل أقصد أنه واحد من الذين شقوا طريقا صعبا وجميلا لم يسبقه إليه أحد من قبل 


رهبان كثيرون ملأوا الدنيا الاف وملايين لكنه كان أول راهب فى العالم له مكانته لأنه أول من سار فى الطريق وأول من وضع نظمه وأسلوب حياته وأول من شرحه للناس وعرفهم به 


إن الأوائل الذين بدأوا الطريق لهم مكانتهم 

كلنا إن سرنا فى طريق الرهبنة إنما نتبع أقدام القديسين الأوائل وكما ساروا نسير أما القديس الأنبا أنطونيوس فحينما شق طريقه فى الرهبنة لم تكن هناك أقدام سبقته فى هذا المجال من قبل 


إنه أب لطريق بل أب لأصعب طريق طريق الموت عن العالم طريق التجرد الكامل عن كل شئ


وقد سار فى هذا الطريق وحده لما بدأ.. 


عظمة الأنبا أنطونيوس أنه لم يوجد أحد يقوده ويرشده فى الرهبنة بل هو الذى قاد وأرشد الكل 


كل من يترهب حاليا اباء ومرشدون يشرحون له كيف يبدأ وكيف يتدرج وينمو ويحكون له أسرار الحياة الرهبانية وأعماقها وطقسها ويظهرون له حروب وحيل الشياطين وكيفية الانتصار عليها ... ويمسكون بيد هذا المبتدئ ويقودونه خطوة خطوة حتى يصل ...


أما الأنبا أنطونيوس فلم يجد له مرشدا وسار وحيدا 


يقول الكتاب "اثنان خير من واحد لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة لأنه إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه وويل لمن هو وحده إن وقع إذ ليس ثان ليقيمه " ( جامعه 9,10:4) 


وكان الأنبا أنطونيوس وحده ولكن لم يقع ...

سار وحده فى طريق الرهبنة بلا أب بلا مرشد بلا زملاء فى الطريق بلا تعزية من أى إنسان بل أيضا بدون الوسائط الروحية المتاحة للجميع بلا كنيسة .. بلا شئ يسنده فى الغربة والقفر والوحدة والحروب .. سوى إيمانه بأن الله معه 


ومع ذلك لم يستصعب الطريق بل سار وحده ومعه الله لهذا نحن نكرم الأنبا أنطونيوس .. وكل الذين يترهبون الان مهما ارتفعوا لايمكن أن يصلوا إلى درجة هذا القديس فعلى الأقل الدفعة أتتهم من الخارج هناك من تابعوهم فى حياتهم الروحية النسكية حتى وصلوا ..


لكن الأنبا أنطونيوس أتته الدفعة الأولى من داخله

ولما دخل إلى الرهبنة فى أيامه دخل إلى المجهول .. 

سار فى طريق لا يعرف  معالمه ولا يعرف حروبه 

إنه لم يكن أبا للرهبان فقط إنما أبا للرهبنة ذاتها 

هو ذا الذى وضع أسسها وروحها وقدم للعالم صورته 

وإن أردنا أن نفهم ماهى الرهبنة فى أصولها إنما نرجع فى ذلك إلى الأنبا أنطونيوس ..


لذلك كانت حياته ذات تأثير عجيب أينما عرفت..

كانت سيرته مسكا لأنها كانت شيئا جديدا على العالم .. كانت حياته جديدة لم يعرفها العالم من قبل ..


كل راهب فى الدنيا يعتبر نفسه أبنا للقديس الأنبا أنطونيوس ليس الأقباط فقط وإنما الكاثوليك أيضا وكل الأرثوذكس شرقيين وغربيين وكل محبى الوحدة فى العالم .. الكل يشتركون معا فى محبته وفى إكرامه وفى البنوة له 


لقد قدم للعالم كله حياة التأمل والصلاة حياة الوحدة والسكون حياة الزهد والتفرغ الكامل لله ..


قدم لنا حياة جديدة لا تستمد عظمتها من الخارج 

لا تستمد عظمتها من الألقاب ولا من الجاه والسلطان ولا من الوظائف ولا من الكهنوت ولا من الرعاية ولا من العلم والجدل والمعرفة إنما تستمد عمقها من الداخل من الصلة الدائمة بالله فى حياة الروح 


هذا هو المنهج الجديد الذى قدمه الأنبا أنطونيوس ونحن نكرمه كأب لهذا المنهج ونقول : 


مبارك هو الرب الذى منحنا الأنبا أنطونيوس 

وفتح لنا به بابا للسمائيات وقدس أقداس وسط الجبال ..

وقدس لنا رمل البرية وتلالها ومغائرها وصارت مغارة الأنبا أنطونيوس مزارا يتبارك به الناس من كل أنحاء العالم ليروا مكانا حل الله فيه مرافقا للأنبا أنطونيوس ومباركا 


ونشكر الله لأن الأنبا أنطونيوس قبل أن يقود الرهبنة لم يصر أن يحيا وحده كالانبا بولا فى عزلة كاملة عن العالم يقضى حياته 

كلها لا يرى وجه إنسان ..


مبارك  هو اليوم الذى قبل فيه الأنبا أنطونيوس أن يرشد اخرين ويعلمهم هذا الطريق الملائكى الذى أختبره 

2020/12/14

الرهبنة والليتورجيا


الليتورجيا 
 هى  الصلوات العامة الجماعية التى نشترك فيها جميعا فى الكنيسة وهى نوعية الصلاة التى تكلم عنها السيد المسيح حينما قال "( متى صليتم فقولوا أبانا الذى فى السماوات ..." ( لوقا 2:11) والصلاة الليتورجية الجماعية تغذى وتنشط الصلاة الفردية بالمخدع والعكس صحيح فنوعا الصلاة ( جماعية وفردية ) لا غنى لنا عن أحدهما 


وبظهور حركة الرهبنة القبطية فى بلادنا العظيمة مصر مع بدايات القرن الرابع الميلادى وجدت جماعات مقدسة من اباء وإخوة قديسين تركوا كل شئ ليتفرغوا لعمل الصلاة المقدس هؤلاء الذين وصفهم الكتاب المقدس أنهم حراس على أسوار الكنيسة : " على أسوارك يا أورشليم أقمت حراسا لا يسكتون كل النهار وكل الليل على الدوام .... " ( إشعياء 6:62) فإذا كان العالم يسمح بأن يتفرغ بعض الناس للفن مثل الموسيقى والتمثيل والرسم والنحت وغيره فليس كثيرا على الكنيسة أن يتخصص بعض من أعضائها لعمل الصلاة والتسبيح وممارسة الليتورجيا بتفرغ كامل يليق بخدمة مقدسة لله الحى وفعلا بظهور الرهبنة بدأت الليتورجيا تدخل فى طفرة جديدة أغنت الكنيسة وأثرتها 


فهؤلاء البشر السمائيون أو الملائكة الأرضيون كان لابد لهم أن يملأوا وقتهم بحسن العبادة والترنيم بالإضافة طبعا إلى عمل اليدين لأن المبدأ الرهبانى " إنه كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضا " ( تسالونيكى 10:3) ولكن تظل الصلاة هى العمل الرئيسى والأسمى والأول للراهب فكانوا ومازالوا يملأون الليل قبل النهار بالصلاة الدائمة والتسبيح الروحانى المتضع ومن هنا بدأت الألحان المطولة ذات الموسيقى الرائعة تظهر وتنتشر فى الأديرة ومنها إلى الكنائس فى الريف والمدن وهكذا كرس الرهبان عمرهم لعمل التسبيح وقد اغتنوا وأغنواالكنيسة بكنوز الليتورجيا 


ومن الملاحظ أن النصوص القديمة الليتورجية دقيقة غاية الدقة فى معانيها وكلماتها بل وفى تطابق نغماتها مع المعانى اللاهوتية والروحية الغنية جدا والعميقة جدا فيها مما يدل على يقظة وحذق الاباء الذين صاغوها وصلوا بها فلم يسمحوا بكلمة واحدة هرطوقية أو غير دقيقة أن تتسرب إلى الليتورجيا بل بالعكس اعتبروا أن ما يصلون به هو إعلان عن نوعية الإيمان الذى تعيشة الكنيسة فبقيت ليتورجيتنا القبطية أعظم شاهد على نقاوة إيماننا وصحته ودقته فتشعر من نصوص الصلاة أن واضعيها والمصلين بها قديما كانوا لاهوتيين على أعلى درجة وروحانيين بل وقديسين لذلك أتالم كثيرا عند المقارنة بمستوى الترانيم الحديثة ! لقد حافظت الرهبنة على الإيمان وكان من ضمن أهم وسائلها فى ذلك الليتورجيا دورنا اليوم أن نكمل مسيرة أبائنا وذلك بممارسة الليتورجيا بروحانية ووعى وفهم ووقار لائق بالهنا الحى الذى ينبغى له كل تمجيد وإكرام وسجود 

                                                                                    اميـــــــــــــــن 

دير بنات مريـــــــــــــــــــــــم


قام
 بتأسيس هذا الدير مثلث الرحمات المتنيح أنبا أثناسيوس مطران بنى سويف 1962_2000 فى منتصف الستينيات من القرن الماضى بتوجيهات من المتنيح البابا كيرلس السادس والذى أشرف على كل شئ فى الدير حتى شكل الزى بالياقة البيضاء والتى أصر عليها قداسته حتى تميز بنات مريم عن باقى مكرسات الكنيسة القبطية وكان الهدف الأساسى من إنشاء هذا الدير هو التنمية الشاملة وخدمة الفئات الخاصة ومن ليس لهم أحد يذكرهم والتى كان المتنيح الأنبا أثناسيوس له الرؤية السابقة والثاقبة فى هذا المجال ومن هذا الوقت أخذ الدير فى النمو إلى أن أصبح كيانا هائلا وأصبح له ثلاثة فروع ضخمة فى القاهرة : فى المقطم والمطرية وعزبة النخل وبعد نياحته أصبحت فروع القاهرة أصولا بقرار من المتنيح البابا شنودة الثالث وتابعة له روحيا وإداريا وقام برسامة بعض الأخوات فيها 

ويتميز دير بنات مريم حاليا بأنه نظام ما بين الرهبنة والتكريس أو مايسمونه بــــالرهبنة الخادمة بمعنى أن الأخت فى هذا الدير تسمى تاسونى وترتدى ملابس المكرسات وتخدم فى العالم وفى نفس الوقت هى داخل الدير ومرتبطة بنظام رهبانى يتمثل فى أسوار وقلالى وكنيسة وجرس ونصف الليل وتسبحة وقداس يوميا ورئيسة مسئولة عن الأخوات وكيان قائم بذاته تماما 

ونظام القبول فى الدير _ والذى أصبح بالغ الصعوبة والأمر الذى جعل المقبولات لا يتعدين الواحدة سنويا _ يمر بمراحل أربعة : المرحلة الأولى هى مرحلة " التردد وفيها تتردد الأخت على الدير بعد قبولها ابتدائيا لعدة شهور ثم يتم قبولها نهائيا فتدخل فى المرحلة الثانية وتستمر بملابسها الملونة ولكن مع إقامة كاملة فى الدير لمدة سنة تقريبا بعدها تدخل فى المرحلة الثالثة وهى ما أطلق عليها الدير اسم " العهد الأول " فيقوم رئيس الدير بالصلاة عليها صلاة خاصة وترتدى اللون البيج وتسمى " أختا تحت الأختبار " لمدة ثلاث سنوات تقريبا بعدها ترسم وترتدى اللون الرمادى وتدخل فى المرحلة الرابعة والنهائية 

ويقوم الدير بخدمات متعددة فى الإيبارشية فهو يقوم بخدمة خاصة فى مدارس سان مارك للغات ومدارس التوفيق الخاصة وخدمة المستوصفات ومستشفى السلام وأخرى تحت الإنشاء وخدمة التنمية الشاملة من خلال الجمعيات التابعة لوزارة الشئون الإجتماعية وخدمة المؤتمرات فى مراكز الرياضية الروحية فى بياض وسدمنت وخدمة الخروف الضال والنذيرات وبيوت الطالبات والحضانات والفئات الخاصة والمسنين والنظم الإدارية فى المطرانية ومراكز الكمبيوتر ومزرعة خاصة بدير الميمون بالإضافة إلى خدمات خاصة داخل الدير 

مصادر تاريخ الرهبنة القبطية

 أولا : أقوال الاباء ( بستان الرهبان وأنواعه ) 

فى نهاية القرن الرابع ظهر نوع جديد من الأدب يمكن أن نطلق عليه " الأدب الرهبانى " ولة عدة أشكال مثل : السير , الرحلات, القوانين الرهبانية  , والمواعظ وظهرت أيضا أقوال شيوخ الرهبان القصيرة Apophthegmata patrum وقد مرت بعدة مراحل :

تجميع الأحاديث والأقوال متفرقة بغير رابط بينها 

تدوين هذه الأحاديث الشفهية 

تجميع الأقوال فى ترتيب أبجدى بحسب قائلها فيبدأ ب أنطونيوس " (حرف الألفا) وينتهى ب " أور ( حرف الأوميجا ) 


تبويب هذه الأقوال فى فصول ذات موضوع واحد مثل الصلاة والصوم ..... إلخ 


وقد تم تجميع هذه الأقوال وكتابتها بعد إحدى غارات البدو التى شتت اباء الرهبنة فقام تلاميذ أنبا بيمن بتجميع وكتابة هذه الأقوال خشية ضياعها ولذلك يلعب أنبا بيمن دورا كبيرا فى أقوال الشيوخ وربما كتبت فى نهاية القرن الخامس بعد أن أصبح أنبا بيمن هرما 


ثانيا : مؤرخو الكنيسة 

روفينوس : وتاريخه يغطى الفترة من 324_ 395م ولم يذكر الإسقيط ( وادى النطرون ) إلا مرة واحدة حيث ذكر مشاهير الرهبان فى سنة 375 م وعلى الأخص الأنبا إيسيذوروس الإسقيطى والغريب أن روفينوس نفسه كان على عام تام بالرهبنة فى الإسقيط 


سقراط : ويغطى تاريخه الفترة من 305_ 439م وتظهر فيه منطقة نتريا ( حوش عيسى ) حيث يذكر تفاصيل اجتياح لوكيوس (بطريرك مزعوم فرضته السلطات على كنيسة الإسكندرية ) بمساعدة الجيش للأديرة سنة 373م ويذكر أيضا الخلاف بين البطريرك ثاوفيلس مع الرهبان الذين يتبعون أوريجانوس (399_ 404م) وأخيرا يذكر استعانة القديس كيرلس بالرهبان ضد أورستوس الوالى أما بخصوص الإسقيط فإنه يذكر : "لأن امون هو من أسس الرهبنة فى نتريا والأسقيط وهذا غير دقيق لأن الأنبا امون هو مؤسس رهبنة نتريا ولكن ليس له أى تأثير على الإسقيط الذى أسسه القديس مقاريوس ويذكر اسم مقاريوس كراهب مهم ولكنه لم يذكر علاقته بالإسقيط 


سوزومينوس : وقد كتب عن الفترة من سنة 324_ 425م وهو متأثر بسقراط ولكنه فى الفصل السادس المخصص للرهبان يستعير من التاريخ اللوزكى " وتاريخ الرهبان المصريين " وبعض المصادر الأخرى مثل " سيرة أنطونيوس " المنسوبة لأثناسيوس ويذكر من بين من ذكرهم القديسين بنيامين وايسيدورس وغيرهم 


ثالثا : مؤرخو الرهبنة 

تاريخ الرهبان  المصريين 

وهى قصة سبعة من الرهبان الفلسطنيين قاموا بزيارة اباء الرهبان المصرية فى شتاء 394_395م وأحدهم هو كاتب الكتاب وقد وصلتنا نسخة يونانية وأخرى لاتينية ترجمها روفينوس وقد أخذوا طريق النيل إلى أسيوط ولذلك كان أول فصل عن يوحنا من ليكوبوليس ( أسيوط ) ثم زاروا نتريا والكاتب لا يفرق بين نتريا وكليا ( النوبارية ) وهذا الكتاب ساهم فى شهرة الرهبنة القبطية فى العالم كله 


التاريخ اللوزكى 

مؤلفة هو الأسقف بلاديوس ( 363_ 431 م) وقد أهدى كتابه إلى ياور الإمبراطور ثيودوسيوس واسمه "لوسيوس " ولذلك دعى الكتاب بــــــــــ"التاريخ اللوزكى " وقد عاش بلاديوس فى منطقة القلالى (النوبارية ) بالقرب من القديس أوغريس (إيفاجريوس ) البنطى وقد زار الإسقيط عدم مرات وهو شاهد عيان وعندما يتكلم عن الرهبان نشعر أنه يتكلم عن أشخاص يعرفهم شخصيا وكتابه هو مجموعة من السير لأهم الرهبان فى مصر فى هذه الفترة وربما استعان ببعض الوثائق القبطية وخصوصا عندما يتكلم عن الرهبنة الباخومية فى مصر العليا وهذا الكتاب أصبح واسع الانتشار فى العالم القديم 


يوحنا كاسيان 

وقد ترهب فى بيت لحم لفترة قصيرة ثم جاء إلى مصر ( ربما سنة 380 م) وقد زار معظم أديرة الرهبان قبل أن يصل إلى الإسقيط ويستقر هناك وقد كتب كتابين : " المؤسسات الرهبانية " كدليل للمبتدئين ولا يذكر فيه الإسقيط والكتاب الثانى هو " المناظرات " وقد سافر بعد تركه لمصر سنة 399 م إلى القسطنطينية ومنها إلى أنطاكية وأخيرا استقر فى مارسيليا (فرنسا ) فى حوالى سنة 414 م حيث كتب هناك الكتابين المذكورين بين سنتى 420_ 430 م وقد تكلم مع مشاهير رهبان الإسقيط والعديد رهبان الدلتا 


رابعا : السير الخاصة 

مثل سير القديسين أنطونيوس أبو الرهبان باخوم يوحنا الأسيوطى وإشعياء الإسقيطى 

 الرهبنة  هى درجة الملائكة الذين لا يفترون ليلا ولا نهارا عن خدمة ملكهم (القديس إكليماروس ) 

محبة المسيح غربتى عن البشرو البشريات ( الشيخ الروحانى ) 

إزهد فى الدنيا يحبك الله إزهد فيما بين أيدى الناس يحبك لناس ( مارافرام ) 



2020/12/13

لحن الاباء القديسين

 


يقال هذا اللحن فى التماجيد التى تقام لأجل تذكارات سائر القديسين ويذكر عنه فى مخطوط باللغة القبطية موجود بالمكتبة الوطنية بباريس (ورقة 12ظ بالمخطوط 32 قبطى تاريخ نسخه الأربعاء أول توت 1226 ش/ 29 أغسطس 1509 م) وقام بنشرها جناب القس باسيليوس صبحى أن واضع هذا اللحن هو الأسقف ميخائيل المعاريجى ( 1470_ 1509م ) من أساقفة الوجه البحرى ( ومن المحتمل أنه كان أسقفا على سمنود ) عندما كان قسا بأسم ميخائيل المعروف بالمعارجى خادم بيعة مارجرجس بدرب التقة (مصر القديمة حاليا ) والذى عاش فى أواخر القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر وقد وضع هذا اللحن أصلا إكراما للقديس الأنبا برسوم العريان وقد ذكر ناسخ المخطوط المعروف باسم القمص جرجس الحكيم الاتى : لحن للقديس العظيم أنبا برسوم العريان ترتيب الأب الأسقف / المكرم أنبا ميخائيل المعاريجى حين كان قسا قبل / ولايته الأسقفية بالوجه البحرى 


وهذا اللحن يقال بعد  قراءة السنكسار أو فى أثناء التوزيع كما يقال فى أثناء تماجيد الاباء القديسين واللحن يتحدث عن فضائل القديس بصفة عامة وأن اسمه صار عظيما فى كورة مصر " فى كل الأرض خرج منطقهم " ( مزمور 4:19) وكم من العجائب التى تظهر من قبر القديس المحتفى به 


بالنسبة لموسيقى اللحن الروحية فيخطئ كل من يظن أن موسيقى اللحن هى حزينة جنائزية فهذا المفهوم خاطئ لأننا عندما نتجمع لتكريم الشهداء والقديسين فإننا نحتفل بفرح ببدء ميلادهم السمائى ويعيد المؤمنون فى يوم استشهادهم أو نياحتهم عيدا روحانيا بهيجا واللحن يحتوى على جزء أساسى تتكون موسيقاه من : 


أربع قطع موسيقية مكررة على التوالى مأخوذة من قطعة موسيقية فى لحن " نى خورا " الذى يقال فى عيد عروس قانا الجليل حيث تصور هذه القطع الموسيقية الشفاعة التوسلية مثلما طلبت القديسة مريم العذراء من السيد المسيح أن يفعل شيئا عندما فرغ الخمر 


يتجه اللحن بعد ذلك إلى الشفاعة الكفارية عند ذكر اسم السيد المسيح "... البار الأنبا ... حبيب المسيح " وهذه القطعة الموسيقية الهامة مأخوذة من لحن " إفنوتى ناى نان " الذى يقوله الأب الأسقف أو الكاهن فى رفع بخور عشية وباكر طلبا للمراحم الإلهية 


يختتم اللحن بتطويبات للقديس الذى نحن بصدد الاحتفال به وفى ختام اللحن اعتاد المتنيح المعلم ميخائيل البتانونى أن يذكر اسمه واسم البلدة التى نشأ فيها طلبا لصلوات القديس وتبعه فى ذلك كبار المرتلين الذين تتلمذوا على يديه مباشرة