2020/12/14

الرهبنة والليتورجيا


الليتورجيا 
 هى  الصلوات العامة الجماعية التى نشترك فيها جميعا فى الكنيسة وهى نوعية الصلاة التى تكلم عنها السيد المسيح حينما قال "( متى صليتم فقولوا أبانا الذى فى السماوات ..." ( لوقا 2:11) والصلاة الليتورجية الجماعية تغذى وتنشط الصلاة الفردية بالمخدع والعكس صحيح فنوعا الصلاة ( جماعية وفردية ) لا غنى لنا عن أحدهما 


وبظهور حركة الرهبنة القبطية فى بلادنا العظيمة مصر مع بدايات القرن الرابع الميلادى وجدت جماعات مقدسة من اباء وإخوة قديسين تركوا كل شئ ليتفرغوا لعمل الصلاة المقدس هؤلاء الذين وصفهم الكتاب المقدس أنهم حراس على أسوار الكنيسة : " على أسوارك يا أورشليم أقمت حراسا لا يسكتون كل النهار وكل الليل على الدوام .... " ( إشعياء 6:62) فإذا كان العالم يسمح بأن يتفرغ بعض الناس للفن مثل الموسيقى والتمثيل والرسم والنحت وغيره فليس كثيرا على الكنيسة أن يتخصص بعض من أعضائها لعمل الصلاة والتسبيح وممارسة الليتورجيا بتفرغ كامل يليق بخدمة مقدسة لله الحى وفعلا بظهور الرهبنة بدأت الليتورجيا تدخل فى طفرة جديدة أغنت الكنيسة وأثرتها 


فهؤلاء البشر السمائيون أو الملائكة الأرضيون كان لابد لهم أن يملأوا وقتهم بحسن العبادة والترنيم بالإضافة طبعا إلى عمل اليدين لأن المبدأ الرهبانى " إنه كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضا " ( تسالونيكى 10:3) ولكن تظل الصلاة هى العمل الرئيسى والأسمى والأول للراهب فكانوا ومازالوا يملأون الليل قبل النهار بالصلاة الدائمة والتسبيح الروحانى المتضع ومن هنا بدأت الألحان المطولة ذات الموسيقى الرائعة تظهر وتنتشر فى الأديرة ومنها إلى الكنائس فى الريف والمدن وهكذا كرس الرهبان عمرهم لعمل التسبيح وقد اغتنوا وأغنواالكنيسة بكنوز الليتورجيا 


ومن الملاحظ أن النصوص القديمة الليتورجية دقيقة غاية الدقة فى معانيها وكلماتها بل وفى تطابق نغماتها مع المعانى اللاهوتية والروحية الغنية جدا والعميقة جدا فيها مما يدل على يقظة وحذق الاباء الذين صاغوها وصلوا بها فلم يسمحوا بكلمة واحدة هرطوقية أو غير دقيقة أن تتسرب إلى الليتورجيا بل بالعكس اعتبروا أن ما يصلون به هو إعلان عن نوعية الإيمان الذى تعيشة الكنيسة فبقيت ليتورجيتنا القبطية أعظم شاهد على نقاوة إيماننا وصحته ودقته فتشعر من نصوص الصلاة أن واضعيها والمصلين بها قديما كانوا لاهوتيين على أعلى درجة وروحانيين بل وقديسين لذلك أتالم كثيرا عند المقارنة بمستوى الترانيم الحديثة ! لقد حافظت الرهبنة على الإيمان وكان من ضمن أهم وسائلها فى ذلك الليتورجيا دورنا اليوم أن نكمل مسيرة أبائنا وذلك بممارسة الليتورجيا بروحانية ووعى وفهم ووقار لائق بالهنا الحى الذى ينبغى له كل تمجيد وإكرام وسجود 

                                                                                    اميـــــــــــــــن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3